التقارير

السلطة السوداء: داعش أسسه ضباط استخبارات علمانيون

2646 2015-07-24

“لا يعود تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية إلى فقهاء وعلماء مسلمين، بل إلى جنرالات وضباط استخبارات علمانيين فى حزب البعث العراقي بمساعدة غير مباشرة من قبل الجيش الأمريكي”، هذا ما يقره الكاتب كريستوف رويتر فى كتابه “السلطة السوداء.. تنظيم الدولة الإسلامية واستراتيجية "الإرهاب" “عن نشأة تنظيم داعش.

وذكر رويتر الذى يعمل مراسلا لمجلة دير شبيغل الألمانية الشهيرة، في سوريا في كتابه أن نشأة التنظيم بدأ بعد غزو العراق عام 2003، تحت إشراف رئيس الإدارة الأمريكية السابق فى العراق بول بريمر، والذي حل الجيش العراقي، وتم بعده تصفية عدد من ضبط الجيش العراقي، مشيرا إلى أن ليس كل من تمت تصفيتهم كانوا تابعين لصدام حسين.

ونتيجة لما وصفه رويتر بـ”الظلم” الذى تعرض له ضباط العراق، اتجه بعضهم لتأسيس “كتائب البعث”، لمقاومة الولايات المتحدة الأمريكية، ومهدت هذه الكتائب الطريق لظهور تنظيم داعش.

وأشار رويتر إلى أن مؤسسي داعش، كانوا يدركون أنه إن قاموا بالدعوة إلى إعادة إحياء حزب البعث العربي الاشتراكي، الذى تأسس عام 1947 وربط كلا من الوحدة العربية القومية والعلمانية مع الاشتراكية العربية، لن يسمع إليه أحد ولذلك استغل التنظيم الدين، فادعى أنه سيعيد للإسلام مكانته بتأسيس دولة إسلامية، لجذب أكثر عدد من هؤلاء المستعدين للموت فى سبيل دينهم.

ورأى رويتر أن من بين الامتيازات التى فاز بها داعش من خلال تحويل إقامة دولة للإسلام هدفا له هو “الشرعية” التى منحها لنفسه، لتصنيف الناس لمعسكرين أحدهما مؤمن والآخر كافر، وبهذا تفوق التنظيم على حزب البعث فى حجم سلطاته.

وعن انتقال أعضاء داعش إلى القتال فى سوريا عام 2012، يقول رويتر إنه كان بهدف توسيع رقعة نفوذهم، فتكون لهم الريادة فى المنطقة أمام بقية التنظيمات، مشيرا إلى أن الفوضى التى سيطرت على شمال سوريا فى ذلك الوقت سهلت لهم القيام بذلك.

ولفت رويتر إلى ما اعتبره “مفارقة” يجب الانتباه لها، وهي أن معظم ضحايا داعش كانوا من السنة، بعدما قدم التنظيم نفسه باعتباره “راعيا” للسنة، مشيرا إلى أن ذلك كان مخططا دعائيا استغله التنظيم، الذي لا يزال التنظيم يتمسك بمحاولة الصعود العسكري فى سوريا بالتحالف التكتيكي القديم مع نظام الأسد، “العلوى”، المنشق عن الشيعة.

وأكد رويتر نظام الأسد استغل داعش لتحجيم نشاط المتمردين، فعندما حاولت فى عام 2014 جماعات المتمردين السوريين المتحدة إخراج داعش من سوريا، قصفتهم قوات الأسد الجوية، دون الاقتراب لداعش لأن الأسد اعتبر "إرهاب" التنظيم “هدية”، ولولاه لتمكن "الإرهابيون" من فرض سيطرتهم على دمشق، إلا أنه بعد استيلاء داعش على مستودعات السلاح العراقية وسيطرته على مصافي النفط، ازداد نفوذه، فتحول قتاله ضد الجيش السوري نفسه، الذى كان أحد المستفيدين منه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك