التقارير

زيارة دهقان إلى العراق... الأبعاد والنتائج

1795 2015-05-20

بدأ وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان زيارة رسمية للعراق  الاثنين على رأس وفد رفيع المستوی، حيث من المقرّر أن یلتقی العمید دهقان في بغداد الرئیس العراقي فؤاد معصوم ورئیس الوزراء حیدر العبادي ووزیري الخارجیة والداخلیة ورئیس واعضاء لجنة الامن القومي والدفاع في مجلس النواب العراقي وبعض الشخصیات السیاسیة.

يسعى البعض حالياً لربط هذه الزيارة بالتطورات الأخيرة على الساحة العراقية في محافظة الأنبار، لكن المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي سعد الحديثي، أوضح أن "زيارة وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إلى بغداد لم تأت بناء على التطورات الأمنية الأخيرة في البلاد"، مبيناً أن "هذه الزيارة هي جزء من عمليات التواصل والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين ".

دهقان سيناقش خلال لقائه کبار المسؤولین العراقیین، القضایا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائیة والقضایا الاقلیمیة والدولیة، وكذلك سبل المواجهة وتأمين الدعم لتعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، كما تتصدر مواضیع تعزیز التعاون الدفاعي والعسکري وسبل دعم التعاون واقرار الامن والاستقرار في المنطقة، جدول اعمال وزیر الدفاع الایراني في العراق. 

ترحيب عراقي

زيارة دهقان لاقت ترحيباً عراقياً حيث أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في بيان صدر عقب لقائه وزير الدفاع الإيراني على عمق العلاقات التاريخية بين العراق وإيران، مشيراً إلى وقوف طهران إلى جانب العراق في الحرب العالمية التي يخوضها ضد إرهابيين جاؤوا من أكثر من ٦٢ دولة.

وأشاد الجعفري بـ”الدعم الذي تقدمه إيران للتجربة في العراق في مواجهة الخطر المشترك المتمثل بعصابات داعش الإرهابية”، موضحا أن “العراق وافق على مساعدة ودعم بلدان العالم المختلفة شريطة عدم التواجد العسكري من أي دولة كانت ”.

وأكد الجعفري، أن “وجود المستشارين في الميدان لا يمس بالسيادة العراقية ” ، مبينا أن “وجودهم استشاري وليس عسكريا وبموافقة الحكومة ومجلس النواب وضمن الضوابط العراقية التي وضعت على مستشاري دول العالم كافة ”.

أبعاد ونتائج

تأتي زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى بغداد بعد فترة قصيرة على استقباله نظيره العراقي في طهران، وكذلك بعد أيام قليلة على زيارة الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى إيران ما يؤكد إستراتيجية العلاقة بين البلدين في هذا الوقت بالتحديد. إيران تؤكد من خلال هذه الزيارة وقوفها إلى جانب الشعب العراقي في محنته الداعشية من ناحية، وتواطؤ الجانب الأمريكي من ناحية أخرى عبر النكث بالعهود التي قطعها تجاه العراق.

وتخلق الزيارة في هذا الوقت بالتحديد شعورا ممتازا بين أفراد القوات المسلحة والحكومة والشعب العراقي تجاه الحكومة والشعب والقوات المسلحة الإيرانية، كما ترفع من معنويات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في مواجهة الإرهاب الداعشي نظراً لقدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ناحية، وحاجة الجيش العراقي حالياً إلى دعم عسكري جاد من ناحية أخرى.

لطالما أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ سقوط النظام البعثي على دعمها للحكومة في العراق حيث تتجاوز رؤيتها هناك الاعتبارات القومية والمذهبية، كما أن مواقف وإجراءات إيران في دعمها للعراق تجسد إرادة ومصداقية إيران الحقيقية، لذلك لم تكن هذه الزيارة عن هذا الهدف ببعيد، بل أصابت كبد العلاقة الإستراتيجية بين البلدين حيث ستلقي بظلالها على سير المعارك في المواجهة القائمة مع التنظيم الإرهابي.

كذلك تقطع هذه الزيارة الطريق ولو بشكل مرحلي على المشروع الأمريكي القائم حالياً في العراق والمتمثل بإضعاف الجيش وقوات الحشد الشعبي في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ويبدو أن سيناريو سقوط الرمادي مرسوم بإتقان من قبل الجانب الأمريكي وبعض أدواته في الداخل التي أرادت من ورائه فسح المجال امام أمريكا لإستعادة سيطرتها على العراق والمضي في مشروع التقسيم عبر ظهورها بمظهر «المنقذ» لا سيما ان وشنطن تضرب في الآونة الأخيرة على وتر الطائفية العراقية بشدّة، كما تمنع قوات الحشد الشعبي من مؤازرة الجيش العراقي في مواجهة الإرهاب.

وفي الخلاصة، يتضح أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى بغداد ستلقي بظلالها برداً وسلاماً على المواجهات التي يخوضها أبناء الشعب العراقي من جيش وحشد وعشائر في مختلف المحافظات، كما ألقت دفئاً وحناناً على العلاقات الإستراتيجية بين الجمهورية الإسلامية الإيراني والجار العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك