التقارير

سورية تتعافى من تداعيات الحرب وتستعد للنهوض من جديد

1385 2015-03-25

هشام الهبيشان

على مدار أربعة أعوام وأكثر وجدت سورية نفسها في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة مركبة للغاية أسقطت فيها كل المعايير الانسانية، عشرات آلاف من ألارهابيين العابرين للقارات ، وملايين الأطنان من الأسلحة سلحوا بها ودمروا بها مدن وقرى سورية بأكملها وقتلوا اهلها وضربوا بها مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية، حرب معقدة قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو –أمريكية وليس لها أي علاقة بكل الشعارات المخادعة التي تتستر بها، ففي سورية تفاصيل المؤامرة جهزت على مراحل وحلقات وبمشاركة دول عربية وإقليمية،ومع كل هذا وذاك ،فقد أثبتت سورية العربية المستقلة بشعبها وبجيشها وبدولتها الوطنية أنها قادرة على الصمود ،وصمدت رغم كل التحديات الداخلية والخارجية وها هي اليوم تقف شامخة على أهبة ألانتصار.

فالمعركة لم تكن يومآ بسورية هي معركة مع مجموعات ارهابية عابرة للقارات بقدر ماهي معركة مع نظام جديد عالمي يرسم و ينسج خيوط مؤامرته في سوريا ليعلن قيام النظام العالمي الجد يد الذي تحكمه قوى الامبريالية العالمية وتقوده الما سونية اليهودية الصهيونية بنسيجها اليهودي المسيحي المتطرف "المسيحية المتصهينة "، فهذه المؤامره تعكس حجم الأهداف والرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سوريا، وهي أهداف تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود ، الا ان الجيش العربي السوري صمد وكسر بصموده كل الرهانات الشرقية والغربية الاقليمية والعربية ,فالجيش العربي السوري حقق انجازات كبيرة وهائلة في الميدان اذهلت العالم وغيرت سياسات ورسمت معادلات جديدة لا يستطيع احد القفز فوقها والاهم من كل ذلك هو تلاحم الشعب والجيش والقياده السياسية في معركة ضارية قادتها ومولتها ورعتها 90دولة بالعالم غير ان ارادة الشعب السوري المؤمن بقضيته والمتفهم لحقيقة وطبيعة المؤامرة ابعادآ وخلفيات أفشل خطط الاعداء واسقط اهدافهم بالتضحيات الجسام .

فعندما نعود بالذاكره لسنوات عجاف مضت، نلاحظ ان الهجمة الشرسة هذه والحرب الشعواء تلك كانت تستهدف بشكل اساسي، هدف رئيسي هو "العقيدة البنائية والفكر الاستراتيجي للجيش العربي السوري وثوابت الدولة واركانها الاخرى من مبادئ وطنية وقومية جامعة من شعب مقاوم زرع في فكره ووجدانه الحس الوطني والقومي والاهم من ذلك هو نهج السلطة السياسية التي زرعت هذه الافكار واصبحت قاعده لبناء سوريا القوية سوريا عنوان المقاومة والقلب العروبي النابض ،ومن هنا قررت القوى التامريه أنه بدون تدمير ووتمزيق سورية واستنزافها فأنهم لن يصلوا لمبتغاهم وهدفهم الاعظم المأمول بتدمير محور المقاومة ،وتنصيب أسرائيل سيدآ للمنطقة العربية وألاقليم ككل وكل هذا سيتم حسب مخططهم من خلال نشر الاف الجماعات المسلحة على الاراضي السورية .

ومع كل هذه التضحيات الجسام التي قدمها السوريين، فمعركة هذه القوى التأمرية على الدولة السورية لن تنتهي مادامت ادواتهم الارهابية واوراقهم القذره هذه موجودة على الارض السورية، لذلك اليوم تؤمن الدولة السورية بأن حجم انجازتها على الارض واستمرار معارك تطهير سوريا من رجس الارهاب وبالتوازي مع ذلك السير بمسيرة الاصلاح والتجديد للدولة السورية مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية ، هو الرد الافضل والاكثر تأثيرآ اليوم على قوى ألتامر ،فدول التأمر على الدولة السورية ومع زيادة حجم الخسائر التي تتلقاها بسورية بدأت تقر تدريجيآ بحقيقة فشل مشروعها على ألارض السورية .

ختامآ ،يمكن القول انه بعد مرور هذه السنوات الاربع المريرة على الدولة السورية بكل اركانها وما جلبتها للدولة السورية من جراح عميقة ودروس تاريخية مريرة، الا ان الدولة السورية اليوم بكل اركانها يتضح اليوم أنها بدأت تتعافي من هذه الجراح وتبدأ من جديد مرحلة النهوض الاقوى والذي سيبنى على نهوضها هذا،الكثير من المتغيرات التي لن يكون أولها ولا أخرها سقوط العديد من الانظمة الوظيفية الطارئة على هذه المنطقة ......

* كاتب وناشط سياسي - الاردن.

2/5/150325

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك