التقارير

اقامت مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي حفل تأبيني كبير بمناسبة الذكرى السنوية لسماحة آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي (قدس سره الشريف)

7613 03:00:00 2006-03-12

اقامت مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي حفلا تأبينيا كبيرا في جامع الهندي بمناسبة الذكرى السنوية لسماحة آية الله العظمى ابو القاسم الخوئي رضوان الله تعالى عليه .

خاص ـ المركز الاعلامي للبلاغ

انطلاقا من ايمان مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي بأن العالمَ الشيعي الاجتماعي – الذي يتصدى للمناصب الدينية ولا سيما المرجعية ً العظمى- هو خليفة النبيين ووصي الصديقين.

كان لزاماً علينا ان نعمل على تخليد وتمجيد هذه المقامات للماضين رحمهم الله وعرفاناً منا للباقين متعنا الله ببقائهم , فكان هذا الحفل التابيني لاحياء ذكرى رحيل استاذ الفقهاء والمحققين آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي (قدس سره الشريف).

حيث اقامت مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي حفلا تأبينيا كبيرا في جامع الهندي، واتسم الحفل بالمشاركة العلمائية والجماهيرية الكبيرة.

وقد حضر الحفل من مراجع الدين كل من سماحة آية الله العظمى الشيخ اسحاق الفياض وسماحة آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي كما حضر العديد من الشخصيات السياسية الاسلامية مثل سماحة العلامة السيد محمد بحر العلوم وسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم وسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد حسين الحكيم وسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد صادق الحكيم نجل شهيد المحراب والعديد من الشخصيات .

وقد القيت العديد من الكلمات منها:

كلمة سماحة آية الله العظمى الشيخ اسحاق الفياض (دام ظله الوارف):

بسم الله الرحمن الرحيم

ان مدرسة النجف الاشرف مدينة امير المؤمنين(ع) باب مدينة علم الرسول(ص) من اعظم واشهر الجامعات العلمية والاسلامية للحركة الفكرية الاجتهادية في الفقه والاصول المستمدين من الكتاب والسنة ومن اهم المعاهد العلمية الدينية للطائفة الامامية ومن هذه المدرسة الكبرى الشريفة تخرج آلاف الفقهاء العظام والمجتهدين الكبار واعلام الطائفة والاساتذة من زمن شيخ الطائفة الشيخ الطوسي(قده) الى زماننا هذا وهؤلاء الفقهاء العظام طوال عشرة قرون قد قدموا جهودا كبيرة في خدمة الدين والمذهب باقلامهم المباركة ودروسهم النفسية ومؤلفاتهم القيمة ونشرهم الثقافة الدينية في العالم الاسلامي بل في العالم ككل رغم الظروف القاسية والمصاعب التي مرت عليهم خلال تلك القرون ولا يزالون يقدمون خدمة كبيرة للدين الاسلامي والمذهب بشجاعة فائقة في ظل اصعب الظروف واقساها ومهما كان حجمها حيث ان حجم الهدف أكبر من كل شي فمن هنا أصبحت الطائفة في العصر الحاضر ذا شأن عظيم منتشرة في أقطار العالم ولهم في كل بلد صوت بينما كانوا قبل تلك القرون يعيشون غالبا في تقية وهذا ليس الا من الجهد المتواصل في خدمة المذهب لعلمائنا العظام طوال هذه القرون ومن ابرز العلماء والمجتهدين العظام في القرن الأخير وأشهرهم وأعلمهم هو سيد الطائفة سيدنا وأستاذنا الأعظم آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي(قده )الذي واكب مسيره العلم وحركة التطور والنمو الفكري في هذه المدرسة الكبرى وكان(قده) قد رفع رايتها خفاقة عالية ورصدها بتاليفاته القيمة وتحقيقاته وتدريسه في حقول المعرفة كالاصول والفقه والتفسير والرجال حيث انه تعمق فيها دقة وسعة ولا سيما في علمي الأصول والفقه وأحكم قواعدها النظرية والتطبيقيه وبناهما على أسس متينة ومجددة ومبان رصينة واكتشف أفاقا جديدة في هذين العلمين الشريفين فأبدع في ذلك, فأحرز مقام القيادة الكبرى ونال شرف أستاذ العلماء والمجتهدين في الحوزات العلمية والمعاهد الدينية الكبرى وقد قام الإمام الخوئي (قده) بإلقاء الدروس العليا (الخارج) في الفقه والأصول على جمع غفير من الفضلاء ذوي الكفاءة واللياقة لايقل عددهم عن أربعمائة أو خمسمائة نفر وقد تميزت دروسه في الحوزة العلمية بالابتكار والتحقيق والتدقيق سعة وعمقا واتسمت أبحاثه بالقوة في الاستدلال والاحاطة العلمية بأفكار العلماء وتحليلها ونقدها بأسلوب بليغ رائع وبيان ساحر وفصيح ولذلك قد فاق أقرانه ومعاصريه من كبار الأساتذة والعلماء في الحوزة العلمية الكبرى وتفوق عليهم في استقطاب أكبر عدد من الطلبة والفضلاء ذوي اللياقة والكفاءة وكان مجلس درسه (قده) من أوسع الدروس إقبالا وحضورا وأكثرهم انتشارا وكان بحق القطب الذي تدور حوله الحركة العلمية كان كالشمس ترسل أشعتها على الدوام أكثر من نصف قرن وقد أستحق بذلك عن استحقاق لقب زعيم الحوزة العلمية الكبرى في النجف الأشرف وسر هذا النجاح الكبير والتوفيق العظيم للسيد الأستاذ الإمام الخوئي(قده) يتمثل بالنقاط التالية :

النقطة الأولى : مقدرته الفكرية الذاتية فان لتلك المقدرة أثرا كبيرا في تحديد القواعد والنظريات العامة وتكوينها في الأصول وفق شروطها بصيغة أكثر دقة وعمقا وشمولا وتطبيقها على عناصرها في الفقه بدقة أكثر التفاتا وبعمق أكبر تحقيقا وبسعة أشمل مجالا.

النقطة الثانية : مقدرته العلمية الفائقة على تحليل المسائل المعقدة والنظريات الصعبة الأصولية والفقهية بصيغة أسهل تناولا وأبلغ تنظيما وترتيبا وبفضل هذه المقدرة العلمية الفائقة ومؤهلاته الفكرية الواسعة الذاتية وذهنيتة الوقادة في علمي الأصول والفقه أبتكر فيهما آراء ونظريات لم يسبقه إليها غيره أصلا وقد جمعنا بعض تلك الآراء والنظريات في رسالة خاصة ونشرت سابقا .

ومن هنا قال تلميذة العبقري الكبير الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قده) إن مقام ثبوت السيد الأستاذ الإمام الخوئي (قده ) علميا ونظريا أقوى وأكبر من مقام إثباته ويظهر ذلك بوضوح لكل طالب في مقام التباحث مع سماحته(قده ) شريطة أن يكون أهلا لذلك وقال أيظا تلميذه الكبير في مقالة كتبها حول عمق علاقته بأستاذه الامام الخوئي (قده )ان علاقتي هي من أشرف وأطهر وأقدس العلاقات في حياتي وهي علاقتي بسيدنا وأستاذنا وسندنا وسنادنا آية الله العظمى الامام الخوئي(دام ظله الوارف)هذا الأستاذ الذي أبصرت نور العلم في حوزته وذاقت طعم المعرفة على يده وان من أعظم ماينعم الله به على الانسان بعد الايمان العلم ولأن كنت قد حصلت على شيء من هذه النعمة فان فضل ذلك يعود اليه فلست الا ثمرة من ثمرات وجوده وفيضه الشريف وولد من أولاده الروحيين .

النقطة الثالثة : ان دروسه(قده ) كانت تمتاز في التحقيق والتدقيق وتحليل المسائل العلمية الدقيقة والنظريات العامة بشكل يليق بها وطرحها على أسس ومبان متينة ورصينة من جهة حسن التقرير وقوة الأداء واستحكام الأدلة بأسلوب رائع وبليغ وبيان سحري جذاب وفصيح ولون أدبي جميل وبتنسيق منظم وبارع وسيطرتة (قده) التامة على المطالب والنظريات العلمية بدرجة لا يفلت زمام أمرها عنه مهما كانت معقدة فان له المقدرة على تحليلها وحل مشاكلها وبيانها بأبسط صيغة .

ولهذا تخرج من مجلس درسه على يديه الكريمتين طوال تاريخ زعامته على الحوزة المباركة مئات الأساتذة والمدرسين في الحوزات العلمية المنتشرة في أقطار العالم الاسلامي وعشرات المجتهدين الكبار وتسلم نخبة منهم في العصر الحاضر سدة المرجعية في الحوزات العلمية الشهيرة في النجف الاشرف وقم المقدسة ومشهد الرضا المقدس .

الامام الخوئي وكمالاته النفسانية 

كان السيد الأستاذ (قده ) الى جانب مواهبه العلمية ومؤهلاته الفكرية الذاتية يتحلى بملكات فاضلة وصفات حميدة وكمالات سامية متميزة وبطاقات نفسية كبيرة وذلك كان (قده) مسيطرا على نفسه وميوله الطبيعية المضلة بقوة ملكاته الفاضلة وطاقاته النفسية الكبيرة فانها اذا تحققت ترشد الانسان الى الاتجاهات الدينية الصحيحة وتسهل الطريق الى الله تعالى والايمان به وتزيل العوائق والموانع وتجعل مخالفة الهوى والميول الطبيعية والدوافع الذاتية الشهوانية سهلا بل تجعلها موافقة لميوله وغريزته الدينية التي تصبح طبيعة ثانية له ولهذا كان (قده ) صادقا في قوله ووافيا بوعده وطالبا لمرضاة الله تعالى في أعماله والاخلاص فيها ومخالفا لهواه ومتواضعا في خلقه وعشرته ولم يدخل في نفسه الكريمة شيء من الكبرياء والعجرفة ولم تؤثر فيه الرئاسة والزعامة واذا حضر بين تلامذته كان كاحدهم طالبا للحق واستسلاما للحقيقة من اي فرد وكان مؤدبا في سلوكه ويحترم اهل العلم والفضل وينزلهم منازلهم ولا ينتقض احدا ابدا فما سمعت منه(قده) طيلة وجودي معه والتي لم تقل عن خمسة وثلاثين سنة تقريبا ان يتكلم على احد بما لا يناسبه مهما كان موقفه تجاهه سلبيا وعدائيا وكل احد اذا ذكره، ذكره بخير وما رايت هذه النفسية الكبيرة الصابرة في غيره وهذا ليس الا من جهة انه جهز نفسه بغريزة الدين والايمان وزودها بتقوى الله والاخلاص في العمل والصفات الحميدة والملكات الفاضلة السامية والطاقات النفسية الصابرة وباعتقادي الراسخ ان صفاء نفسه(قده) وطيب باطنه وخلوص نيته في اعماله المادية والمعنوية وايمانه الراسخ بالله تعالى من جانب والصفات الحميدة والاخلاق الفاضلة والملكات السامية والطاقات النقسية الكبيرة من جانب اخر كان احدى الوسائل والاسباب التي قد من الله تعالى بها عليه بهذا التوفيق الكبير الناجح.

وبعد وفاة المرجع الاعلى الامام الحكيم(فده) تسلم السيد الخوئي(قده) منصب المرجعية العليا في النجف الاشرف وبدات آلامه بسبب رموز النظام البائد لان النظام البائد قد قام بانتهاك الحوزة العلمية بذرايع مختلفة وتهم متنوعة يوميا ولم يبق منها الا اصولها وكان هدفهم هدم الحوزة نهائيا ولكنهم لم يصلوا الى هذا الهدف المشؤوم لسببين:

السبب الاول: بعنايته تعالى وتقدس وفضله الكريم وببركة صاحب هذا المكان المقدس وبرعاية امام العصر(عج).

السبب الثاني: بالصبر والتحمل من السيد الاستاذ(قده) فانه تحمل ما تحمل من المضايقات من قبل النظام بطرق مختلفة واسباب قمعية متنوعة تارة باعدام ثلة من حواشيه واخرى بالضغط على فضلاء الحوزة بالحبس والتشريد والتسفير وهكذا ومع كل هذه الاسباب القمعية والمضايقات فانه(قده) تحمل وصبر كالجبل الراسخ في سبيل الحفاظ على كيان هذه الحوزة المباركة والهدف من وراء كل هذه المضايقات والضغوطات اما ان تصدر منه(قده) كلمة ضد النظام او لتأييده ومشروعيته فان النظام على كلا التقديرين يصل الى هدفه المشؤوم، اما على الاول فانه ذريعة لهدم الحوزة نهائيا، واما على الثاني فانه تهديم لمعنوية الحوزة العلمية وروحها المتمثلة بالسيد الخوئي(قده) هذا هو ديدن علمائنا العظام فانهم كانوا يبذلون انفسهم في سبيل الحفاظ على كيان الحوزة العلمية ومكانتها الدينية وهيبتها واستقلاليتها في كافة شؤونها من الاقتصادية والتعليمية والدينية في الاوقات التي تعرضت الحوزة من قبل الحكومات والانظمة الجائرة للانتهاكات والمضايقات لان الحفاظ على كيانها حفاظ على كيان المذهب.

وبعد سقوط النظام اخذت الحوزة العلمية عافيتها ونشاطها يوما بعد يوم الى ان واجهت ظروفا غير متوقعة املنا بالله تعالى كبير ان تمر هذه الظروف بسلام وتستعيد الحوزة نشاطها تدريجيا ومن هنا ان الوظيفة الشرعية تملي على العلماء ورجال الحوزة العلمية واساتذتها وطلابها الاهتمام الجاد بالدراسة والتحقيق وبذل اقصى الجهد فيها لكي يحافظ على مكانة الحوزة العلمية المباركة وعطاءها المستمر بشكل افضل يوما بعد يوم حتى تستعيد عافيتها بالكامل وبشكل اكثر ازدهارا وتوسعة تليق بها وبمكانتها العلمية وثوابتها الدينية والاسلامية.

وكلمة سماحة آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي اكرم بني ادم على كثير ممن خلقه وفضلهم تفضيلا والصلاة والسلام على من ابتعثه رحمة ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا ليخرجوا من الظلمات الى النور ويهديهم صراطا مستقيما وعلى آله هداة الامم وقادة للعالمين واللعنة على شانئيهم اجمعين.

وبعد قال الله سبحانه وتعالى (( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير))

ايها الحفل الكريم نعتقد ان خيرا ما يليق بالمسلمين عموما وشيعة اهل البيت بالخصوص ان يفتخروا به بعد انتمائهم الى مذهب اهل البيت(ع) هو الانتماء الى حوزة النجف الاشرف اشرف الحوزات واقدمها واعظمها على الاطلاق فانها فضلت باعتبار انتمائها الى مدينة علي بن ابي طالب(ع) المدينة التي تشرفت باحتضان اشرف مخلوق بعد رسول الله(ص) فتشرفت الارض به وتنورت حصباؤها وحصياتها درر النجف بشرف نوره والحوزة العلمية في النجف الاشرف بمجهود قادتها قد تميزت على سائر الحوزات بالكيف الذي هو المناط في الفضل والكمال في موازين الدين الاسلامي دون الاهتمام بالكم ومن هنا كانت قادة هذه الحوزة العلمية على مر التاريخ مثلوا العمود الفقري لمذهب اهل البيت(ع) وسعى حماة هذه الحوزة ورعاتها الى الاحتفاظ بهذه الميزة مع الاهتمام الكبير منهم بدقة النظر وعمق الفكر في ميدان علم الفقه وكان سيدنا المؤبن سيد الاساتذة فقيه عصره وزعيم الطائفة في قمة هذه السلسلة الشريفة ولا اعتقد ان احدا من المراجع الذين نقدرهم ونقدسهم جميعا وفق مثل توفيق سيدنا الاعظم ابو القاسم الخوئي(قده) فقد وفق لتربية جمع غفير من العلماء والفضلاء والفقهاء الذين وصلوا يواصلون درب سيدنا في التربية والتثقيف ونشر الدين في اطراف المعمورة وندر ان يكون من يخدم اليوم من العلماء في اطراف العالم ممن لم يستفيد ولم ينهل من نمير سيدنا الاجل مباشرة او بالواسطة وكان(قده) موفقا في حفظ الحوزة العلمية في تلك الظروف الحالكة التي عصفت بها من طغاة الشرق والغرب لتزحزحها من اصولها او تصرفها عن مسيرتها وكانت قوة تحمله(قده) وسعة صدره وحكمته وحنكته تقف في وجه جميع تلك المحاولات الى ان ازاح الله سبحانه وتعالى ذلك الكابوس وازاله عن وجه مسير الحوزة العلمية بالايدي التي كانت قد اتت به فعلى سيدنا المعظم ان ينام قرير العين في جوار جده امير المؤمنين ويقف امام جده رسول الله(ص) يوم القيامة مرفوع الراس لتشمله يد النبي الاعظم بعطفه وحنانه فتزيح عنه آثار وعثاء الحياة المريرة والمليئة بالآلام ويتهنى بالعطاء الجزيل الذي ينتظره حين مثوله بين يدي رب العالمين ويرتوي بالكاس الاوفى من حوض جده بيد ابيه علي بن ابي طالب(ع) هكذا الرجال وهكذا ينبغي ان تكون القادة واللسان يعجز والقلم يرتعش امام عظمة امثاله سلام الله عليه ورحمته وبركاته.

كلمة سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد حسين بحر العلوم:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين.

سماحة آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي وسماحة آية الله العظمى الشيخ اسحاق الفياض(دام ظلهم الوارف) والعلماء الاعلام ايها الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لم تكن هذه الذكرى تابين يضفي شارة المجد على فقيد رحل منذ اعوام او دعوة خالصة تستنهض من خلالها الذكرى وعثاء مسيرة زمن مقصور او منتدى تستروح النفس من خلاله ذكريات العباقرة او محفل يستعرض فيه جهاد العظماء بل تعد هذه الذكرى استشراق الزمن من تاريخ صراع عاشه الامام الخوئي(قده) مستنهضا معه ادوات الحكمة واسباب المجد ودواعي الخلود ولم تكن احداث اليوم العراقي الحالي بمعزل عن ايام القهر والاضطهاد الذي عالجه الامام الخوئي(قده) بحكمته قائدا وبصبره مثابرا وبقرائته للاحداث القادمة وما سوق اليه تؤول، وليس للمرجعية الرشيدة التي يمثلها مراجعنا العظام الا وراثة القائد لابطاله النجباء وقد تلمس فيهم العظمة لقيادة مثل هذا المشهد العراقي الذي نعيشه اليوم فاثبتوا جدارة القائد الصابر والمثابر الجاد من اجل الوصول الى ما يمكن ان يسجله التاريخ ماثرة الحكمة في زمن الضياع وصفة الصبر في ظروف الطيش واسباب الظفر في واقع الهزيمة والانكسار وفعلا كان للدور الذي اضطلعت به مرجعية آية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله الوارف) ومعاضدة المرجعيات الرشيدة المتمثلة بآية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم وآية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض وآية الله العظمى الشيخ بشير النجفي.

سيدي الامام الخوئي.. لم اجد ما احمل من مشاعر الفخر والاعتزاز وانا في هذا المحفل الكريم الا ان استذكر تلك الايام الخالدات وانت تتداول الامر مع الامام السيد محسن الحكيم(قده) لتكوين رؤية ناضجة عن التعاطي مع الاحداث العراق في اوليات النظام البعثي وكيف كنتما رفقي الجهاد تعاضده عند اتخاذه قرارا ما، يتعلق بمصير الامة ومستقبل البلاد وكنت عضيدا وفيا لقيادة الامام الحكيم(قده) يوم تصدى بحكمته لينقذ البلاد من ازمات كادت ان تعصف به لولا حكمته وحصافته واليوم يتكرر مشهد حكمة المرجعية ورشدها في تعاضد الراي وتداول الامر ولله درها من وراثة تتعاطى مع الازمنة بكل رشد ونضوج وكان للشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر(قده) منحا اخر في تمتين هذه الرؤية من خلال بناء الشخصية السياسية المعارضة للنظام وهو يلقي دروسك نتفا ومن حكمتك عبابا يسترشد بها المستضيء في دهاليز الاحداث المظلمة ويحق لنا ان نستذكر بموقفك الحكيم في تعاطيك مع الاحداث وحفظ المرجعية الدينية من التصفية والزوال التي ارادها النظام البعثي ان يشتتها من اصولها وقد غرز بذرتها مؤسسها الاول الشيخ الطوسي فكان بحق مجددا اولا وكنت بحق مجددا ثانيا في خضم احداث حولك وهكذا النجف تعيش مجدك ايها الطوسي الثاني.

ايها الحفل الكريم.. لم اجد ما ائبن به ولدي الفقيد الشهيد السيد محمد تقي الخوئي الا ان اصفه بانه تلميذك البار وولدك الوفي فقد حمل في نفسه حب النجف وتفانيه الحوزوي الذي يمثلها في مؤسساتكم التي انشئها خارج العراق وفعلا فقد امتد صدى مرجعيتكم في ارجاء المعمورة متمثلة بهذه المؤسسات ولم يزل في طريق التضحية والعطاء حتى توج جهاده بمصرعه على طريق كربلاء بدماء نستلهم منها الفداء.

وهكذا هو نجلك سيدي.. فان لولدك الشهيد السيد عبد المجيد وراثة الشهادة وطريق التضحية بعد ان حط رحاله في النجف.. طامحا في تطوير المدينة المقدسة على كافة الاصعدة الحضارية لتلحق بركب المدن المتطورة ولتكون عاصمة تضارع في رقيها عواصم الدنيا بكل حداثتها وتطورها الا ان الخلود ابى ان يتخلف السيد عبد المجيد عن ركبكم ايها الشهداء فلبى نداء ربه على ايد آثمة فعرف بشهيد التسامح فانا لله وانا اليه راجعون.. ولم يكن بوسعي ان اقف في هذا الموقف العظيم الا ان اتقدم بكل ما املكه من دواعي الفخر والاعتزاز لمؤسسة شهيد المحراب التي آلت على نفسها ان تحي ذكرى مرجع غمر النجف بحبه والعراق بعطائه واخص بالشكر الاخ العلامة سماحة السيد عمار الحكيم واثني على وفائه وحرصه الدائبين راجيا له حرصا دائما وعطاء موفقا والى جميع السادة الذين مثلوا بوفائهم لمرجعهم الفقيد المشاركة وعناء الحضور خالص حبي وتقديري والحمد لله رب العالمين.

كلمة سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد الخاقاني:

بسم الله الرحمن الرحيم

في الثامن من صفر تمر ذكرى وفاة الامام الخوئي(قده) وقد لا اكون متجاوزا لواقع اذا قلت ذكرى استشهاده(قده) الامام الخوئي رجل العلم والمعرفة الموسوعية واستاذ جيل لاكثر من نصف قرن تخرج عن مدرسته العلمية عشرات المجتهدين والاساتذة والفضلاء فقد تربع على كرسي الزعامة العلمية طيلة مدة حياته ولم تشغله شؤون مرجعيته العامة المنفردة عن اداء رسالته العلمية وبحوثه وتدريسه وتاليفه ومراجعة نشاط طلابه العلمي وكان نشاطه يزداد بازياد عمره الشريف وكان هناك تناسبا طرديا بين زيادة عمره وازدياد نشاطه العلمي اذ كان كتابه في الرجال من بعض ذلك النشاط المتزايد والمتاخر.

ولست الان في صدد وضع دراسة عن حياته ونشاطه العلمي المتميز والمجهود الذي بذله مدة عمره الشريف في التدريس والتاليف وحضور مجالس الدرس والبحث بلا انقطاع وبناء المؤسسات العلمية والثقافية والمدارس وغيرها رغم الظروف القاسية التي كانت تحيطه والتي يعاني منها جراء تعسف السلطة ومحاولاتها المتكررة لاحتوائه وانتزاع ولو كلمة واحدة منه تخدم مصالحها وتدعم كيانها فقد كان من اوليات اهتمام السلطة المتعسفة السعي لاخضاع علماء النجف عن طريق الترغيب والترهيب وحين عجزت السلطة عن استمالته بالترغيب كان الترهيب وسيلتها التي اخذت تتعامل بها معه عله يمد يد الموادعة وكان من بعض تلك الاساليب تسفير الكثير من طلابه المعتمدين وبالتعرض لاخرين منهم بالسجن والاعدام وغير ذلك من اساليب القمع التي برعت سلطة الدكتاتور صدام حسين في استعمالها الا انها باءت بالفشل وبقي السيد الخوئي(قده) صامتا صابرا محتسبا عاملا بكل جهده في حقله العلمي دون ان يتزعزع او يخضع او يتوقف وكان لا يزداد الا قوة وعزيمة واصرارا على مواصلة التدريس وتصريف شؤون المرجعية الدينية الرشيدة وقد جعل من صمته والامتناع عن الاستجابة لمطاليب السلطة وسيلة لمحاربتها لانه ادرك بعين بصيرته ان الوسائل الاخرى لمنازلة السلطة لا تحقق الا نتيجة واحدة هي القتل والتشريد ومعنى ذلك ان النجف يومها ستدخل دائرة الدماء والتخريب وتصبح لعبة للاهواء الصدامية المنحرفة فكان صمود السيد الخوئي وحكمته في التعامل مع سلطة صدام صمام الامان الذي حفظ للنجف بقائها واستمراريتها فقد فوت السيد الخوئي على صدام حسين ذريعة احتواء الحوزة العلمية في النجف الاشرف وجعلها مؤسسة اوقافية تابعة لنظامه فاصر على بقائه في النجف رغم كثير من الطروحات التي كانت تدعوه لمقاومتها الا انه لم يتزحزح عن مبدئه في الثبات والبقاء في النجف لائذا بعزلته عن السلطة من جهة ومثابرا على علمه العلمي من جهة اخرى من يعرف صدام ويعرف نزعته السلطوية التفردية وحبه السيطرة على جميع مفاصل الدولة والمجتمع وعدم سماحه لاي جهة او كيان بالاستقلال من صنع قراره ويعرف عمله الدؤوب ليكون هو الحاكم المطلق في العراق وان يكون العراق هو صدام وصدام هو العراق.. سلطانه نافذ وامره مطاع وارادته المتحكمة.. من يعرف هذا في صدام حسين يعرف صعوبة عمل المسؤولية زمن صدام والاستقلال بها.

ولم تكن النجف ولا حوزتها العلمية بالشيء السهل اليسير الذي لا يثير اهتمام صدام فان العمق التاريخي والتاثير في الجماهير والقدرة على تغيير القرار والتحكم في مجريات الامور الاجتماعية والسياسية والدينية خصائص النجف والمرجعية والحوزة وهو ما جعل صدام ذو النزعة التفردية والنفسية المعقدة المعبا بالشعور بالنقص والحقد على كل ما هو طيب وجميل ومعقول واصيل فاتخذ صدام قراره بان يتعامل معها تعاملا يؤدي الى تحجيمها وعزلها عن ساحة التاثير ارضاء لنزعته التسلطية وامعانا في تخريب كل ما هو اصيل من اجل ان يبق العراق هو صدام وصدام هو العراق.

لم تكن كتابة صدام للقران الكريم بدمه القذر عن جهل بسوء عمله لكنها روح التحدي لكل ما هو شرعي وحبا في امتهان القدسية والشرعية ولم يكن قتله للعلماء والمجاهدين والقبور الجماعية الا تعبيرا عن سيادته التي لا تهدا الا بسفك الدماء ورؤيته مناظر التعذيب والقتل والقهر والجوع والحرمان والتشريد لهم لكن كل هذه الاعمال للدفاع عن سلطانه وصيانة ملكه لان السلطة بالعدل والمروءة والتسامح اقوم واثبت واقدر على البقاء لو كان يعقل وان الجنوح عن العدل والاستقامة الى الظلم والعدوان وسفك الدماء انما هو الداء القاتل الذي ليس له دواء الا استئصاله.. ولو دام دمر.

هذه بعض ملامح شخصية هذا الطاغية الذي اكتوى العراقيون بلهيب عرفته طيلة اعوام سلطته اللامباركة.. وهنا يبرز دور السيد الخوئي(قده) وحكمته في قيادة الدفة للوصول بالسفينة الى بر الامان وتحاشي الامواج العاتية التي كادت ان تغرق السفينة ومن فيها ولو لم يكن ربانها حكيما وقادرا على قيادتها.. ولعلنا الان نستطيع ان نستشرف بعض افكاره وآرائه في قيادته غير تلك الحقيقة التي عاشها وان تفضيله الوجود الناقص على العدم الكامل هو الاكثر حكمة واكثر منطقية اذا نظرنا بعين العقل الى الظروف الموضوعية التي كانت تكتنفه.. وعلى كل حال فنحن الان لسنا في صدد وضع دراسة عن هذه القضية او تلك ولسنا في مجال تقييم او دراسة لشخصيته(قده) لان الباعث على كتابة هذه الاسطر هو ما تثيره ذكرى وفاته(قده) من تساؤلات حول موقف الوسط العلمي والثقافي في النجف من الرموز العلمية والثقافية وتراثهم العلمي الذي يتسم بالمحدودية في التعامل اذ ليس من المعقول اصلا ان تمر مثل هذه الذكريات لمثل هؤلاء الافذاذ ولا نقرأها الا رقما في ذاكرة التاريخ او مجلس ذكر لا يتعدى صوته حدود مكانه.. اذا يا لضيعة الجهد العلمي بين ايدينا ويا لضيعة الذين ساهموا في بناء مجدنا العلمي وتراثنا الثقافي ان ليس لهم الا كلمة ترحمهم.. ان من ابسط حقوق تراثنا وعلمائنا علينا ان نحمل شعلة الوفاء لهم ونكشف عن منابع هذه الثروة العلمية التي نمتلكها لنسقي بها المساحات المجدبة ولنعلي صوتها ليصل كل الاذان وتخفق رايات معرفتنا في كل الافاق خدمة لمذهب اهل البيت(ع) ولعلماء اهل البيت ولا شك ان من وسائل هذه الخدمة التي تنادي بها الكثير من الاوساط تاتي عن طريق التصدي للتعريف بهذا التراث ودراسة شخصيات عن طريق المحاضرات والمؤتمرات والنشر والتوزيع وغيرها من وسائل نشر المعرفة نامل ان يكون هناك عملا جماعيا مؤسساتيا يقود هذه المسيرة في النجف وياخذ على عاتقه اغناء المكتبات العالمية والمراكز العلمية والثقافية بارشراقات هذا المذهب الخالد ومصادر معرفته وان يرسم لمبدعي هذا المذهب من علماء ومفكرين صورا مشرقة في الاذهان تبقى متالقة بها.. له الاكبار والاعتزاز مزدانة بنغمات الاعتراف بالفضل بشذى العرفان بالجميل والسبق الى المعرفة .. واخيرا اعود فاقول ان الباعث لي على كتابة هذه السطور هو ما تثيره هذه الذكرى السنوية للامام الخوئي من تساؤلات حول الموقف في التعامل مع امثال هذه الذكريات وستبقى هذه التساؤلات حائرة تطلب اجابة علمية ممن يعنيهم الامر في مجتمعنا الحوزوي والثقافي وسنبقى نحمل اوزار تقاعسنا واهمالنا لتراثنا وخيانتنا لانفسنا وحسبنا سيصك اسماعنا نداء الحق.. قفوهم انهم مسؤولون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

موقع البلاغ

www.belagh.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك