الشعر

في رثـــــاء الشهيد الخالد السيد مهدي الحكيم قدس سرّه

2504 18:15:00 2008-04-22

( شعر : عادل الكاظمي )

نظمت عام 1988 حين سماع نبأ استشهاد السيد مهدي الحكيم قدس سره في السودان على  يد أذناب الاستعمار من بعثيين وغيرهم فطوت الشهادة صفحة مشرقة من صفحات سفرها الخالد. نشرت القصيدة حينها في جريدة صوت العراق الصادرة في لندن وشغلت صفحتها الأخيرة.

******

خُطّوا على قبريْ بفيضِ دمائي ** لا لن تموتَ رسالةُ الشـــهداءِ

لا لن تموتَ رسالةٌ ممزوجةٌ ** بدمِ الجراحِ وعلقمِ الأقْـــــــــذاء

لا لن تموتَ رســـالةٌ في كفّها ** سيفٌ يقضُّ مَضاجعَ الطُلَقـاء

لا لن تموتَ رسالةٌ من وَحْيهــا ** إنَّ الشــــــهيدَ بَقيّةُ الأمَنـــــاء

لم يُثْنِهِ الموتُ البَئيسُ كأنمــــــا ** أنفاسُــــــهُ جُبِلَتْ على البأْساء

في صُحْبَة هُوَ والمنــونُ فَزائرٌ ** في كلّ حينٍ زَوْرَةَ الخُلَصـــاء

مُتَحَمّلاً جُلَّ الخطـــــوبِ وقلبُهُ ** كهفٌ لكلّ مصـــيبةٍ كَـــــــأْداءِ

مَنْ مَلّ هذا العمــرَ ليس يُضيرُهُ ** إنْ ضمّــــــهُ حَزَنٌ من البيداء

معنى الحياةِ كرامةٌ فــإذا حَضيْـ ** تَ بضدِّها فالعيشُ مَحْضُ فناءِ

ويظنُّها الغِبُّ المُخاتلُ لُقمـــــــةً ** ما ضرَّ لو سُلبتْ من الضعفـاء

ويعيشُها أهْلُ المروءةِ مَوقفـــــاً ** هو من صميم إرادةٍ قَعْســــــاء

لم يدرِ ما طَعْـــمَ الحياةِ ولونَها ** إنْ لم تكـــــــــنْ مُنقادَةً لإبــــاء

ما فاز مَوْتورٌ بعيشٍ خاضِــــلٍ ** وأمامَهُ جبـــــــــلٌ من الأشـلاء

ويزورُهُ الماضي القريبُ ولونُهُ ** لونُ الحيـــــــاةِ بأعينِ السّجناء

وألذُّ شيءٍ عنده أنْ ينجـــــــلي ** عن هذه الدنيــــا عَميـــمُ بـــلاء

وإذا ادلَهَمَّ الأفقُ واسودَّ الفضا ** فالشمسُ تشـــرقُ من نجيعِ دماء

لا يُدرِكُ الحقَّ المُضامَ مُطالبٌ ** حتى يجودَ بروحِهِ السّمْحــــــاء

فإذا قضتْ تقضي الجراحُ عهودَها ** ببناءِ مجدٍ أو بِكَسْــــبِ ثناء

كجراحِ مهديِّ الحكيمِ تنفَّسَتْ ** فجراً أطــــلّ بسَمْحِـــــهِ المِعطاء

ضَحِكَتْ إلى نصرٍ وكان يظنُّها الـ ** أعداءُ أنْ تغفو على الأرزاء

وتآمَــروا أنْ يقتلـــوهُ بمَأْمَــــنٍ ** من أنْ تنالَهُـــــــمُ يدُ الشّـــرفاء

غالوُهُ مُنفــــرداً بســـــيفٍ غادرٍ ** قد سلّــــهُ ألفٌ من العُمَــــلاء

فمضى شهيداً والشهـــــــادةُ إرْثَةٌ ** جاءتْ من الآبــــــاء للأبناء

وهو ابنُ من سادَ الورى بعلومِهِ ** تاجُ الفَخارِ وزينةُ العُلمــــــاء

مُحيي الشريعةِ والمجاهدُ دونَها ** بعزيمةٍ ورجولــــــــــةٍ وإبـاء

والمُقتفي إثْرَ الجّدودِ وبعدَهُ الـ ** أبناءُ في رَكْبٍ من الشـــــــهداء

حازوا الفَخارَ وكلَّ مجدٍ باذِخٍ ** ترنو اليه نواظـــــرُ العليـــــــاء

ولمثلِ مهديٍّ قليلٌ أنْ جَـــــرَتْ ** مني العيونُ بأدمُعٍ حمـــــــراء

وجفاءُ منّي أنْ تُصاغَ قصائدي ** بمدائحٍ ومَحــــــــامدٍ ورثـــــاء

ما لم تكنْ بصوارمٍ أبياتُهــــــــا ** منظومةً وبمهجـــــــةٍ ودمـــاء

إذ عاش مظـــلوماً وملءُ جَنانِهِ ** أملٌ يُصــــانُ بمِنْعَةٍ وَمْضـــاء

وتقودُهُ نفسٌ يُروّضُها الفِــــــدا ** في خَوْضِ مُعْتَرَكٍ وَرَدِّ عَـــداء

لا عيبَ فيــــهِ غيرَ أنَّ فــــؤادَهُ ** بثباتِه كالصّخرة الصمّــــــــاء

ما مضّه وَقْعُ الخطوبِ مَريـــرةً ** والقلبُ يشحذ هِمّة الأعضــاء

جهلاً يظنُّ الخَصْـــــــمُ أنّ بقتلِهِ ** يمحو مَعالِمَ ثـــــورةٍ غــــرّاء

ولألفُ مهديٍّ يصونُ ذِمارَهـــا ** حتى يكونَ الحُكْمُ للأكْفــــــــاء

لا سِلْمَ أو يلقى الطغاةُ مصيرَهُمْ ** بهزيمةٍ أو ميتَـــــةٍ شَنْعــــــاء

ما كان عهدُ اللهِ أنْ نشكوا الأسى ** إلا لحــــــدّ الصــــارمِ البَكّاء

ليلجلَ النصرُ المؤزّرُ هاتفـــــاً ** لا لن تموتَ رسالةُ الشــــــهداء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الواسطي
2008-05-01
في البدء اود ان اعتب على وكالتنا المحترمة براثا بانها لا تعطينا مساحة مقبولة للتعليق ف 500 حرف غير كافية بالمرة لما يجول في الصدر من المكبوتات التي تحتاج الى تنفيس . مهما تغنى الشعراء ومهما وصف الواصفون ومهما حكى الحاكون ومهما قص القاصون ومهما سطر المسطرون ومهما تجول العقول وتصول اشادة واكراما وتبجيلا لا يوجد في هذه الدنيا من يستطيع ان يقدر حجم العطاء الذي قدمته هذه العائلة الكريمة للعراق والعراقيين , فمسيرة دماء عائلة الحكيم هي التي كانت واحدة من المقدمات الضرورية التي ازاحة المتسلط صدام اللعين
رياض عباس
2008-04-25
اه وكم اه على ذلك السيد النوراني والله بكى كل عراقي شريف ذلك اليوم لقد فقد العراق قائدا كبيرا.ومفكر عظيم.شاعرنا العزيز عدل الكاظمي مشكور على القصيده مع العلم قراتها في صحن السيده زينب(ع) و ترحمت على والديك في ذلك الوقت.وعيد القراه والرحمه ايضا
علي البصري
2008-04-24
احسنتم شاعرنا الكريم كلمات جميله ورائعه رحم الله الامام الحكيم وابناءه الاعلام وابناء الامام السيد محسن الحكيم قدس سره كلهم علماء مجتهدين من السيد يوسف التي عرضت عليه المرجعيه واعرض عنها زاهدا في الدنيا وبقية الشهداء من ال الحكيم لاسيما الشهيد المظلوم السيد مهدي الحكيم التي اغتالة شلة غادره في السودان واعظم الله اجرك سيدي ابا عمار وطال الله لنابعمرك وانت في تمام الصحة والعافيه امين رب العالمين
ابو علي
2008-04-23
ان عائلة و اولاد الامام الحكيم قدس سره الشريف عائلة واحدة في اخلاقها وجهادها وفقهها والتزامها ..كلهم شرفاء علماء اتقياء ورعون ..ومنهم السيد مهدي الحكيم قدس سره الشريف ..كل واحد من هؤلاء حين غادر دنيا العراق ترك فراغا واسعا وترك اثرا طيبا في هذا البلد وغيره ..نسال الله تعالى ان يحفظ السيد عبد العزبز الحكيم والسادة ال الحكيم العلماء قاطبة ..اللهم ارفع درجتهم الى الدرجات العالية ..وزد في علمهم وارزقنا ان نتعلم منهم "الاخلاق" و "الورع" ..بارك الله بشاعرنا الطيب وفقه الله للمزيد ف خدمة اهل البيت صلو
hameed ridha
2008-04-22
بسم الله الرحمن الرحيم لا تفوتنا مباركة جهادكم الشعري فمداد القلم طالما شابه دم الشهداء الافذاذ ولم يسقط الصنم الرجس الا بدم هؤلاء الشهداء البرره بدل ان يكون عونا كان الطاغوت كابوسا مقيتا اوصل بلدنا المعطاء بجهابذته وعلمائه الى درك لا نزال نكافح للتخلص من ادرانه لاحق الشعب في قعر دارهم وقي مهاجرهم بمسوخ لم يعرف العالم لهم مثيلا فاوغلوا قي الرجس كي يسدوا رمقه المتعطش لازكى الدماء ولعن الله من صاغ له القريض متسكعا كي يحصل على فتاته الحرام واولئك من اخزوا الشعر وارجسوا بحاره .
محمد االداوود
2008-04-22
حينما تشرفت بزياره مولاي الامام الرضا عليه السلام في سنه 2002 ذهبت لزياره السيده معصومه عليها السلام وقد تفاجت في قبرا يكتب عليه اسم السيد مهدي قدس سره الشريف عائله السيد الحكيم عائله يفتخر بها التاريخ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك