الشعر

موت الفرات..!

2370 2021-05-09

 

د. عائد الهلالي ||

 

ظامئا تندبه جرفاه

يتلوى ببطء

كأفعى مسنة فقدت قدرتها على الحركة نتيجة للتقادم

ممزق الاوصال مابين القنوات الجانبية

والجزرات الوسطية.

ملتحفا بنفايات الحضارة

يستر عينيه بنظارة من القصب الكهل

محاولا قراءة انفعالات المارة من خلفها

واخفاء آثار الجفاف

التي مزقت جسده النحيل

ولقد شاخ القصب هو الآخر

منحنيا بكل ما يستطيع صوب الماء

لاننا  لسنا بحاجة له بعد الان

فجلساتنا أضحت الكترونية

او لعله يحاول ان يمسك بالماء المغادر دون جدوى

لم تعد شطآنه العذراوات مسرحا للجميلات

يتنفسن عبير إزهار الدفلة والجوري

مستعرضات قاماتهن الغضة

أمام الصبية المرددين اغنية يانجمة وياحريمة

فلقد سئمن حالة الطقس السياسيالنزقة

والتي تتحرك بعكس البوصلة الكونية

جسر الحضارات الذي أمتطي ظهره

كفارس لم يكسب حربا يوما ما

هو الاخر اظل طريقة مابين الحامية والكورنيش

نتيجة  فوضى اصوات الباعة في سوق سيد سعد والسماجة واختياراتهم السابقة التي اضلت البلاد والعباد

و كذلك صراخ المتظاهرين في الحبوبي المطالبين بوطن ليس له وجود الا على خرائط كوكل وفي وجدانهم

المتنزه  تشكو من شحة العشاق

ومكبرات الصوت التي كانت تملأ المكان بشجن اغاني فتاح حمدان وجبار ونيسة.

الحجارة تحولت إلى افواه نهمة

خلف الجسر الفرنسي وسديناوية

تلتهم غابات النخيل

ليج .. استفق

أيها القادم من برد بلجيكا بطلب من اور نمو.

لتبني للناس .. انتبه

ماعادت الاستقامة هي المعيار الحقيقي لطرقات المدينة وقيم الناس

حتى تلك الازقة الممتلئة بعبق الماضي وجمال السنين و المنسلة خلسة مابين منازل. اهل الولاية.

و المتشظية من عكد الهوى

لم تعد كما كانت ملاذا لما تبقى من الجمال السومر ومواطن الناقمين

على أداء الحكومات المتعاقبة

فلقد تحولت هي الأخرى

إلى دكاكين تكتض بكل انواع  البضاعة لشعب لا يملك قوت يومه

فلم تعد الشعارات والايديولوجيات

طعاما وصبغا للاكلين

أحلامنا صدئت

لأنها تركت مسمرة فوق محاجرنا منذ زمن طويل.

ارحل ان راق لك ذلك فأنك ترهق نفسك ببقاء لا جدوى منه

رحل العشاق وشاخت مدينتهم.

فلا شيء بعد ذلك  يستحق..سوى ان تعلن موتك وترثي نفسك.

اكتب مرثيتك على مسلة من طين

واجعل حروفها رجما للشياطين.

تجلد بها في  كل يوم اولئك الافاكين والمتحاصصين

الذين جعلوا البلد عضين

اخبر أولئك الذين سوف يأتون من المنافي أو من رحم الطهر

يأتوا حفاة.

فأنهم في الناصرية طوى

هذه المدينة التي تغتسل صباح مساء .

بأزكى الدماء.

خبرهم عن خيم في شعب.. ابي طالب.. عذرا  في الحبوبي تتلاعب بها

رياح المهوسين بالمال والنساء والمناصب والكراسي والرياء.

تاركين الفتية الذين آمنوا بأحلامهم والمتمسكين بمدينتهم

وقودا لنزواتهم ومعاركهم الانتخابية

فزادوهم خبالا دون حياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك