الشعر

قصيدة أرسم وجها لعراق يتبسم


الشاعر د. نجاح العطيه

ألقيت في الأحتفالية التي أقامتها دار ثقافة الأطفال في بغداد بمناسبة مرور الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيسها

المقدمه:من ها هنا...من خيمة الطفولة العراقية المعذبة...حتى الساعة...وبعد هذه الرحلة الكوارثية الغرائبية المهولة...في فضاءات العنف والأرهاب والتهجير والأحتلال...لأطفال العراق الحاملين أثم عنفوان الطفولة وبرائتها !!!...والذين حملوا وزر جريمة العصر...وهي أنهم أزهار الله وأحبائه !!!من ها هنا... ولأجل هذا...أعلن موت ضمير الأنسانية...وموت ضمير البدو العصريين...

نص الأحتجاج:

أرسم يا طفلي قنديلا...منقوش تحت زجاجته...بيت النهرين الممتحن الصابر...بيت للنخلة واقفة...لايكسرها الموت القاهر...أرسم يا طفلي قنديلا...ليشعشع نورا مغمورا... بالعشق الأبدي الساحر...ليشعشع نورا قدسيا...فوق الوديان الموئودة قسرا...كي يبصر من في هذا الجب العربي...الملعون المتهاوي...طرق الحب بعيدا...عن كل حثالات الليل الأزلي المجنون... بذل الجوع النفطي وخسف القمع...وسم الموت اليومي المجاني...وسيف القطع...وحشرجة الرأس المنحورة...فوق بريق النطعأرسم يا طفل النهرين الأحلى...أرجوحة زهو...في روضة جوري الأعراس المنسية...كي تتراقص في أوج تألقها...أشعاري وحروف شفيق...ذاك العزاف المفترش الأرض الحبلى...بمواعيد نهارات الشمس المخبوءة...تحت أنين رفيف السعف...لون بالخضرة يا طفلي...آفاق اللوحة...شجّرها بأنين الألفة والبلسم...أرسم وجها لعراق يتبسم...وجها وضّاء القسمات مهابا...لعراق يحفل بالأحياء...ودودا يتبسم...أرسم يا طفلي وتبسم...وتبسم...وتبسم...بالله عليك تبسم...فأنا ما خضت غمار الموت الهمجي الأخرق...ألا لأراك رحيقا أخّاذا...يتبسم...بالله عليك تبسم...وتذكر...يا طفلي الموئود...بكل تواريخ القحط البدوي- الأرضي الموتور...تذكر...أن شفيقا ذاك العزاف الكرخي...الماثل فوق لهيب الأيام المنذورة للعشق الوهاج الأبهى...مازال يغني...ويصلي...مبهورا فوق بساط الريح...بنور العشق الوهاج...لكي تبقى شطئان الدفء...وأنت بليلكها وعد...للخير الجائي...رغم زحير الليل الأرضي الهمجي الأرذل...ولتصغي يا طفلي الأحلى...لشفيق وهو يغني...من أجلك فوق بساط الريح...صوفيا يتلفع جرح النهرين...وخرقته تستصرخ كل العشاق...بهذا الجب الملعون المرهون...أن اتحدوا...فربيع البسمة... فوق شفاه فسائل هذا النخل...تكاد تموت...غصص تتلوى...ووجوه تذوي في جعجعة السياف...ورؤوس تهدى لأمير الأشباح المنتفخين المندحرين... بزاد الصخب البدوي الكهفي الوسم...وفسائل نخل تحرسها...آيات من ذكر القرآن...يحيط بها...نسق من آتون الزيف...وقبح وساخات السلطة...أمواج عويل... ومخالب...جبن ...وقرود...وثعالب...وحمير شتى...وطحالب...لاتحفل بالأطيار المنبثة...فوق فسيل النخل المفجوع...وغصن من جوع...تصفعه أوكار التفخيخ الوثني...ولحن الموت الجرثومي...وعهر الساسة في أرضي...أرسم أنهارا يا طفلي الأحلى...كي يغسل ماء قداستها...أدران القوم المرتهنين بوهم الصمت المفضوح... ونهج شياطين الألعاب... وتجار الدولاربمكة...أو أزلام نفايات الموت...بالله عليك تبسم...وارسم يا طفلي الأحلى أحجارا...لونها كيف تشاء...وأفضل أن تعطيها لونا أسود...جمّعها في طرقات الصمت الحبلى...كي ترجم من غالوك بأمسي...أو من ساقوك بيومي...كي ترتكب الممنوع...وتبقى منعزلا أعمى...في قحط الجب الملعون المرهون...المتهالك تحت أزيز المدن العطشى للضوء...وتجهم من فضلك...منتفضا...في قحط الجب الملعون...لهذا الفصل تجهم...صلف دموي وسعار... ولهاث يستاف فسائل هذا النخل الشامخ...صلف ودخان وشظايا...وشفيق ذاك العزاف الكرخي العاشق...فوق بساط الريح...ينادي يا ربي...أولادي...جوع وشتات...وخيام مرهقة ثكلى...ورؤوس تنحر باسم الله بمكة...فجر صلاة العيد...بسيوف من صلف أعمى...والأخرى في سوق عكاظ...من عهر الساسة حاديها...كي تبقى ترنيمة(داحس والغبراء)... شعار الموت على لائحة العصر القبر...ومسوخ طافت حول جدار الكعبة...هازئة تقترف الحج الدموي...وصوت الله يجلجل في مكة...لاحج مبرور... ولا سعي مشكور...ولاذنب مغفور...وعليكم فار التنور...يا طفلي أرسم أزهار العشق...ومئذنة تتفيأ نور الله...لكي تحيا...في هذا الجب العربي الملعون... الموعود بآيات الفتح...برغم حشود العسف الحجري الموتور...وزيف السراق الموتى...يا طفلي...أرسم وتبسم...يا طفلي...أرسم وتبسم...

الشاعر د. نجاح العطيه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2008-02-12
السلام عليكم لا اذكر يوما انني طلب مني رسم شيء سوى الدبابة والصاروخ والعلم وجندي يشير بالنصر ولا اتذكر يوم لم يخلوا طابور المدرسة من ذكر الحروب وكبرت وسؤالي لذاتي اليوم هل ان اطفالي سيرسمون ما كنت اتمنى وان طلبوا مني المساعدة فهل سارسم شيء غير الذي تعلمت ؟!! اتمنى . لابد من ان نتعلم رسم الاشياء الجملية لا لشيء الا ليتذكروا تلك الاشياء فربما تختفي ما دامنا لا نغير ما في انفسنا شكرا جزيلا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك