الأخبار

القرارات الحكومية المرتجلة

1271 2020-12-19

 

حسن المياح ||

 

·        مرض أخلاقية الهزيمة ( القسم العشرون )

 

~ يقولون أن وراء وبعد كل فوضى عارمة عابثة , ظالمة متوحشة , لاغية ناسفة , مدمرة محطمة , ظالمة مجرمة , ناقمة آثمة , .....

حاكم دكتاتوري حديدي غشوم , قابض حازم , حاسم قاطع , مخيف رهيب , لتنقطع الفوضى ولكي لا تدوم , ويهدأ الوضع ويستقر , وتستتب الأمور وتجري بحذر قلق منساب , على خوف وإرتياب .

وأنها سنة تاريخية غالبة متكررة , مرنة قابلة التحدي , ممكن أن تكون ولكنها لا تدوم ~

كل الأحزاب الحاكمة المتسلطة بعد عام ٢٠٠٣م , هي عبارة عن عصابات لصوصية سارقة مجرمة , تملك دكاكين صيرفة تقوم على أساس النهب والربا الفاحش اللئيم . ولذلك تراهم يتقاتلون فرحين مسرورين ( كل حزب بما لديهم فرحون ) بما هم عليه من ثراء متورم , وإسترخاء منتفش , وزهو غاش خادع منتفخ , ينتظر ساعة حبوطه , ولحظة نفوقه , ونهاية هلاكه .

وأنهم منافقون مراءون خادعون , يبدون توجهاتهم الظاهرة الى التغيير والإصلاح على شكل تصريحات وإدعاءات , ومزاعم وتلفيقات , وأنهم الناهبون الفاسدون , المجرمون الظالمون , الذين نذروا أنفسهم الى إفلاس العراق ثروات وبشرآ , ومؤسسات وبنى تحتية , وما الى ذلك من أعمدة البناء الإقتصادي والمالي والإجتماعي والسلوك الخلقي والتعامل الإنساني الكريم .

نعم كانوا قبل عام ٢٠٠٣م , رجال ثورة , وشبان إنتفاضة , ودعاة تغيير , وقادة إصلاح ,.....

ولكن سبحان مغير الأحوال من حال الى حال ... ???

لا تعرف العلة الأساس التي سببت إنقلابهم وتحولاتهم من صالح الى فاسد , ومن عادل الى ظالم , ومن أمين راهب الى لص حاقد ناقم , ومن وطني مجيد تليد الى عميل خائن جبان رعديد, .......???

يظهر أن السلوك الذي إكتسبوه وجروا عليه كان صبغآ عاديآ غاشآ سريع الزوال , وأنه مجرد ظاهر خادع , ووقاء مهلهل ساتر , وآلية كسب ثقة , ووسيلة إحتيال , لوصول وصعود , وتسنم وتسلط , وبسط نفوذ وتوسع , وإحتكار وإستئثار ; ولم يكن ذلك السلوك  فيهم طبيعة حال , ولا منهج تربية , ولا منهاج تثقيف , ولا صبغة أساس يقوم على أساسها العمل والتصرف والتعامل ..... ??

ومن غشنا فليس منا . وهو خائن لص , ومجرم محترف العدوان والإجرام .... ???

كان الناس العراقيون قبل عام ٢٠٠٣م يئنون من كابوس الظلم وسياط التسلط اللاذعة , والفقر المدقع والجوع المهلك المضعف , والخوف الرهيب والهلع المريب , والبطش الناقم والإرهاب الدائم , والمنع اللازم والتهجير الصارم , والقتل المميت والحبس الشديد والتقييد المذل في المعتقلات والسجون , وما الى ذلك من إجرام وموبقات , وآثام وإنتقام ...... ??

وكانوا يتوسلون شتى الطرق ومختلف السبل التي يلجأ اليها الضعاف الهزال المنهكون , الذين لا يملكون إلا الدعاء والترانيم , والأحراز والتعوذات , لأن كل مصادر القوة والإرادة , والعزم والنهوض فيهم , قد سلبت . وأن الحكومة العفلقية المجرمة قد حققت نجاحآ كبيرآ في نشر وباء وعدوى مرض أخلاقية الهزيمة بين أفراد الشعب العراقي , وأن الأعم الأغلب من الشعب , لسان حاله يقول خذيني بسدك وغطاءك وضميني يا جارة , ليجنب نفسه من أذى مجرم بليغ آخر , فوق الذي كان يعانيه ويؤلمه , وكانوا يتأملون الخلاص من الحكم الدكتاتوري المتسلط الظالم , المجرم القاتل الناقم , على يد كائن من كان , لأن العذاب كان شديدآ , والتحمل ضعيفآ , والصبر قاب قوسين أو أدنى , أن يعدم وينتهي ويتلاشى .... ???

وكانوا ( الشعب العراقي المظلوم المحروم ) يظنون ظنآ يشبه اليقين والتحقق , أن المعارضة في الخارج هي المعول المرتجى , وأنها طوق النجاة والسلامة , وأنها الأمل الكبير في زوال النظام الدكتاتوري الصدامي الظالم الغاشم الفاقد الرحمة , والخالي من العفو , والميئوس منه في التسامح , واللامفكر في مراجعة ما يقوم به من مآثم ومظالم , وشرور ومجازر , وقتل وإرهاب , .....

وأنهم القادمون الى التغيير نحو الأمثل , والإصلاح لما هو أقوم وأعدل , وأنهم سيبسطون الأمن والرخاء بعدما كان الحاكم هو الظلم والجور , والفوضى والضياع , ....... ???

ولكن خاب أملهم لما تسلط القادمون الغادرون  من خارج الأسوار والحدود , وأنهم خاسوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم مع الله سبحانه المنتقم الجبار , والذي أعطوه للناس ضمانآ أمينآ مؤنسآ , لما خرجوا من العراق معارضين لكل ظلم متسلط , وجبروت حكم قاتل ناقم , .... ???

و لكنهم ...وهي هنا كلمة إستدراك مؤلمة موجعة , مخيبة للآمال قاسية آسية مقنطة موئسة ....??

جاءوا بالذي خرجوا منه فارين جبناء , تعساء رقعاء , مشردين صقعاء , متسولين أتباع , مقادين بذلة ومهانة خلف الدبابات الجارات الزاحفات , الغاضبات المحتلات ; بزي ولباس وثوب وحقيقة المتنمرين ظلمآ أضعافآ مضاعفة , والمستأسدين نهبآ مراتب متعددة , والمستأذبين إستئثارآ إفتراسات متنوعة , والمتثعلبين مكرآ سلوكآ أطوارآ متزايدة , والمستأبلين ( من الإبل كالجمل البعير ) حقدآ ولؤمآ طبعآ وسلوكآ , .... ???

وحكومة اليوم الظالمة المتسلطة , هي كخيل الشرطة , في إتخاذ قراراتها المزاجية الناقمة المفترسة المستعجلة اللامدروسة , فإنها تصدرها سراعآ مفاجئآ مباغتآ , كما هي خيل الشرطة التي تبدأ السباق بهدة قوية سريعة عاجلة ; ولما يشتد الغضب الجماهيري الشعبي ويغلي ويقتحم ~ لا من قبل عزم الأحزاب ولا من جهود البرلمان , لأنها هي الظالمة المشاركة الساكتة على الظلم والتسلط والإنتقام محاصصة ونسبآ مئوية ~ تتراجع الحكومة عن قراراتها وضيعة جبانة , فاشلة بائسة , بلا حياء ولا ندم ولا تأسف , كما هو حال خيل الشرطة التي تتعب بعد لحظات من نقطة شروع السباق وبداية التنافس في ميدان العدو الراكض , لأن إندفاعها كان نفثة مصدور , ورفسة محتضر , وطبخة إمرأة مطلقة يائسة من الرجوع الى بيت زوجها الذي كان وإرتبطت به علاقة حب نقي خالص صادق ومودة إجتماع وتآلف وتلاحم وإمتزاج حميم زاك متزايد نام  , ...... ???

فتقعد ملومة محسورة , مهانة مرذولة , يائسة من إستقرارها , وشاكة في مداومتها , وقلقة على إستمرارها , لأنها كالمجنون الأرعن النشيط الذي يهجم بلا عقل ولا روية , ولا تفكير ولا تقدير , ولذلك تراه سرعان ما يجبن ويخنس  ويكن ; ولكن لا يؤتمن لسكوته وخنوسه وكينونته ; وإنما يخشى ويتحذر من هدوءه وحربائيته المتلونة المتقلبة , العبثية المضطربة . 

وهذا هو حال من يصاب بمرض أخلاقية الهزيمة المدمر المحطم , المهشم المرسب , المخثر المجمد , المهلك المميت ..... ???

فمتى الصحو والإنبعاث يا شعب العراق الأبي المضيم المظلوم المحروم ..... ,

ومتى يا شعب العراق الإنتفاضة والسلوك الثوري المغير القالع , المتحفز المصلح النافع , المزيل الرافع الشالع  .......???

إنكم يا حكامآ متسلطين ظالمين , ناهبين ناقمين , أصنامآ فراعنة , أوثانآ طغاة ....

ترونه بعيدآ بغش وخداع وتأمين النفس المجرمة الشريرة ......

ونراه قريبآ كلمح البصر , أو هو أقرب من ذلك وقوعآ , بإذن الله السميع العليم .....

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك