أطلقت إيران نحو مئة طائرة مسيرة مفخخة باتجاه إسرائيل فجر اليوم الجمعة، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي إلى تنفيذ عمليات اعتراض مكثفة، وإغلاق المجال الجوي المدني.
وكان من بين الطائرات المهاجمة طرازان يعدان من الأكثر تطورا في ترسانة إيران "شاهد 129" و"شاهد 136"، واللذان يعكسان حجم التهديد الراهن.
وقد بدأ الهجوم الليلي بإقلاع عشرات الطائرات المسيرة من أراضٍ إيرانية ونقاط انطلاق أخرى في منطقة الشرق الأوسط، من بينها العراق.
وفي حين تم اعتراض عدد منها خارج الأجواء الإسرائيلية، حذر الجيش الإسرائيلي من أن مسيرات إضافية قد تصل خلال الساعات القادمة، ووصفت الحادث بأنه تهديد ممتد يتطلب من الجمهور الالتزام الكامل بالتعليمات الأمنية.
"شاهد 129": طائرة متطورة بعيدة المدى متعددة المهام
تعد "شاهد 129" من الطائرات المسيّرة التكتيكية المتقدمة، وقد طورت على غرار أنظمة غربية مثل "إم كيو-1 بريداتور" الأمريكية.
وتمتلك الطائرة القدرة على التحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة، وقطع مسافة تصل إلى 1700 كيلومتر، وهي مسافة كافية للوصول من وسط إيران إلى العمق الإسرائيلي دون الحاجة للتزود بالوقود أو الاعتماد على محطات ترحيل.
وتحمل الطائرة أربعة صواريخ موجهة من طراز "صديد"، ما يمكنها من تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف أرضية، كما تتميز بوجود معدات تصوير حراري، وروابط اتصال متطورة، ونظام تحكم عن بعد، يسمح لها بالعمل في بيئات مليئة بالتشويش الإلكتروني.
وقد استخدم الحرس الثوري الإيراني هذا الطراز في عدة ساحات، منها سوريا واليمن والعراق، لاستهداف مواقع أميركية وأخرى استراتيجية، مع تقليل فرص الكشف المبكر.
وتشير تقارير استخباراتية غربية إلى أن إيران تعمل على تطوير دقة تسليح هذه الطائرة، وتعزيز قدرتها على التخفي والملاحة.
شاهد 136: سلاح انتحاري منخفض التكلفة وعال في التأثير
فيما تعد "شاهد 136" طائرة انتحارية أحادية الاستخدام، مصممة لتصطدم بالهدف وتنفجر فيه، محمّلة برأس حربي يزن ما بين 20 و50 كيلوغراما، حيث تتميز ببنية بسيطة، تشمل أجنحة مستقيمة، وهيكلا ضيقا، ومحركا صغيرا بمكبس خلفي، ما يجعل تصنيعها رخيصا ويتيح إطلاقها بأعداد كبيرة.
وبهذا يمكن لإيران تنفيذ هجمات بأسراب كثيفة، ما يصعب على أنظمة الدفاع اعتراض جميعها.
ورغم محدودية تقنياتها، إلا أن "شاهد 136" مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وأحيانا بكاميرا أمامية صغيرة، ما يمنحها دقة مقبولة عند مهاجمة أهداف ثابتة أو منخفضة التحصين.
وتحلق هذه الطائرات بسرعة بطيئة وعلى ارتفاع منخفض، ما يساعدها في التملص من الرادارات، خاصة حين تُطلق بكميات كبيرة.
يكشف الهجوم عن استراتيجية إيرانية ترتكز على الجمع بين المسيّرات المتقدمة المسلحة والذخائر الانتحارية الرخيصة، إذ تهدف هذه العقيدة إلى إنهاك أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وإرباك قدرات الرصد، وخلق أضرار مادية ونفسية داخل العمق المدني.
وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي تتبع بقية الطائرات المسيّرة وتقييم الأضرار المحتملة، دُعي المواطنون إلى إبقاء هواتفهم في متناول اليد لتلقي التنبيهات الفورية، ومراجعة أقرب طريق إلى الغرف المحصنة.
وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع أن الوضع لا يزال متقلبًا، وقد تحدث اعتراضات إضافية أو وقوع إصابات مباشرة خلال الساعات المقبلة.
https://telegram.me/buratha
