الصفحة الإسلامية

سنة الله في الكون يمهل ولا يهمل

2340 2021-04-27

 

✍🏻رجاء اليمني ||

 

إن الواجب على الإنسان أيًّا كان أن يتقي الله تعالى ويراقب أعماله، ويعلم أن بطشه شديد وأن الله ليملي للظالم ويمهله عساه يتوب ولعله يرجع عن طغيانه. فإذا أصر على مخالفته وأبى إلا الإعتداء على الضعفاء والمساكين مستخفًّا بهم أو مغرورًا بالإمهال أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، وضربه بسياط نقمته، وجعل فيه للناظرين عبرة وموعظة للمتقين ..

الحمد لله الذي حرّم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرمًا، وقضى ألا يعبد إلا إياه قضاء مبرمًا، وجعل عاقبة الظالمين بوارًا ومحقًّا ونكالاً ومأثمًا، كم قصم بالظلم أعمارًا وشتت به أنصارًا ودمر به ديارًا، وأهلك به أمما، أتاهم أمر الله وهم غافلون، ونزل بهم بأسه وهم نائمون (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [النمل: 52].

ولم يزل سبحانه من الظالمين منتقمًا، فسبحانه من رب حكم عدل، لا يحيف ومنتصف من القوي للضعيف، غير أن الطغاة الجبابرة الظالمين ظنوا الإمهال إهمالاً، ولجوا في العتو والعمى، فسل الظالمين من الذي أنزلهم من كل قصر مشيد وجعلهم عبرة لكل معتبر من العبيد، وقصف منهم كل جبار عنيد، فكان كل منهم قد نال خزيًا ومأثمًا.

 هو الحكيم الذي يملأ الأرض والسماء قسطاً وعدلاً. قال الله تعالى في محكم التنزيل: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ)

  قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وكل غالٍ مارق».

 وما أكثر الحكام الظالمين  والغالين المارقين.

فكيف يقر لهم قرار، وكيف لا يبكون على نفوسهم، وكيف يلذ لهم العيش من حرموا شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!

فلا تظن أيها الظالم القوي أن الله لا ينتقم منك لهؤلاء المساكين الذي يبيتون يدعون عليك، ويصبحون ساخطين عليك. ليلهم ونهارهم وهم يدعون ويلجأون إلى الله، ويرفعون أكف التضرع إليه  ليكفّ ظلمك عنهم، وأن يكفيهم إياك بما شاء..

خف الله في ظلم الورى واحذره

وخف يوم عَضَ الظالمين على اليد

ولا تحسبن الله عن ذاك غافلا

 ولكنه يملي لمن شاء إلى الغد

فلا تغترر بالحلم عن ظلم ظالم ** سيأخذه أخذًا وبيلا وعن يد

ألا إن ظلم الناس ذنب معظم ** أتى النص في تحريمه بالتوعد

هل لنا فقط التخيل؟ انظروا في هذه المصائب وهذه القوارع إذا جُمعت الخلائق ليوم الحشر والنشر حفاة عراة عطشى بحاجة شديدة إلى من يشفع لهم لدى الخالق العظيم الذي قد غضب في ذلك اليوم لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله فهل من مذكر

وقد تبرأ الشافع المشفع من أهل الظلم، وأخبر أنه لا نصيب لهم في شفاعته، وتصدى مالك الملوك فكان خصمًا لبعض خلقه ومن كان الله خصمه خصَمه.. فأعِدّ أيها الظالم نفسك لمخاصمة الله ورسوله حججًا تنجو بها يوم القيامة وإلا فاستسلم للهلكة.. أسأل الله النجاة والسلامة.

وقد وُجد أنه مكتوب في التوراة يا عباد الله "ينادي منادٍ من وراء الجسر [يعني الصراط]  يا معشر الجبابرة الطغاة ويا معشر المترفين الأشقياء! إن الله يحلف بعزته وجلاله ألا يتجاوز هذا الجسر اليوم ظالم"، فيا أيها الظلمة اتعظوا، ويا أيها الطواغيت اعتبروا..

وعن عبد الله بن أنيس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «تحْشُرُ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا بُهْمًا, فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ مِنْهُمْ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ, لا تَظَالَمُوا الْيَوْمَ, لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ، وَلا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ, حَتَّى اللَّطْمَةِ بِالْيَدِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ؟، وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عُرَاةً غُرْلا بُهْمًا، قَالَ: «مِنَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ»، (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49]

تلك سنن الله في الكون وتلك آياته

 فالأعمال الشريرة التي يرتكبها الصهاينة سترتد عليهم.

إذا استمر الصهانية بارتكاب أعمالهم الشريرة سيقتربون من الانهيار أكثر فأكثر.

 فكل الظروف لانهيار الكيان الصهيوني باتت مهيأة.

 وقد اثبت. بالعين المجردة وشاهدتم في الأيام الماضية كيف أن أعمال الكيان الصهيوني الشريرة لم تبق من دون رد.

 والأحداث التي وقعت داخل الأراضي المحتلة قد تتكرر وتتوسع لاحقاً.

وسنرد على أي عمل شرير بالمستوى نفسه أو أقوى منه.

وان غدا لناظره قريب

والعاقبة للمتقين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك