الصفحة الإسلامية

المعصومون"عليهم السلام" تعدُّد أدوار ..

1564 2021-03-19

 

مازن البعيجي ||

 

انّ المنظومة الطاهرة ذات العصمة، والتي تشكّلت من الأئمة الهداة "عليهم السلام" كانت كفيلة لسدّ  ثغرات البشرية والمجتمعات من الناحية المادية والمعنوية على  الإطلاق، فلم يبقَ شيء من حاجة  الإنسان لإسعاده على هذه البسيطة إلا وكان له قانون سماوي قد خطّته يد المعصوم ضمن منظومة من التعاليم والآداب والضوابط التي تضمن للانسان الحياة المستقرة وكلّ له دورٌ موكَلُ اليه وفق المرحلة التي يعيشها وما يحيط بها من ظروف وملابسات وحاجة على جميع الصعد، إذ ان ذلك الدور والتكليف لايتعدى الهدف المشترك بين جميع المعصومين باعتبارهم الاوصياء بعد النبيّ المصطفى "صلى الله عليه وآله" فالهدف واحد بتعدّد ادوار، وكلّ له حياة زاخرة بالعطاء والتضحيات والهداية مايضفي على واقع العصمة ثوب القناعة والانطباق من الهدف والغاية دون زيادة أو نقصان .

ومرحلة الدعاء، ذلك السلاح الروحي الذي تميّز به الدور السجّاديّ لمولانا الإمام زين العابدين "عليه السلام" بعد ان قُدِّر له أن يتسلّم مسؤولياته القيادية والروحية بعد استشهاد أبيه الحسين "عليه السلام" وكانت تلك المرحلة من أدقّ المراحل التي مرّت بها الأمة وقتئذ، وكان لابد من العمل على الصعيد العلمي ولابد من حركة تؤصّل البعد الإسلامي الروحي في الشخصية الإسلامية بعد أعقبت موجة من الحماس العسكري والعقائدي التي ارهقت الأمة تبعتها موجة رخاء وانصراف في قاع الدنيا ، فما كان من الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" إلا ان يستقطب الجمهور الأعظم باتجاه تهذيب الروح وبناء الذات لمواجهة هذا الخطر الذي ساد المجتمع، فبدأ بعلاجه متّخذِ الدعاء اساسا لهذا العلاج، حسب اقتضاء الظروف في سياحة على قارب الأمل الذي يسبق عملية الاستئصال من الامراض الروحية المهلكة والمميتة التي تعمّ الجوانح، فكان كمن يمنح الأمل بدل اليأس والتوكل بدل القنوط ، فرمّم النفوس المنكسرة والمحبَطة بما أوتي من بلاغة فريدة وقدرة فائقة بذهنية ربانية تتفتّق عن اروع المعاني في تصوير صلة الانسان بربّه، فقد استطاع الإمام "عليه السلام"من خلال هذه المواهب ان ينشر جوّا روحيا في المجتمع يُسهِم في تثبيت الانسان عندما تعصف به المغريات وتجرّه الارض إليها لتجعله صريع زينتها وشهواتها، فقد جاءت تلك الثروة المسمّاة ب(زبور آل محمد) الصحيفة السجادية التي تعبّر عن عمل عظيم اقتضتها ضرورة المرحلة لتفرض على الإمام ذلك بمقتضى معرفته وهو حجة الله والامام المفترض الطاعة، فأثمرت بلسمًا! إضافة الى كونها تراثا ربانيّا يظلّ على مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل هدايةومدرسة للأخلاق والتهذيب مما يثبّت للانسانية جمعاء عدم الاستغناء عنها.

 كما قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر "قدس سره"

( تبقى الإنسانية بحاجة ماسة الى التراث المحمدي العلوي وتزداد حاجة كلما ازداد الشيطان إغراءا للإنسان والدنيا فتنة وإغواء)

ومن هذا المنطلق، كان ومازال الدعاء سفينة فضاء تجوب بالارواح عبر كلمات هنّ دواء للعلل والنوائب، وجبرائيل الآيات التي تمنح القوة والشجاعة والقناعة واستصغار الدنيا، واستحقار الطغاة وجبروت المستكبرين وأراذل الناس.

فسلام عليك ايها الإمام الساجد، والسيد العابد وانت تمنح البشرية والباحثين عن الله تعالى طرق الوصول والوصال من خلال إرث النبوة والإمامة...

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك