الصفحة الإسلامية

المطلوب "عشقُ النوافل" ..

1569 2021-03-04

 

مازن البعيجي ||

 

محطةٌ طالما تكلَّمتْ عنها الروايات وحرصَ المعصومين "عليهم السلام" على بلوغها، وهي أخطر اسلحة المؤمن ، وقد أوجز خطر وعظمة تلك العلاقة التي تحتاج نوع تعلّق وغرام من طراز خاص!

مارُويَ عن النبيّ محمد"صلى الله عليه وآله" وهو يقول:

قال الله عز وجل: "ما تقرّب إليّ عبد بشئ أحب إلي مما افترضتُ عليه، وإنه ليتقرب إليّ بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحبَبتهُ كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يبصر به، ولسانهُ الذي يَنطق به، ويده التي يَبطش بها، إن دعاني أجبتُه، وإن سألني أعطيتُه" كتاب الكافي

لأن التعلق بالنافلة خاصة تلك التي تغادر بها العيون والشخوص، وأنت تمتطي صهوة الوحدة والاختباء والتوسل دون خوف الرياء والعُجب ،وفي هدأةِ الليل الذي له جاذبة وخشوع خاص ، لتهجرَ لذيذ منامٍ، ووافر فراش، ولعله في بردٍ قارص أو حرٍ لاهب ، تلهج وتنشج بعبارات وبكاء، إعترافًا بالتقصير عما مضى من اسراف أوتفريط، يدٌ مرفوعة نحو السماء، وأخرى تعدّ حبّاتٍ بأنفاس الاستغفار ( استغفر الله ربي وأتوب إليه) ومثلها العفو العفو العفو .. سياحة وتطبيب، وغرسُ سيقان تتجذّر في باطن الروح، لتصبح شجرةَ أُنس وعلاقة، ودرعٌ يصدّ عنك سهام إبليس، ويمنع من تسويلات النفس الأمارة بالسوء، فالذنوب عصيّة ولابد لها من سهام قوية الرماية والتسديد .

النافلة بإخلاص، هي أول رسائلَ الودّ والعشق بيننا وبين كنوزٍ لا شيء على الارض يُشبهها، وانت تتذوّق طعم مناجاتكَ شَهدًا،

(اِلـهي مَنْ ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً، وَمَنْ ذَا الَّذي اَنـِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلاً)

شعور ملكوتيّ، سيمنحك اللذة الحقيقية التي تنعشُ الجوانح وتستريح إليه الجوارح، كما تُشعِرك بالندم على كل لحظة فاتت دون هذا الطعم الذي أعدّتهُ يد السماء حلال. طيّبا لمن هيّأ مائدة قلبهِ والروح لتستذوقه وتستقوي بها على حِملِ يومك.

( أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلًا يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَأَكُفِّهِمْ وَرُكَبِهِمْ وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ وَأَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ ..)

إنها كنوزٌ فادّخروها لذلك اليوم وإن خير الزاد التقوى

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك