الصفحة الإسلامية

هلْ نظرتَ الى الساعةِ، وتأمَّلتَ مؤشّرُ الثواني؟!

1267 2021-02-27

 

مازن البعيجي ||

 

كيفَ يركُضُ كأنّهُ مِعوَلًا حادّ يضرِبُ جِدارَ العُمرِ، بل يَقصفُهُ ويَهدِمُهُ مُخَلخِلًا بُنيَتَهُ المُتماسِكة!! عَدَّاءٌ يَمتَهِنُ الجَرْيَ السّريع وقد عَرفَ مهِمّتَهُ التي غَفلناها نحن إمّا  لتقصيرٍ منّا أو لجهلٍ فينا، وعلى أيِّ الحالَين، فنحنُ من يدفعُ الثمن، وكلُّ معدودٍ منقُوص، وكلّ منتظرٍ آت!!

إنّها معادلة تُطَبَّقُ علينا بكل دقةٍ وعَدالة

وقد ترى هذا المشهدَ مئات المرات يَوميّا من خلالِ الساعة، او منبّهُ (الموبايل) وهو يُوقِظنا بِحرص،

"يا أيّها الإنسانُ النّائمُ، الوقتُ يمضي"!!

ومَاقد مضى لايعود، إنهُ الإنسان!! رصيدُ عمرهِ "خمسونَ عامٍ ودقيقة" وذهبَت تلكَ الدقيقةُ وسَقطت مربّعاتُ الوَقت بمقدارِ دقيقة، بل وأنتَ تعُدُّ وأنا اكتبُ، وكلانا يُسقِطُ لهُ من مربّعاتِ الوقت، ويُثلَمُ جدارُ العمرِ المُتسارعِ ثَلمَة نحو لحظةِ نفادِ الرّصيد غيرُ القابلُ للتمديد.

(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) الانعام ٣١ .

( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) الحجر ٨٥ .

نعم!! أنها الساعةُ، وما أميالُها سوى أجراسُ إنذارٍ ، ونواقيسُ خَطر،  وفي كلّ حركةٍ ميكانيكية إلكترونية، كانّها أذانُ رَحيل عن عالَمٍ سخَّرَهُ اللهُ لكَ فأسأتَ استخدامَهُ، وسنتركُ كلّ شيءٍ ظنَنِّاهُ دائم، بيتًا كان او زوجة أو زوج أو منصب أو جاه أو زعامة أو أي شيء امتلكنا ونحنُ في غمرةٍ ساهون، فإنّهُ وَهمُ البقاء حينما ظنَنّا أنّ مانملكُ فيها اي الدنيا، إنما هو معنا في الاخرى! وأنَّ مَن يَطلُبَ البقاء في هذه الدنيا كأنما يطلب تحويلَ المُحالِ الى ممكن!!! 

(وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) الانعام٩٤

مؤشّرُ الساعة: منادٍ لن يلبَثٌ يصرخُ بنا آناءَ الليل وأطرافَ النهار، يذكّرُنا تارة، ويُحذّرُنا تارة أخرى! على إيقاعِ حركةٍ تكاد غيرُ محسُوسَة جراءَ فوضى دواخلنا، وصخبُ ما يُشغِلُنا، ولسانُ حالها يقول(أنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني) ولاأحدَ منكُم بقادرٍ على تعطيلِ قافلةِ الرحيل، وبيدِ أمير القافلة أمرُ القدرة على قبض الروح وانتَ العبدُ المطيع!!!

(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)لقمان٣٤

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك