الصفحة الإسلامية

هلْ نظرتَ الى الساعةِ، وتأمَّلتَ مؤشّرُ الثواني؟!

1432 2021-02-27

 

مازن البعيجي ||

 

كيفَ يركُضُ كأنّهُ مِعوَلًا حادّ يضرِبُ جِدارَ العُمرِ، بل يَقصفُهُ ويَهدِمُهُ مُخَلخِلًا بُنيَتَهُ المُتماسِكة!! عَدَّاءٌ يَمتَهِنُ الجَرْيَ السّريع وقد عَرفَ مهِمّتَهُ التي غَفلناها نحن إمّا  لتقصيرٍ منّا أو لجهلٍ فينا، وعلى أيِّ الحالَين، فنحنُ من يدفعُ الثمن، وكلُّ معدودٍ منقُوص، وكلّ منتظرٍ آت!!

إنّها معادلة تُطَبَّقُ علينا بكل دقةٍ وعَدالة

وقد ترى هذا المشهدَ مئات المرات يَوميّا من خلالِ الساعة، او منبّهُ (الموبايل) وهو يُوقِظنا بِحرص،

"يا أيّها الإنسانُ النّائمُ، الوقتُ يمضي"!!

ومَاقد مضى لايعود، إنهُ الإنسان!! رصيدُ عمرهِ "خمسونَ عامٍ ودقيقة" وذهبَت تلكَ الدقيقةُ وسَقطت مربّعاتُ الوَقت بمقدارِ دقيقة، بل وأنتَ تعُدُّ وأنا اكتبُ، وكلانا يُسقِطُ لهُ من مربّعاتِ الوقت، ويُثلَمُ جدارُ العمرِ المُتسارعِ ثَلمَة نحو لحظةِ نفادِ الرّصيد غيرُ القابلُ للتمديد.

(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) الانعام ٣١ .

( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) الحجر ٨٥ .

نعم!! أنها الساعةُ، وما أميالُها سوى أجراسُ إنذارٍ ، ونواقيسُ خَطر،  وفي كلّ حركةٍ ميكانيكية إلكترونية، كانّها أذانُ رَحيل عن عالَمٍ سخَّرَهُ اللهُ لكَ فأسأتَ استخدامَهُ، وسنتركُ كلّ شيءٍ ظنَنِّاهُ دائم، بيتًا كان او زوجة أو زوج أو منصب أو جاه أو زعامة أو أي شيء امتلكنا ونحنُ في غمرةٍ ساهون، فإنّهُ وَهمُ البقاء حينما ظنَنّا أنّ مانملكُ فيها اي الدنيا، إنما هو معنا في الاخرى! وأنَّ مَن يَطلُبَ البقاء في هذه الدنيا كأنما يطلب تحويلَ المُحالِ الى ممكن!!! 

(وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) الانعام٩٤

مؤشّرُ الساعة: منادٍ لن يلبَثٌ يصرخُ بنا آناءَ الليل وأطرافَ النهار، يذكّرُنا تارة، ويُحذّرُنا تارة أخرى! على إيقاعِ حركةٍ تكاد غيرُ محسُوسَة جراءَ فوضى دواخلنا، وصخبُ ما يُشغِلُنا، ولسانُ حالها يقول(أنَّ الحياةَ دقائقٌ وثواني) ولاأحدَ منكُم بقادرٍ على تعطيلِ قافلةِ الرحيل، وبيدِ أمير القافلة أمرُ القدرة على قبض الروح وانتَ العبدُ المطيع!!!

(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)لقمان٣٤

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك