الصفحة الإسلامية

كربلاء وثنائية التاريخ

1678 2020-08-27

 

ماجد الساعدي||

 

حسينيون ، ويزيديون آخرون في عاشوراء ، وكربلاء اخرى ، فصائل الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية ،  جهة فيها حملة مشاعر النور ورثة الأنبياء و طلاب العدالة ،  وفي الجهة الاخرى الدواعش واسرائيل وامريكا ، الوسواس الخناس في السر والعلن الذي ينفث وساوسه في اعماق الناس.

الحسين الذي اورث جميع الثورات ضد الظلم ،  والاستعمار ، والاستحمار  في تاريخ الانسان من آدم الى يومنا هذا ؛ لقد رفض الامام الحسين البيعة على اساس البرنامج الذي صوره الحاكم ، بأسم الاسلام بقوله ( الا وان هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء واحلوا حرام الله وحرموا حلاله ) ويؤكد موقع العزة ومعناها في شخصية الانسان ( لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد ).

 وقال ( الا وان الدعي بن الدعي قد تركني بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون )؛  هذه بعض شعاراته وعندما ندرسها نجد بوضوح انها ليست شعارات المرحلة التي كان يعيش فيها ،  لتكون مسألة غارقة في التاريخ كما انها ليست شعارات مذهبية وفئوية ، ولكنها شعارات الحياة كلها ، وشعارات الاسلام في كل مواقعه.

 ومن هنا كانت هذه الشعارات المنطلق الفكري والسياسي ،  لفصائل المقاومة الاسلامية ، الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، والانقياد للشيطان الاكبر امريكا ، فمن منا لايلمح الافساد والفساد السياسي على مستوى الحاكم ،  والمحكوم ،  وحركة الحكم ، ومن منا لايجد ان الواقع يعمل على افساد الاخلاق الفردية والاجتماعية ،  في داخل الفرد والمجتمع ، من خلال من يريدون المتاجرة بالاخلاق ، ومن منا لم يرفض الواقع الذي يترك فيه الكثير من المسلمين  ، عبادة الله ويتركون الصدق والامانة والوفاء ، ومن منا لايرفض الكثير من مظاهر الانحراف في حياتنا ، والعلاقات الممزقة والفتن ، التي تتحرك على مستوى الافراد والعوائل ، والاحزاب والطوائف الاسلامية وما الى ذلك .

  ومن منا لايرى في العزة القيمة الكبرى على المستوى الفردي او الاجتماعي ، لقد كانت ثورة الامام الحسين ثورة خاسرة من الناحية العسكرية ، لكنها صدمت الواقع وهزت قواعده لكي تركز الخط الاصيل الذي يحفظ الحياة الاسلامية ، ويؤكد العدل فيها وهكذا كانت الفصائل المقاومة، ورغم الإمكانيات العسكرية البسيطة للتسليح في الحشد الشعبي ،  في حينها استطاعت هذه الفصائل ، ان تقاتل اعتى قوى ظلامية داعشية ، مدعومة خليجيا ،  وامريكيا وتصنع النصر ؛ مستلهمة المباديء الخالدة  ، من ثورة الامام الحسين ، والشهادة من اجل هذه المباديء.

 ولكن بعد ان وصل الناس الى مرحلة استرخى فيها الكثير ، تحت تأثير الاعلام الصهيو أمريكي ، والصفحات الاجتماعية ، على المواقع الالكترونية الممولة خليجيا بأموال البترو دولار ، انطلق البعض من ابناء السفارة ، والبعثيين والدواعش ، والبعض من المحسوبين على التيارات المدينة ، بمحاربة الحشد الشعبي ، كونه مؤسسة عقائدية ، مؤمنة بالقضية الفلسطينية ، والمباديء الاسلامية ، ورافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، والتسويق للمشروع الامريكي ، بالهيمنة على منطقة الشرق الاوسط ، واستعباد شعوبها ،

وتهيأة الوضع الاسلامي ، لان يستمر الظلم فيه ويحرك الناس كلهم في مواجهة كل دعوة للحق وتؤدي مجاري الامور الى تقديم الكفر بأسم الاسلام ، ومن هنأ فأن الحسين يمثل خطا ،  ومنهجا ، وتجسيدا حيا للقيم الاسلامية والانسانية،  في العزة والكرامة والمحافظة على استقامة المسيرة التي  جعلها الله امانة في اعناقنا جميعا،  في محاربة الظلم والفساد في كل عصر أيا كانت هذه العناوين التي يأخذها الظلم او الالوان التي يتزين فيها الفساد .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك