الصفحة الإسلامية

الحسين (عليه السلام) هو خط الرحمه والسلام 

2440 2020-08-20

  ✍️ السيد احمد الاعرجي ||   يقول امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) عن ولده الحسين (ع) " كلنا بكف والحسين ولدي بكف"  فإنّ اهل البيت ( ع ) جميعاً خطهم خط دستوري و الاهي ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) فالإمام الحسين ( ع ) بأبي هو وأمي كان يمثل الحقّ وإنّ يزيد بن معاوية يمثل الباطل ، ولكن هل يختص الحسين بطائفة معينة فقط دون سائر المسلمين؟ وهل يحق لجماعة أن تحتكرالحسين لنفسها؟ وهل لجماعة أخرى تتقاعس عن الإنتماء إلى الحسين (ع) إلى الدرجة التي نراها؟  أقول أنّ الحسين (ع) ليس إمام فرقة بعينها ولكنّه إمام الثالث ومفترض الطاعة للمسلمين أجمع وإن خذلوه، بل هو شخصية عالمية طالما أشاد بها علماء ومفكرون من الديانات المختلفة ووقفوا أمامه إجلالا وإعزازا ، ولا أشك بأنّ غير الشيعة الإمامية يعرفون قدر الحسين (ع) من التجارب والمعاشره التي شاهدناها وكذلك من اقلام مفكرين وباحثين لهم ، فهو سيد شباب أهل الجنة ولكنّهم يختلفون في كيفية إحياء الذكرى من خلال بعض الشعائر، فالإمام عندما خرج لم يخرج أشِراً ولا بطِراً ولا مُفسداً ولا ظالِماً وإنما خرج لطلب الإصلاح في أمةِ جده رسول الله (ص) والأمة فيها سنة وشيعة وخوارج، وقد كان في جيشه (ع) المسيحي والتركي والعثماني والعلوي، اختلطت دماؤهم الزكية على رمضاء كربلاء لتسجيل أعظم ملحمة في التأريخ. ويمكن لنا كمسلمين أن نجعل من الحسين (ع) عامل وحدة ونُقيم الندوات المشتركة وندعوا إليها السني والشيعي والزيدي و الاباضي  وحتى المسيحي واليهودي والهندوسي ونرقى بالحدث إلى مستواه العالمي اللائق به، فالحسين (ع) ليس البكاء البحت ولبس السواد فحسب وإنما هو العمل الحقيقي والتضحية والفداء والعطاء، والوقت قد حان لنستفيد من وقائع التاريخ لخير الأُمّة وليس العكس ونجعل من واقعة الطف عامل وحدة وننبذ الفرقة والخلاف، كفانا تشتتاً وتمزّقاً وتفرقاً .. كما اليوم اعداء الدين والمذهب يتحيلون كيف ان يمنعون عشاق الحسين ( ع) من إقامة العزاء واحياء ايام عاشوراء رغم يوجد تجمعات فجر وفسق وسهرات ليلية وزيارات وملاعب ومتنزهات وكل شئ لكن عندما يصل الموضوع الى شوكة العدو يحاول ان يلتوي ويشوش بعدة امور و مواضيع لينهي ويلهي احباب و عشاق الحسين من هذه الايام فلا تسمعوا الداني والعالي فاحياء الشعائر  هي تعني النصر وتعني التماسك وتعني العزاء مع الزهراء (ع)  فلو نلاحظ كل يوم الى تأريخ الحسين (ع) ونهضته وثورته في كربلاء فإنّ أروع ما يميز حركة الإمام الحسين كونها حركة سلمية وإن سقط وأصحابه صرعى مضرجين بدمائهم الزكية وانّه (ع) أعطانا درساً بليغاً في حقن الدماء عندما رفض أن يبدأ القوم بالقتال وعندما طلب من أصحابه أن يتخذوا الليل جملا ويأخذ كلُّ واحد منهم بيد واحد من أهل بيته ويتركوه لوحده للطغاة لأنّهم يريدونه هو، وانّه مستعد للشهادة والتضحية وحده وكم طالب القوم ان يخلوا سبيله ويدعوه يرجع من حيث أتى ولكنهم أبوا إلا أن يقتلوه بالطريقة المأساوية المعروفة فاستحقوا لعنة الله ورسوله إلى يوم القيامة. فإنّ خطّ الحسين (ع) هو خط الرحمة والمحبة والسّلام والوِد والعطف وقد وَرِثَ هذا الخط من أخيه الإمام الحسن (ع) الذي حقن دماء المسلمين في صلحه المشهور ومن أبيه الذي عَمِلَ المستحيل لتفادي الحروب التي فرضت عليه في ( الجمل و النهروان وصفين ) لقد وَرِثَ خط الرحمة من جده الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين  انّه كذلك خط الأنبياء والرسل وهو وارثهم واستلم أبناؤه من بعده هذا الخط، حيث لم يسجل التاريخ عليهم أنّهم دعوا يوماً إلى عنف أو إلى إيذاء الآخرين ولم يسجل التاريخ انّ علياً والحسن والحسين وأبناءه من بعده تهافتوا على المناصب والخلافة كذلك لأنّهم ارفع شأنا من كرسي الحكم وأعظم قدرا ، فالحسين (ع) يحكم القلوب في الدنيا والآخرة، وكم حاول الطغاة منذ 14 قرناً أن يطفئوا نورَ الحُسين (ع) الذي أراد الله تعالى أن يتمّه ولو كَرِهَ الكارهون، فها هو الحسين يُذكَرُ كلَّ سنةٍ وبكلِّ لغةٍ وفي كلِّ أرضٍ بالحرارة وبالحماس وكأنّه قُتِلَ بالأمس، وهذه الآلاف من الرايات والأعلام والمسيرات هي جزء من الشرف والعزة والكرامة التي حبّاها الله عبده الصالح على تضحيته الفريدة، وما ادّخره الله له في الآخرة أجّل وأعظم، وبالمقابل أين يزيد وأين الحجاج وأين المتوكل وأين .... ؟! لذلك عندما نرى إنّ حصر الإمام الحسين (ع) بطائفة دون أخرى هو من مصاديق مظلوميته المستمرة، فالحسين (ع) نهضة وطاقة ونور وعطاء وعزّه وكرامه وشرف وستبقى رايته عالية خفاقة إلى الأبد. وواقعة الطف درس بل انّه أبلغ الدروس . اسأل الله حسن العاقبة والتوفيق في خدمة منبر الحسين (ع) وان نستلهم الدروس والعبر وان لا نخذُل منبره وخطّهُ الذي رسمه بدمه وبدم عياله وآل بيته الطيبين الطاهرين ، ويجب ان نبقى مستمرين على نهجه وثورته الاصلاحية ومتمسكين فيما بيننا .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك