الصفحة الإسلامية

مجلس حسيني ـــــ الاقتداء في الحياة


"أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ " (سورة الأنعام 90)

مقدمة للموضوع :… تعتبر الصداقة للأطفال مهمة جدا في سن التمييز ( مميز)وفي المدرسة الابتدائية . ذلك لما لها من فوائد كبيرة، وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين لا يمتلكون أصدقاء اغلبهم يعانون من صعوبات عقلية وعاطفية في وقتٍ لاحق، ولا تقتصر أهمية الصداقة على زيادة المرح.

بل تساعد الصداقة (على التطور الأخلاقي والنفسي) عند الأطفال وفترة المراهقة وأحيانا الكبار، لأنه يكتسب الطفل العديد من المهارات والمعارف الاجتماعية من خلال الصداقة، مثل التواصل والتعاون واختيار أنواع الألعاب .. كما يتعلم الطفل من خلال الصداقة القدرة على التحكم باللغة واختيار المفردات واحترام الآخرين..

في تلك الفترة ( التمييز ومرحلة المدرسة ) تنشأ لاول مرة عند الطفل تجربة خارج البيت تسمى العلاقات مع الاخر . باعتبار ان علاقاته كانت ضيقه مع ابويه واخوانه . لذلك للصداقة التأثير على أداء الطفل في المدرسة،فيتخذ له قدوة يقتدي بها مستقبلا تكون مطبوعة في قلبه ونفسه . من هنا جاء قوله تعالى أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده. هذا النص.فيه مسألتان :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأولى قوله تعالى : فبهداهم اقتده الاقتداء هنا: طلب متابعة الغير في فعله . يقال: فلان قِدوة، ولا يمكن ان نطلق هذا الاسم على شخص الا إذا كان ممن يقتدى به، مرة من خلال تقليد فعله وقوله :أو ثيابه او قصة شعره . الخ.وهذه غالبا شائعة في الوسط الرياضي وعند الفنانين .والمطربين , بل حتى الخطباء . والقدوة من يقلدونه أي اخذوا بسنته .

**ما أهمية القدوة:تعد القدوة أهم الوسائل المؤثرة في التربية، لأمور عدة، منها:

1- أن القدوة وسيلة من الوسائل التربية الناجحة . وقد مارسها رسول الله(ص) في منهج الدعوة والتبليغ الذي سلكه الأنبياء من قبله، حيث عرضت عليه حياة الأنبياء من خلال قصص القرآن وطريقة الأنبياء في إبلاغ الرسالة، منها الثبات على الحق، والصبر على الأذى والبلاء ، ومواجهة العدو ، والتوكل على الله ,فأمر الله نبيه بالإقتداء بمن سبقه من الأنبياء : "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) .

** إذاّ يخبرنا القران الكريم ان النبي (ص) تربى على القدوة، فإن هذا يدل على أن القدوة قضية ضرورية جدا , يعني النبي(ص){ ربيب القران } من هنا كان رأي الإسلام ان يهتم الآباء بتربية أبناءهم على نمط يعرفون صلاحه .. ليس القدوة ضرورة من ضرورات الحياة للأطفال وحدهم، ولا للطلاب الصغار، ولا للعامة، وإنما أيضاً للعلماء والمعلمين والدعاة والقادة.وجميع مراحل العمر ..

*المجتمع بحاجة اليوم إلى قدوة خطابية يهتم بالجانب العلمي والثقافي ليكون مبلغا مقتدرا ان يبين ما انزل الله تعالى على عباده , لا ان يهتم برفع الصوت ومد الكلمة , وان يكون المجتمع بمستوى تقبل الأحسن , لا ان ينظر الى الخطيب من خلال صوته وعلو نبراته .. وعندنا في حياتنا خطباء لامعون .. الشيخ احمد الوائلي والشيخ محمد متولي الشعراوي , رحمهما الله لا زالت محاضراتهم كأنها ألقيت اليوم .

2- الإنسان جبل على المحاكاة والتأثر بالأخر، لان في نفسه مستوى من حب المساعدة من خلال تكوّين الصداقة .. يبدأ مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم وما يحدث في حياتهم، وربما مشاركة حل المشاكل في نسب متفاوتة مع الأصدقاء.

والتقليد للقدوة تبدأ في حب البطولات والكمال، فإنه يرى في نفسه انجذاب بتقليد شخص معين فانه يحبه , يقع في نفسه من كمالاته التي تهفو أليها نفسه.. خاصة في مرحلة المراهقة والشبابº فإنها تشهد قابلية شديدة وإعجاباً شديداً بالبطولة،والمشهورات ورغبة في الإقتداء بها، (هذا باب من التربية عظيم.) غير ان الخطورة فيه , ان يكون القدوة سيئة .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الرسول(ص) " صحبة الأشرار تُكسب الشرّ كالريح إذا مرّت بالنتن حملت نتناً» فما هي القدوة السيئة ..نحن نعلم ان هناك الوان مختلفة ونماذج سيئة .

** من اخطر الإمراض الاجتماعية والسياسية والدينية هو القدوة السيئة .. (لان النية الحسنة عذر لتصرف الأحمق).. عندها يكون السيْ هو من يملي على الإنسان المستقيم لا يملي عليه انه يريد منه ان ينحرف , بل يبحث عن شيء محبب إلى نفسه ويتخذها مدخلا لحرفة الى الجهة التي يريد .وهو لا يعلم .فمن المسؤول عن هذا التأثير السلبي؟ الولد نفسه ام البنت ؟ أم قرين السوء؟ أو الأهل ؟ أو المجتمع؟‏ هذا الموضوع مهم جدا لان دور القدوة السيئة في توجيه الناس إلى المفاسد.‏وصلت الى حد لا تتمكن العائلة ولا الدولة من السيطرة عليه .

* أولاً: دور القدوة السيئة في توجيه الناس إلى المفاسد‏: الإنسان مخلوق اجتماعي، يتفاعل مع الناس ومع الحوادث يتأثر بها ويؤثر فيها،لا يمكن لأحد أن يعيش في مجتمع فاسد أو بين فاسدين دون أن يتأثَّر بهم بنحو من التأثّر. يقول الرسول(ص) «صحبة الأشرار تُكسب الشرّ كالريح إذا مرّت بالنتن حملت نتناً»

لذا حذّرت الآيات والأحاديث في أكثر من موضع من معاشرة رفاق السوء.‏ورد في القرآن الكريم،{ يا ويلتي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ}. المعنى: يا ويلتي يا هلاكي ليتني لم اتخذ فلانا ,اتخذه صديقا يسمع منه ويقلده خليلا.

هذه إشارة واضحة إلى أنَّ الانحراف الذي أصاب سلوك هذا الشخص بسبب مرافقته لصديق استطاع أن يضلَّه بالرغم من انه مسلم ويعرف الحلال والحرام . وقد أكَّدت الدِّراسات التربويَّة الحديثة على خطورة النموذج السيئ في سلوك الناشئة.‏ فالقرين يمكنه التأثير في قرينه، خاصة إذا كان بنفس عمره ..

ـــــ *من اخطر حالات الإغواء هو الإغواء الفكريِّ‏ : يتأثَّر الإنسان عموماً بأفكار من يرافقه، يقول الرسول(ص) «المرء على دين خليله وقرينه»القرين المقارب في العمر، تأثيره مضاعف، اغلب الأبناء بلا ثقافة ولا معرفة يمكن ان يكتب أي انسان في عقولهم ما يريد ..

*** :نقطة مهمة عن ثقافة الطفل من المعروف بأنّ الطفل بطبيعته ينفر من طرق التعليم المختلفة التي تقدّم له المعلومات والثقافات على شكل قوالب جاهزة، وهو أسلوب الحفظ والتلقين، لذا تلجأ الأساليب التعليميّة الحديثة إلى تثقيف الطفل بطريقة تنمّي ملكاته وإبداعاته وتجعله يفكر بعيداً عن أسلوب التلقين. فقد توصل التربويون الى طرق إيصال المعلومات والثقافات للطفل بالطرق التي يحبها ويميل إليها من خلال دمج التعليم باللعب،ونقطة اخرى وجدت من خلال أسلوب تشجيع الأطفال على الاستطلاع والبحث نظراً لحبهم للمجهول، وهناك نقطة مهمة هي تنمية خيال الطفل وقدراته ليتواصل مع الآخرين .. والآن الأطفال بفضل بعض البرامج الايجابية المنتشرة في الموبايلات , بدأ بعض الأطفال يتكلمون اللغة العربية بصورة صحيحة والتي لا يتحدث بها أهلهم . هذا جزء من المادة الثقافية للأطفال..

أما مرحلة الشباب .. الكبار في هذه الفترة لا يختلفون أبدا عن الأطفال الا ببعض التفاصيل .. والسبب لان هذا الجيل ترك القراءة تماما .. يسمعون نوعا معينا من الفن ولا يعرفون اية من القران .. اما من ناحية العلوم الدينية .. ابناء الجيل خالين من العلوم الإسلامية .الموضوع خطر ولم يبق الا المنبر طريقة التواصل مع الشباب .

2-الإغواء والعاطفي : هناك طرق للإغواء , يكون عبر التأثير في العواطف، يقول تعالى{فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ}معنى التزيين؛ هو تجميل مصطنع، يعتمد على الإغواء النفسي والعاطفي،تميل إليها النفس وتهواها.‏

3 - الإغواء السلوكيّ‏ : بعدها ينتقل الإنسان من حيث يدري أو لا يدري، يقلد سلوك من يعاشر، لذا يقول علي(ع) «ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة ثلاثة: الماجن والأحمق والكذاب» معنى الماجن الرجل او المرأة فيه بَذاءة وقِلَّة حَياء.لا يعير أهمية للشتيمة والكلمات النابية .. هذا ماجن . ويعرف الماجن في المجتمع حين يظهر منه .انه أَسقطَ الحياءَ وصار يفعلَ ما شاءَ.. هذا خطر جدا . اما الأحمق فهو قليل العقل .. نسميه طائش لا يعرف كيف يتكلم ولا يعرف كيف يتصرف , كثير من الشباب يحملون سكاكين كانهم في ساحة حرب . هذا أحمق . ويتعاظم الإغواء السلوكيِّ عندما يندمج الإنسان في جماعة، تمارس سلوكاً سيئاً.‏خاصة العنف اتو السرقة او تناول المخدرات .. او الأعمال الأخلاقية السيئة . ..عن علي(ع): «إيَّاك ومصاحبة الفساق فإنّ الشرَّ بالشرِّ ملحق».

*** نقطة مهمة عن الأطفال : إيقاظ الغرائز قبل أوانها ..! من بدیهیات العمل التربوي وشروط نجاحه أن یعرف الأبوان أن لكل مرحلة عمرية خصوصياتها ومتطلباتها،ونهجها الخاص وخطابها التربوي .. لا يجوز عدم الاهتمام في المراحل باعتبار ان الطفل لا زال في الأشهر الأولى من عمره .. وهي مرحلة الطفولة الأولى، والبعض لا يعي الفترات وتستمر عدم الاهتمام عندهم إلى الفترة التي تسبق البلوغ والمراهقة ….. هذه الفترة الغريزة الجنسية فيها نائمة،فلا تهيجها بالكلام أو بالصوت والصورة .. الغريزة الجنسية عند الطفل أشبه بالنار تحت الرماد , فإذا نفخت في الرماد اشتعلت نار الرغبة الجنسية قبل أوانها .كن مربيا قبل ان تكون أبا . حين يولد الطفل، ويبدأ بالنمو ..اياك ان يرى او يسمع كلمة نابية في بيته ..!!

وفي عامه الثاني، ينبغي الاعتناء بالألعاب التي يتفاعل معها، اختارها بعناية فائقة، ومن الأفضل أن يبدأ الطفل بالتعرّف على القلم والكتاب الكتب، بالقصص المصوّرة وكراس ذو ألوان جميلة. بعد أن يكبر الطفل، ويدخل في عامه الثالث، فإنّ التركيز يجب أن ينصبَّ على تدريب أعضاء الطفل، وأطرافه؛ إذ يساعد ذلك في جعله مُحِبَّاً للأعمال اليدويّة. لان الطفل يجب التعرّف على الأدوات المختلفة التي سيصادفها، ويستخدمها مستقبلاً، وهذه موجودة وهي أفضل من المسدس.

**** الجنس المبكر عند الأطفال .الأبوان عادة يوفران لابناءهم جميع الكماليات والأشياء الضرورية ولكنهم يغفلون عن التربية الأخلاقية . وربما الأم لا تعرف انها هي السبب بانحراف بنتها وابنها . اغلب الأمهات لا يعرفن شيئا عن وجود الطاقة الجنسية عن الطفل الصغير . وتكون ممارستها أحيانا سببا في انحرافه ..

ــــ على سبيل المثال:تشكو بعض الأمهات ان طفلها يمارس أوضاعًا جنسية، فماذا أفعل؟".وأخرى تقول "كيف أتعامل مع تصرف ابني الشاذ؟"، وغيرها كثير. "مديرة حضانة تعجز عن التصرف مع طفل لم يتجاوز الخامسة، قام بتجريد زميلته في الروضة ,وطرحها على الدرج، وقام بتصرفات شائنة،"! نقول ان "تقصير الوالدين في تربية الأطفال" يوقعهم في براثن مرض مدمّر؛ ومن أشهر تلك الدوافع ما يلي:

1- ارتداء الأم ملابس خاصة بالنوم ، أمام الأطفال وقبل النوم بفترة مكشوفه.

2- دخول الأطفال على الوالدين في أثناء اللقاء الزوجي.

3- قيام الوالدين ببعض المداعبات أو المُقدِّمات أمام الأطفال، ظنًّا بأنهم لا ينتبهون لذلك، ولا يعرفون ... هذه قمة الكارثة.

4- مناقشة بعض الأمور الخاصة بالعَلاقة الزوجية أمام الأطفال، سواءٌ أكانت المناقشة بين الزوجين، أم كانت دائرة بين أحدهما مع الأصدقاء، بحضرة الأطفال؛ مما يفجر في نفوسهم العديد من التساؤلات.

5- تبديل الكبار لملابسهم أمام الأطفال. ربما يكون عريانا او شبه عريان .

6- تعرية الأطفال بعضهم أمام بعض؛ أما لقضاء الحاجة، أو الاغتسال، أو لاستبدال ملابسهم، وأحيانا إدخال الأطفال للاستحمام الجماعي، يتخلله قيام البعض بقضاء الحاجة ومراقبة التغيير في شكل الأعضاء المستخدمة. وهذا يستوجب تعرية الطفل أمام الناس.او أمام أخوته .. وأخيرا نوم الأطفال متجاورين في الفراش.

نقطة أخرى : يتعمد البعض بترك أبناءه يتصرف مع إخوته ببعض التصرفات كالقُبُلات والمعانقات، وغيرها او ان تقوم الأم في لحظة هيجان عاطفي بلمس الأماكن الجنسية للطفل والطفلة ..وحين ترفع الطفلة ثيابها تضرب دون ان تعرف سبب ضربها . والطفل حين يلمس شيئا من جسده! واحيانا عن طريق التحرش الجنسي به، أو من كشف عوْراتهم أمامه لرؤيتها، أو إطلاعه على الصور العارية بالمجلات، أو الأفلام بالنقال ، أو غير ذلك من اشكال العدوى الأخلاقية، أو الحكايات الشائنة، والقصص المنحطَّة.

*** يشاهد الطفل أعمال فنية تحتوي المحتوية على تصوير العَلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة من خلال الأعمال الفنية غير الأخلاقية.التي لا يخلو منها عمل فني الآن؛ سواء كان فيلمًا، أو مسلسلاً، أو مسرحيةً، أو برنامجًا، أو غيره.حتى الأفلام الكرتونية الآن، الكثير منها لا يخلو من ترسيخ فكرة العشق .

منها:الفصل بين الذكور والإناث في المضاجع إذا بلغوا سنّ العاشرة، هو السنّ الذي تبدأ فيه ملامح التفتّح الغريزي لاسيما عند الإناث، كما أنّه سنّ التمييز الكامل لدى غالبية الأطفال ، ممّا يفرض اتخاذ. إجراء استباقي دون السقوط في مفاسد الاشتراك في المضاجع، وقد ورد في أكثر من حديث عن النبيّ (ص) والأئمة من أهل بيته (ع) التأكيد على أن: "يُفرَّق بين الصبيان والنساء في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين". لأنّ هذا السلوك يساهم في إيقاظ الغرائز وتعويدهم عليه هذا السلوك، وقد يصعب بعد ذلك إقناعهم بتركه، ومن هنا ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع): "إذا بلغت الجارية ستّ سنين فلا يقبلها الغلام، والغلام لا يقبل المرأة إذا جاز سبع سنين".

موضوع المشاهدة .. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ﴾. هنا اولا تعليم الاطفال على الاستئذان عند الدخول في الأوقات التي يتخفَّف الإنسان من ملابسه، وقت الليل، والقيلولة في أثناء الظهيرة. لان دخول الطفل بشكل مفاجيْ إشارة إلى خطورة رؤية الطفل لصورة يمكن ان يقارنها بما عنده ..أن رؤية الطفل للعورات لا تُوقِّد "الجنس المبكر"، بل تولد انحراف جنسي، وشذوذ لان الطفل يقلد الأبوين؛ في كل شيء.لاحظ الاطفال وقت الصلاة .. كيف يصلي ..يُقلِّدون ما يرونه خيرًا، أو شرًّا .

**ـــ: الاية المباركة تقول {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} قال بعض الحكماء: (إذا أردتَ أن تحصد بعد شهور، فازرع قمحًا، وإذا أردت أن تحصد بعد سنوات فازرع شجرًا، وإذا أردت أن تحصد بعد جيل فازرع رجالًا) ** المجتمع بحاجة الى قدوة في كل شيْ .. مثلا .. الدولة تصرف مليارات الدولارات في انشاء ملاعب , وعقود مع لاعبين اجانب لغرض ان تتقدم الرياضة في بلدنا , ولكن هذا يكلف الخزية مليارات .. ولكن لا يخصص دينار واحد لتطوير عالم فيزيا.. تشجيع واستيراد اجهزة . ويدخل دورات .. ومثله طبيب نسائية وهذا عيون وهذا مهندس .. اذن كيف يكون المتفوقون قدوة دون تطوير .. نحن من عنده ملكات نحاول القضاء عليه وإسقاطه . هذا المجتمع فاشل , ثم ياتي من يقول بسبب التمسك بالدين ..!!.

فيذهب المسلم يبحث عن قدوة من أوربا .. يقلد مذاهب ما انزل الله بها من سلطان ,, السياسة الاسلامية في القدوات حولت الأعراب إلى قادة، ورعاة الغنم والإبل من أبناء القبائل البعيدة عن الحضارة والمدنية إلى معلمين وحكماء ينشرون الحضارة والعلم والمدنية والأخلاق الفاضلة بين أبناء الأمم الأخرى..!

** الأزمات التي نعانيها اليوم كثيرة ، ولعلنا نستطيع اختصارها بكلمة “الضياع”، نعم نعاني الضياع في كل ميادين الحياة النظرية والأخلاقية والعلمية والدينية .السبب هو غياب القدوة الحسنة المخلص ، ومن المؤكد وجود قيادة وقدوة الحسنة في كل ميادين الحياة هو الطريق الذي يأخذ بيد الأمة إلى الرشاد والتقدم .

*** كيفية صناعة القدوة : مفهوم الصناعة اليوم لم يعد قاصرًا على الصناعات الخفيفة والثقيلة، إنما يتعدَّى الأمر إلى صناعة الفنون كلها العلمية والثقافية ، وصناعة الخبر للمجتمع ان يتعلم كيف يزرع ليأكل، وأخيرًا (صناعة القدوة الرمز) الذي تجتمع عليه الأمة ..والرمز المقصود به القدوة الحسنة .

هل توجد إمكانية لهذا الشعب ان يقدم او يهيْ بيئة نظيفة تكون معملا لصنع قوالب بشرية يمكنها ان تقود الأمة إلى مستوى متقدم.؟ هل يمكن ان تنتج قدوات تنتشل الشباب الضائع ..وتحرف بوصلة الانتماء الى الدين والوطن بدلا من اعتبار أوربا وأمريكا وإسرائيل هي القدوة في كل شيء ؟.. في العالم العربي والعراق تصرف مليارات الدولارات لبناء ملاعب رياضية واستقدام لاعبين من دول متعددة ليلعبوا في بلداننا لرفع مستوى الرياضة عندنا .. هل تم تخصيص دينار واحد في الميزانيات لرفع مستوى الكوادر ليكونوا قدوة حسنة يرفعوا مستوى الجيل القادم .؟

**** أراء الشريعة الإسلامية على تربية القدوة الحسنة:

في القران الكريم سورة كاملة تسمى سورة ( الانشراح ) تبين هذه السورة المنهج الربَّاني في تهيئة الأنبياء والرسل .. بما ان مقام النبوة والرسالة هو مقام اصطفاء من الله :{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}كان هناك الإعداد والتهيئة للقيام بدور الرسالة، دور يؤهلهم ليكونوا قدوة حسنة للناس.. من بيئة وعائلة وظروف اجتماعية وصفات خلقية وخُلقية،

لا بد ان نعرف ان وظيفة النبوة لم تكن حالة استثنائية فقط .. او كاننا نعتقد انهم قادة مخلصين يظهرون كطفرة في التاريخ ليغيروا أقدارها، يقول ربنا سبحانه: {إِنَّ اللّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}نحن نؤمن بأن القدوة الصالحة والقيادة لها أكبر الأثر في خلاص الأمم الضائعة ونهضتها فقد أثبتت ذلك التجربة ,ولكن ما يجب أن نؤمن به أيضًا أن الأمة وكل المصلحين مكلفين بالإعداد لظهور النخبة وتهيئة البيئة الحاضنة لهم، هذا معنى قوله {إِنَّ اللّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

** ثانياً: عناصر الجذب في القدوة السيئة‏ :.. قد يتساءل بعضنا عن كيفيَّة انجذاب بعض الشباب إلى رفاق السوء بالرغم من معرفتهم بانحرافهم؟؟. الجواب يكمن في عناصر الجذب .‏فقد أثبتت الدِّراسات أنَّ هناك عناصر جذب تضع بعض الأشخاص في موقع جذب للآخرين، فينقادون إلى تقليدهم طوعاً أو كرهاً بحسب الموقف.‏

****ـــــــــ أهم عناصر الجذب هذه ثلاثة:‏

1 - الشهرة ..والنجوميَّة :.. الناس عامَّة، الصغار والمراهقون خاصَّة، ينجذبون بشكل غير إرادي إلى من تُسَلَّط عليهم الأضواء والكاميرات ,يحاولون تقليدهم في كلِّ شيء حتى في طريقة اللبس والكلام ونوع الطعام وما شابه.‏ لذلك يستعمل حالياً هذا النوع من الجذب في الإعلانات عن الملابس وبعض الأطعمة والسيكائر لترويجها عبر إظهار بعض المشاهير يرتدونها أو يستعملونها بحسب السلعة.‏

2 - الاقتدار والسلطة: ينجذب الناس عموماً، والمراهقون منهم خصوصاً، إلى من هم في موقع السلطة أو الاقتدار المالي، وذلك لنيل رضاهم، إمَّا رغبة أو رهبة. يقول تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}..‏

* ثالثاً: أسباب وقوع الخطأ في تحديد القدوة‏ :..بالرغم من قدرة النفس البشريَّة على التمييز بين الخير والشر بحسب الخلقة إلاَّ أنَّ الكثير من الناس معرّضون للوقوع في الخطأ في مجال تحديد القدوة.‏ويعود ذلك لأسباب أهمها، في نظرنا، أربعة:‏

1 - فساد أحد الوالدين أو كليهما‏ : يتأثر الأولاد، خاصَّة في مرحلة الطفولة، في سلوك والديهم، حيث يعتبر كلُّ طفل أبويه هما نموذجه الأعلى.‏ يتعاظم تأثير الأب في المراحل الأولى إذا كان، سلوكه منحرف، عطوفاً وملبياً لطلبات أولاده؛ أمَّا إذا لم يكن كذلك، فينصرف الأولاد في سلوك أمِّهم.‏

ولكن على مشارف مرحلة المراهقة، يعود الذكور منهم إلى تقليد أبيهم، خاصة إذا لم تكن الأم قد بنت لديهم منظومة عقائديَّة متينة أو كانت غير قادرة على تلبية حاجاتهم الأساسية.‏( احد الاصدقاء يقول زارني صديق قبل سنوات , وبقينا نتحدث في امور عديدة ورفع الاذان فجاء ولدي يخبرني ان حان وقت الصلاة .. وكررها ثلاثلا ) عندها قال الضيف سبحان الله انا ولدي يقدم لي الخمر حين ارجع ليلا الى بيتي .. وهذا يذكرك بوقت الصلاة انها حانت .. وضع يديه على راسه وتاه في افكاره .

** القدوة في القرآن والسنة: وردت القدوة في القرآن بصور متنوعة، منها:

1- أمر الله نبيه (ص) أن يقتدي بهدي الأنبياء والرسل من قبله، بعد أن ذكر قصصهم وأحوالهم، فقال -تعالى-: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) وقال(فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) .. وحث الله الأمة على الاقتداء بنبيها فقال: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) ..

وذكر سبحانه عن بعض أنبيائه التزامهم وسلوكهم ودعوتهم، وعلم الناس ان يتلمسون القدوة في التقوى، فقال سبحانه :(والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) اي (اجعلنا أئمة في التقوى، حتى نأتم بمن كان قبلنا، ويأتم بنا من بعدنا) . بينما استنكر قدوة بني اسرائيل فقال(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) ..

هناك نسوة في معركة كربلاء كن قدوة في العطاء .. أم البنين . هذه المرأة المؤمنة الصابرة المحتسبة كانت تدرك حقيقة الدور الذي ينتظرها وأن تقوم في رعاية أبناء الزهراء(ع) والذود عنهم، وكانت تدرك أن هناك دورٌ ينتظر أبنها أبو الفضل العباس (ع) لذا اهتمت به وصقلت شخصيته وجعلت منه جندياً بطلاً يحسب له الأعداء ألف حساب وأعدته ليوم عاشوراء، لذا نجد أم البنين لها موقف قبل خروج الحسين من المدينة .. حين اجتمعت نساء بني هاشم في بيته وتخلفت ام البنين .. فخرج الحسين والعباس يزورانها .. {{ تذكر الوداع ليلة خروج الحسين }}

يم البنين وداعت الله اليوم ماشين ... عنج انا وعباس واولادج النشمين ... لو ما رجعنا للمدينة بالسلامة ... وشفتي ضعنا ترفرف عليه لعلامة .. والا انذبحنا الحضعن ردوا يتامه .... وتبقى منازلنا من السكان خالين ... **** التفتت الى العباس ***** تكله يبني بيرغ المظلوم شيله ... وللضعي يا عباس صير انت كفيله .... واخدم اخيك يا الولد خدمة جليلة ... هذا ابن النبي وسيد الكونين ...

يكلها ييمه بهاي ما تحتاج الوصية .... لاقسم قسم بالمصطفى وحيدر وصيه ... لافعل فعل في طفوف الغاضرية ... حتى لو ينفضخ راسي وتتكطع الجفين .

تصيح بصوت اه يا فكد الاحباب ... والله شموحشة يا دار الاطياب .. ولن هناك صيحة من ورا الباب انا ام عباس اجيتج لا تفزعين ... بجت زينب ونادت تلكنها .. بله وياي كومن ساعدنها .. هاي ام البنين الراح منها .. ميامين اربعة وبالحرب نشمين ... شلون ام البنين اصياح صاحت ... تصيح حسين يبني روحي راحت .. تلكنها الحرم عجت وناحت ... وزينب بالعزا كسرت الصوبين ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك