في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي، وبعد أيام من انفجار هزّ موكب عودتها إلى باكستان، في كراتشي، كتبت رئيسة الوزراء الباكستانية بينظير بوتو رسالة إلى CNN علّقت فيه على الهجوم وانتقدت فيه "التحقيق الصوري" الذي تجريه حكومة برويز مشرف بشأن ذلك، قائلة إنها على علم تام بخطر اغتيالها.وفيما يلي مقتطفات من تعليقاتها في الرسالة:
"مرت الآن أيام على محاولة الاغتيال المرعبة ضدي والشرطة مازالت لم تفتح تحقيقا في الشكوى التي تقدّمت بها. لقد قدموا تقريرهم الخاص بهم من دون أخذ تصريحات أي شاهد عيان للمركبة التي تمّ استهدافها في الهجوم الإرهابي الذي ذهب بأرواح 158 من أنصاري وحراسي الشخصيين.بعد ذلك بقليل طلبت مني السلطات أن أتجنّب التنقّل في سيارات ذات نوافذ خاصة، كانت تساهم في توفير الحماية لي، وكذلك من التنقل رفقة حراس شخصيين مسلّحين.لقد بدأت أشعر أنّ الطوق بدأ يضيق حولي عندما تمّ خفض عدد قوات الأمن حول منزلي في كراتشي، رغم أنه تمّ إبلاغي أنّ هناك مخططات أخرى لاغتيالي.وفيما ترجح السلطات أن يكون هناك انتحاري تفجيري واحد أو اثنان أو ربّما قنبلة يدوية أو احتمال أن تكون سيارة مفخخة وراء ذلك، فقد رأيت أن أعود إلى تصوري.لقد قررت أن لا أبقى سجينة منزلي الذي تحوّل إلى معتقل افتراضي. لقد ذهبت إلى قريتي لركانا لأصلّي على روح والدي وفي كل مكان كان الناس يتجمعون حولي في جوّ من الغبطة. لقد شعرت وأنني مغمورة بمحبتهم وثقتهم.رغم أنه يبقى من الصعب التأكّد، إلا أنني أشكّ في أنّ مفجّرا انتحاريا كان على علاقة بالهجوم علي. أنا اشتبه، بعد أن تحدثت إلى عدد من الجرحى، في أنّ الإرهابيين استخدموا طفلا صغيرا للصول إليّ. لقد حاولوا إيصال الطفل وهو يرتدي ألوان علم حزبي، إلى داخل حافلتي.وعندما فشلوا في ذلك، أوقعوا الصبي بالقرب من مركبتي. وقال عدد من الشهود إنّ الطفل تمّ استخدامه كقنبلة بشرية. لا يمكن أن أكون متأكدة. وما أعقب ذلك كان انفجارا قويا قتل الكثيرين ومزّق الكثير من الأجساد إلى نصفين وأسال الدماء وأرسل أعمدة الدخان داخل المركبة.وفي غضون أقلّ من دقيقة، انفجرت قنبلة ثانية، رجّحت التقارير لاحقا أنّها سيارة مفخخة.ومثلما قلت في الأسبوعين الماضيين، هناك الكثير من الأمور التي مازلت أطرح أسئلة بشأنها:ماذا كانت السيارة تفعل هناك؟لماذا تمّ إطفاء أنوار الإضاءة في الشارع؟.هل كان الهدف من ذلك منع أمني من رؤية أي خطر يقترب بوضوح؟هل هناك أي حقيقة في التقرير الذي أشار إلى أنّ مسؤولا رفيع المستوى في الحكومة أمر بإطفاء الأضواء "لمنعها من تغطية تلفزيونية كبيرة"؟لماذا ادعت قيادة الحزب الحاكم في باكستان أنّ حزبي هو من ارتكب الهجوم للفوز بالتعاطف؟لماذا تمّ أوّلا، تكليف ضابط شرطة كان حاضرا عندما تمّ تعذيب زوجي إلى حدّ قريب من الموت عام 1999، بالتحقيق؟وكذلك هناك ما هو أكثر إثارة للخوف بالنسبة إلي: الرفض القاطع لإسلام أباد لأي مساعدة أجنبية من قبل مكتب التحقيق الفيدرالية وسكوتلانديارد. هناك سوابق في باكستان لمثل هذه المساعدة الدولية مثلما حدث مع التحقيق في تفجير السفارة المصرية وكذلك اغتيال قائد الجيش الجنرال عاصف نواز؟إنّ التحقيق الصوري بشأن مجزرة 19 أكتوبر/تشرين الأول ومحاولة الحزب الحاكم الاستفادة سياسيا من هذه الكارثة، أمر غير مريح، ولكن ذلك لا يعني أي علاقة مباشرة للجنرال برويز مشرف."
https://telegram.me/buratha
