المقالات

لم يسقط أردوغان..!


‏نتابع الأحداث التي تعصف بالشارع الشعبي التركي، على أثر قيام سلطات أردوغان في تلفيق تهمة كيدية ضد رئيس بلدية اسطنبول السيد

أكرم إمام أوغلو، بسبب عملية الاعتقال حدثت مظاهرات حاشدة، تخللتها اعمال عنف، ذكرت وسائل الإعلام، أن النيابة العامة استجوبت السيد إمام أوغلو أمس، لمدة أربع ساعات ونصف الساعة، وتم توجيه تهم تضم 121 صفحة التهم تشمل الانتماء إلى منظمة إجرامية، والاحتيال، والرشوة، والابتزاز والتدخل غير القانوني في المناقصات،

الاستيلاء على البيانات الشخصية بشكل غير قانوني. ووجهت النيابة العامة اتهامات إلى إمام أوغلو والشخصيات المشتبه بها بـمساعدة منظمة إرهابية وتأسيس منظمة إجرامية بهدف تحقيق مكاسب، وهي ما نفاها إمام أوغلو جملة وتفصيلاً.

هذه التهم موجودة ليست لدى السيد أحمد إمام أوغلو لكنها موجودة لدى طيب اردوغان، فهو الزعيم الروحي للعصابات الاخوانية الوهابية التكفيرية بكل دول العالم، يشتري البترول والمواد المسروقة من العراق وسوريا، فاسد إلى ما لانهاية.

  أحمد إمام اوغلوا المنافس القوي المرشح في انتخابات الرئاسية التركية أمام الرئيس قوردغان، أجهزة مخابرات أردوغان وجهت اتهامات الغاية سجن اوغلوا و حرمانه من خوض الانتخابات الرئاسية كمرشح قوي لديه رصيد شعبي أمام طيب أردوغان. راهن على إسقاط أردوغان بهذه المظاهرات،

الواقع على الأرض يقول، أردوغان لم يسقط هذه المرة، لكن هذه المظاهرات الكبيرة باتت ليست مظاهرات لقوى معارضة صغيرة وضعيفة، الشعب التركي مقسم إلى قسمين، قسم مع أردوغان بنسبة نصف زائد اثنين او ثلاثة، والمعارضة تمتلك دعم أكثر من ٤٧ % من الشعب التركي، الفارق ليس كبير،

أصبح لدى المعارضة التركية إمكانيات للتغير، وخاصة ان هناك انشقاقات كثيرة في حزب أردوغان الإسلامي، بعد أن اكتشف عامة الناس المتدينين من الشعب التركي نفاق وكذب ودجل وشعوذة أردوغان، خاصة في تدخلات أردوغان في العراق وسوريا وليبيا ودعمه إلى نتنياهو في حرب غزة، افقدت أردوغان شعبيته بين أوساط جزء وان كان قليل من الجماهير التركية المتدينة،

بما أن الفارق بين المعارضة واردوغان ليس فارق كبير، فيمكن للمعارضة تهزم أردوغان من خلال الصندوق الانتخابي، الشعب التركي كان متلهف لحكم إسلامي بعد سيطرة العلمانيين على الحكم ثمانين سنة متواصلة، أردوغان حكم مدة ٢٥ سنة، شبع الشعب التركي من تجربة أردوغان الإسلامية، لذلك اختلفت الامور بين أوساط الشعب التركي، وهناك توجه شعبي لدعم مرشح المعارضة التركية ضد أردوغان الذي ثبت نفاقه وكذبه.

أردوغان خسر روسيا وإيران الذين دعموه عندما أفشل انقلاب عام ٢٠١٦، ظن الروس والإيرانيين أن أردوغان سوف يتجه نحو روسيا وايران ويوقف اطماعه في إسقاط أنظمة الحكم العربية من خلال فروع منظمة الإخوان المسلمين الوهابية الإرهابية، الاحتجاجات في تركيا شعبية نابعة من الداخل التركي، وغير مرتبطين في جهات خارجية، إنما حراك شعبي قومي تركي يمثل رؤية جديدة تختلف عن رؤية زعيم الحركة القومية التركية المتحالف مع أردوغان.

شاهدنا نفاق قناة الجزيرة وبقية قنوات الإعلام العربي، حيث احجموا عن نقل المظاهرات الشعبية في تركيا، دول الخليج يعتقدون بقاء أردوغان افضل لهم، بظل تدخل السعودية في سوريا في محاولة لدعم قوى وهابية مدخلية مؤيدة لها لعلها تصل للحكم في دمشق، الأحداث الحالية في تركيا تضعف اردوغان.

في حالة تمكن المعارضة التركية في إسقاط أردوغان بالمستقبل يعني سقوط الجولاني السفياني مباشرة.

في حال سقوط أردوغان أول من سيحتفل وينشغل بالحدث التركي هم المصريين والسعوديين والإماراتيين والكويتيين والاردنيين والليبيين، ما عدا قطر تكون الخاسر الأكبر، وربما تفقد قطر وجودها كدولة ذات سيادة.

قطر تدعم المحور الإخواني التركي، في سوريا سابقا كان توافق تركي أمريكي اسرائيلي في إسقاط بشار الجحش، بعد إسقاط بشار الجحش، اختلف مشروع أردوغان مع نتنياهو، أردوغان يريد سوريا وبقية الدول العربية، نتنياهو مشروعه تجزئة سوريا والمنطقة، كل دول الخليج مع السعودية، ماعدى قطر معادية للسعودية، وكالمعتاد تبقى سلطنة عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي ليست لها مشاكل مع كل دول الشرق الاوسط.

الشعوب العربية تبقى تعيش في صراعات وتبقى دول الغرب تتحكم بالعرب، وتختار لهم انظمتهم، العرب من المحيط إلى الخليج،عبارة عن بيادق.. ليس لهم هدف استراتيجي مرسوم يريدون الوصول إليه.

أو يسيرون وفق خطط استراتيجية مرسومة، يبقون تسوق بهم دول الناتو وخاصة دول البداوة الوهابية، بكل الاحوال العالم يشاهد ملايين الأتراك يشاركون في مظاهرات حاليا ضد أردوغان، المظاهرات عمت كل المدن تقريبا، تخيلوا لو يقف عشر أشخاص في ساحة التحرير في بغداد أو في القاهرة رأسا لوجدنا قناة الجزيرة تكتب اخبار عاجلة، الشعب المصري أو العراقي ينتفض ههههه.

في الختام مظاهرات تركيا الحالية لم تسقط أردوغان لكنها أسست لواقع جديد بوجود معارضة تركية قوية سوف تقض مضاجع أردوغان بالمستقبل، وتخلص شعوب الشرق الأوسط من اطماعه وشره وشروره ونفاقه، مع خالص التحية والتقدير.

 نعيم عاتي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك