المقالات

العراقي عبر التاريخ..وجهة نظر غربية

1102 2023-05-17

قاسم الغراوي ||

 

العراقيون هم أمة مختلطة الأصول .. أفرادها متفاوتوا القِدم على ارض بلادهم العراق .. بعضهم يسكن هنا منذ ٧٠٠٠ عام .. وبعضهم جاء مع المسيحية .. فيما جاء اخرون مع الفتح الاسلامي .. وتوالوا على سكنها حتى ذروة فترة التجانس عندما كانت بغداد عاصمة الامبراطورية العربية الاسلامية .. فسعى اليها الناس من كل بقاع الامبراطورية كنوع من الرغبة بالسكن والتجارة والدراسة فيها او للقرب من مركز القرار ..

هذا( الخليط اليوم لايمكنك التمييز بين أفراده .. لايمكنك التمييز بين هذا وذاك .. منذ رسمت الحرب العالمية الاولى حدود البلاد وهم ينصهرون ببعض .. رغم انهم يتحدثون لهجات مختلفة عديدة .. ولغات عديدة ايضاً) .. لكنهم عراقيون فقط ..

هذه الأمة المعروفة بعنادها وعدم اكتراثها لغضب اعدائها .. أرقت جيرانها طويلاً مذ بزغت .. فهي (لاتستقر أبداً مع وجود تهديدٍ قريب يمكن لها ولشعبها ان يضرب دولةً أخرى او يهددها او يحرق مصالحها او حتى يغزوها بالكامل ) اذا تعرضت لكرامته بشيء ..

ولهذا عانى العراقيون طويلاً من عقدة غضبهم السريع .. رغم انهم لا يكترثون احيانا لتلك المعاناة.. المهم إنّنا ضَرَبنا !!

هؤلاء رغم ما يقال عنهم( أنهم سريعو الغضب لكنهم سريعو الدمع) أيضاً .. هم متطرفون في كل شيء .. فقصائدهم الحزينة تصيب القلوب بعواصف الالم وأغانيهم الحماسية تلهب الصدور وتلقم السلاح .. يبكون دماً لعصفورٍ مذبوح ويجزون رؤوس اعدائهم بلا رحمة .. يعشقون بتطرف وتعشق نسائهم بجنون .. يحبون امتصاص نخاع الحياة .. ويقفزون الى الموت في أول مناسبة .. كل ذلك في وقتٍ واحد !!!

العراقيون قوم (لا يفهمهم الا من عاشرهم .. شبابهم جميلو الخلقة .. فتياتهم يذبحن العيون جمالاً .. أعينهم تشع حسناً ).. وأصواتهم عذبة على المسامع .. لكنهم في الوقت نفسه عكرو المزاج .. شديدو الحزم .. سريعو التدخل .. ويلجأون للقوة كحلٍ مناسب دائماً ..

ليس بين بيتٍ عراقي وآخر فرق .. لو دخلت لوجدت نفس مذاق الطعام .. لأن الروح نفسها تطبخ هنا او هناك .. ولوجدت اماكن تعليق المناشف ذاتها .. والصور نفسها .. وآيات القرآن ذاتها على الجدران وبنفس الترتيب .. لانهم انصهروا معاً منذ الاف السنين دون جدران او حواجز ..

يظن العراقيون دائماً انهم اسياد من حولهم .. ولذا فهم شديدو الاعتزاز ببلادهم .. اما لماذا .. فيقولون لأنهم اهل مُلكٍ وثروة ومساحة وإرثٍ وتاريخٍ وقوةٍ وعدد .. ولأنهم معروفون بسطوتهم الجبارة مدى التاريخ لذا فهم يشعرون بالظلم مع اول انتقاصٍ منهم ويثورون ضده ..

قد (يشتم العراقي بلاده في ساعة غضب .. لكنه قد يقتل غريباً شتمها ).. فالعراق في نظرهم يأت بعد الله في القداسة .. يعلّمون صبيانهم ان يحبوه وبناتهم ان يتغنين به .. حتى لا تكاد ترى اثنين يتحدثان الا والعراق حديثٌ بينهما ..

هؤلاء (قومٌ لا يعرف عنهم الإنكسار ولاالهزيمة .. تمر بهم الظروف التي لا تُطاق وبعد سنوات تجدهم أعزةً بعزة العراق) ..

هؤلاء هم العراقيون الذين قال فيهم وفي بلاهم شاعرهم الكبير عبد الرزاق عبد الواحد :

هوَ العـراقُ .. سـَلـيـلُ المَجدِ والحَسَبِ

هوَ الـذي كلُّ مَن فـيهِ حـَفـيدُ نـَبي

كأنـَّما كـبـريــاءُ الأرض ِأجمَعـِهـا

تـُنـْمَى إلـيهِ .. فـَما فـيها سـِواهُ أبي

هوَ العراقُ .. فـَقـُلْ لـِلدائراتِ قـِفي

شاخَ الزَّمانُ جَميعا ًوالعراقُ صَبي

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك