المقالات

انهيار جمال النساء في اسهم الزواج..!

882 2023-03-25

علي الخالدي ||

 

   تعاني المجتمعات العالمية منذ اواسط القرن التاسع عشر، من تراجع التماسك الأسري، وانسحب ذلك على الحواضر الإسلامية في أواخر القرن ذاته.

   المرأة من أهم مرتكزات الأسرة، والتي هي من أسس مباني المجتمع الصحيح، التي ينطلق بها التقدم والازدهار، فهي حاضنة المولود الذي ما زال لا يعرف من الدنيا غيرها، وهي مرضعته ومغذيته ليس بالحليب واللبن فقط بل اللغة والعلم والابتكار، لذلك اهتم الإسلام بها منذ اللحظة الأولى من بزوغه، حيث وضع لها القدسية الخاصة بكيانها، بما يلائمها من العبادات والواجبات، واسند لها زعامة المنزل وقيادته في بناء الأولاد وتربيتهم في معية الرجل.

    المرأة في الإسلام كانت تعطي حصانة للمنزل والبيت، وكانت العرب تحترم وجودها أثناء المعارك والغزوات، وكانوا لا يفتشون او يقتحمون منزلا فيه النساء، وكانت هناك حرمة لجمال صوتها وصورتها، لا يفرط فيها في المكانات العامة، وكي لا تبتذل ثروة المرأة منع حضورها في محافل القتال والفراس، وكانت هذه أهم ما تميزت به الحضارة الإسلامية في الجانب الإنساني والاجتماعي عن باقي الحواضر، في عناية الأسرة ونهوضها وعزة الأم والبنت والأخت.

    حضارة الإلحاد والعالم المادي نهجها التخريب والتدمير لكل شيء فيه وحدة للعائلة، فبدأت بأول خطوات تدمير البيت، وهو إخراج النساء من المنزل إلى الشوارع، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ببدعة ان الدول انهارت وانهكت بسبب الحروب، ويحتاج الرجل والمجتمع إلى إسناد المرأة، وكانت هذه مجرد ذريعة والغاية انجاح ثورتهم الصناعية على حساب الانثى، فالمرأة كانت تعمل طيلة اليوم بأبخس الأثمان ولا تتساوى بالأجر مع الرجل، وجعلوها سوق لهدر المال، فنزولها كان بضاعة وإباحة جمالها للعامة بعد ان كان حكرا على زوجها، وكانت ما تجنيه من مال تسرفه للتبرج  وشراء الملابس الملائمة لوضع السوق والموديل.

    المجتمعات الإسلامية بقت محافظة على النساء وحياتها الانثوية، إلى أن ضربت الشيوعية بأذرعها صروح المسلمين العرب، منتصف القرن التاسع عشر، وبدأت شعارات الخداع التحررية والرجعية ومساوات المرأة، وأكملت العولمة ما بدت به الشيوعية من كسر للقيود الأخلاقية والأسرية، وبعد ضغط كبير من الحروب الصلبة والناعمة، ومؤثرات سياط الإعلام المرئي والمسموع، خرجت الإناث مزاولة العمل بأنواعه، وسقطت بنفس الفخ الذي وقعت به نساء منتصف القرن الماضي، مخلفة ورائها مهمة إدارة البيت وإيصال الأولاد لأعلى مراتب العلم والشرف، وتحت شعار التحضر والتطور والتمدن وبدون حشمة الحجاب والستار إلا ما ندر، وحسب ميزان السوق كل ممنوع مرغوب، بيد ان كان الجمال نادرا ومحسور في البيوت بذل في الشوارع كبضاعة، ففقد قيمته التي كانت مكنونة في المنازل، حيث ان الاختلاط والتزاحم للجنسين سبب بنقل مشاكل العمل للبيت او العكس, اضافة الى ان الوفرة من الجمال الغير محتشم والذي أصبح بمتناول اليد للشباب والرجال المتوحشين، كان سبباً في تراجع نسب الزواج او فشله.

    ان خروج المرأة للعمل إلى جانب الرجال، هو مشروع استعماري تدميري للمرأة والأسرة، وبالتالي تفكك المجتمع وإنهائه.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك