المقالات

الزلازل بين الاختبار والظاهرة الطبيعية..!


الشيخ محمد الربيعي ||

 

▪️يسبّب انفجار الغازات المنضغطة المتصاعدة من البراكين - في بعض الأحيان - هزّات تعرف بالزلازل البركانية.

وأحدث لحدوث الزلازل هو: قوى التشويه التي تحدث في الأرض صدوعاً؛ فصخور الأرض تتعرّض باستمرار لضغوط وقوى مختلفة، مثل ضغوط الغازات وأبخرة المياه، وتنتهي مقاومة الصخور لهذه الضغوط بتصدّعها، ثمّ تنزلق الكتل الصخرية والأتربة التي حولها.

إذا وصلت هذه الصدوع إلى سطح الأرض تسبّب شقوقاً طولية تمتد لمسافات، وعندئذ تسري الذبذبات في موجات اهتزازية خلال القشرة الأرضية وفي باطنها، وتصل إلى جهات بعيدة عن مركز الزلزال.

▪️ولا شكّ أنّ الزلازل نوع من الابتلاءات والامتحانات الإلهية للإنسان، حاله حال بقية الظواهر الطبيعية.

▪️الزلازل: فإن لله في وقوعها حكم بالغة، من بيان لقدرة الله وعظمته، وضعف العباد وعجزهم، وإهلاك الظالمين بذنوبهم وعصيانهم، وتخويف المؤمنين وتذكيرهم ليتوبوا وينيبوا إلى ربهم.

وقد يكون ناتجاً عن غضب المولى عزّ وجلّ على عصيان الناس لأوامره تعالى.

فقد ورد في عن أهل البيت(عليهم السلام)، أنّ من أسباب الزلزال هو انتشار الفاحشة. فعن الإمام الصادق(عليه السلام)، قال: (إذا فشت أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل، وإذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية، وإذا جار الحكّام في القضاء أمسك القطر من السماء، وإذا خفرت الذمّة نصر المشركون على المسلمين).

▪️وهكذا نجد القرآن الكريم يعد الإنسان مسؤولاً عن كثير من الحوادث المؤلمة والوقائع الموجعة في عالم الكون، ومنها الزلازل؛ قال تعالى: (( ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِمَا كَسَبَت أَيدِي النَّاسِ )) (الروم:41).

▪️ختام القول هي دعوة :

 كلّ ذلك، دعوة للإنسان إلى أن يجعل الخير متجسّداً في كلّ نبضات شعوره، وفي كلّ حركة فكره ونتاجه، ليمارس الخير في دائرة العمل المنتج الّذي ينفع به عيال الله في كلّ ساحات الحياة، وأن يبتعد عن الشّرّ، ويواجهه بكلّ وعيٍ وحكمةٍ وصحوة ضمير وعقل، لأنّ الشّرّ يسقطه، ويجعله ينحرف عن خطّ الله، وهو ما يؤدّي به إلى الخسران العظيم يوم القيامة، عندما يلقى جزاءه المحتوم.

ولا بدَّ لنا من أن نجعل من أعمالنا الميزان القيميّ، فنحسن تلك الأعمال في خطّ الله والخير والبرّ، ونحميها من كلّ أذى، فبذلك نصنع مصيرنا ونصنع آخرتنا، حيث يرفعنا الله بالعمل الصّالح فقط.

واليوم، وفي كلّ آن، لا بدَّ من التنبّه والالتفات إلى أمر البعث والقيامة، وأن نتهيّأ لذلك، ونعدّ العدّة الصالحة لمواجهة الحساب، فلا يعقل أن نحمل في قلوبنا الحقد والغلّ والبغضاء، أو أن نفكّر بجهل وتخلّف وعبثيّة، ونستغرق في الأهواء والمصالح والحسابات، ولا نعي ما ينتظرنا في مصيرنا المحتوم.

ما علينا سوى الصّحوة من الغفلة الكبرى، لننقذ مصيرنا الّذي نصنعه جميعاً بأعمالنا، التي لا تغيب عن الله تعالى فيها ذرّة من خير أو شرّ.

اللهم احفظ الاسلام واهله

اللهم احفظ العراق و شعبه

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك