المقالات

نعم دونها خرط القتاد..!

1958 2022-11-12

ماجد الشويلي ||

 

مركز أفق للدارسات والتحليل السياسي

 

نعم لقد كان الشيخ الأنصاري (رض) مصيبا ودقيقا بوصفه لولاية الفقيه على مستوى المشقة المضنية لاثباتها وليس على مستوى ثبوتها بالطبع.

فهي على مستوى الثبوت لايختلف عليها اثنان من الفقهاء الا في حيز ضيقها أوسعتها .فمن قال بسعتها دعي ولائيا ومن لم يقل قيل عنه مرجعياً .

والحال أن بينهما عموم وخصوص مطلق ، فكل من تبوأ مقام الولاية لابد أن يكون مجتهدا وليس كل مجتهد هو ولي لأمر المسلمين.

بعيدا عن الخوض في مسألة التعيين والتعين هنا حتى لايطول المقام بنا

وان كنت أرى أن الفقيه يكون ولي للأمر بالتعين.

المهم أن كان دون إثباتها خرط القتاد عند الشيخ الانصاري (اعلى الله مقامه) فقد كانت بديهية عند روح الله(رض) الذي لطالما أكد أن الناس لو عرفوا المعنى الحقيقي للولاية لاتبعوها ونادوا بها وذلك لان الامام الخميني (رض) كان ينظر للاسلام من زاوية لا اقول عنها الا انها من مختصات نظر الانبياء (ع)والاولياء العظام .

ومع ذلك فقد جارى المألوف عند العلماء في مسكلهم البحثي والاستدلالي لاثبات ولاية الفقيه من خلال اقامة الدليل .

لكنه لم يسلك طريق البحث الروائي  التقليدي كما سلك مبحث الدليل العقائدي .

وهو ماجعل الولاية عنده امر بديهي لابوصفها امتداد للامامة فحسب ، وانما على أساس ان اصول الدين لابد ان يكون فهمها للخاصة والعامة على حد سواء حتى يمكن الاعتقاد بها والا فما جدواها.

من هنا كان روح الله ينظر لولاية الامر بل للاسلام عموما بعين الامة اكثر من نظره للامة بعين الفقيه.

ولم تكن بداهة ولاية الفقيه عنده مقصورة على اقامة الدليل عليها وانما على مستوى  الاستعداد وتوطين النفس على مآلات القول بها كي لايتهم بانه فيلسوف  ترفي فحسب .

معني بتقديم الصورة المثالية عن المدينة الفاضلة كالفارابي دون أن يكون معنيا بطرح مصداقها.

كان الخميني (رض) يعي مايقول ويدرك أن خرط القتاد مابعد اثبات الامر البديهي عنده هو اقامة الدولة ومايقتضي هذا الامر ويستلزم من صعوبات عظيمة.

ومع ذلك كان يقول إن الوقوف بوجه الشاه تكليفي الشرعي اما سقوطه واقامة الحكومة فبيد الله عز وجل

كان يدرك ان طرح النظام الاسلامي ليس نزهة وانه سوف يكلفه وشعبه الكثير وقد حصل!

ولكن مع كل ذلك كان الشعب الايراني يدرك ماذا يعني ان يختار الاسلام كنظام سياسي يحمل مقتضيات مجابهة العالم باسره.

ولذا لم تكن الدولة ونظام الحكم عند الايرانيين محض صدفة دون شعور بعواقبها واستحقاقاتها الخطيرة

ومن يراجع الروايات فيهم يقف على حقيقتهم

وقد اثبتت السنين المتعاقبة انهم أهل لحمل الأمانة بكل صدق

وأنهم على وعي تام بمسؤوليتهم الشرعية التأريخية امام الله والبشرية جمعاء

فلا خوف على من خرط القتات وعارض الدنيا بأسرها واقام حكومته

ولاخوف على أمة أدركت أنها قد مضت في طريق التمهيد حتى أمسكت بتلابيب الحضارة العالمية

لا خوف على شعب ونظام سياسي مرتبط بمشروع سماوي هو الأوحد في عصرنا هذا

ولذا هو حجة على من دونه

بحسب ماروي عن الصادق عليه السلام

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك