المقالات

مفتاح الحل لدى البرزاني !؟


عمر الناصر ||

 

السياسة لاتأتي بالصدفة ، بل المحسوبين عليها يأتوا عن طريقها ، والقيادة ليست حكراً على احد ، بل ان هنالك معايير ينبغي ان تنطبق على من يتحلى بمواصفاتها ، والادارة هي التي تجمع بين الاثنين وتربطهما بالعقيدة السياسية المستندة على متبنيات ومنطلقات فكرية راسخة وعميقة، خصوصاً اذا ما كانت لدى المؤهل لهذه المهمة ادوات سياسية رصينة ومقبولة ، تحمل مبادئ ورؤى ناضجة وواضحة لتحقيق الاهداف النوعية ، دون اللجوء الى التخوين او التسقيط والقاء التهم الغير مسؤولة، بمعنى اننا بحاجة لكاريزما سياسية هادئة ومتوازنة شربت من معين علم السياسة، ودخلت على اثره لعمق الازمات ،واستطاعت تحقيق مكتسبات تاريخية من خلال ضربات نوعية استباقية ، لتوحيد الصف ومخاطبة العقول الراجحة  عن طريق قوة الخطابة وحجم مساحة التأثير ، وغرس مفاهيم وثوابت متجذرة المستندة على الاستحقاقات الدستورية ، وعادة ما يكون ذلك من خلال اسس ومرتكزات المنافسة السياسية الشريفة .

من يراجع صفحات التاريخ بعد التغيير عام ٢٠٠٣ سيجد بانه يبدأ منسوب وتيرة التجاذبات السياسية بالانخفاض عندما تصل الى طاولة السيد مسعود بارزاني ، ولا احد يختلف على انه شخصية سياسية محنكة تتمتع بالمقبولية من قبل اغلب القوى السياسية ، تجعل من مهمته في ان يكون وسيط مناسب ومميع ومناور ومذوّب جيد للعقد السياسية اذا ما اعطيت له مساحة كافية لهذه المهمة ، والدليل ذهاب اغلب القوى السياسية الى اربيل سابقاً ولاحقاً عند الوصول الى مفترق طرق وعر، ناهيك عن انه من اول الذين واكبوا العملية السياسية منذ ايام مجلس الحكم الانتقالي في عام ٢٠٠٥ والجمعية الوطنية.

والمفارقة الملفتة للنظر نجد بأنه لم يطالب لنفسه بأي منصب وزاري او سيادي في بغداد كرئاسة الجمهورية مثلاً ، على العكس من نظراءه داخل البيت الكوردي ، ولم يدخل منافساً للراحل جلال طالباني رحمه الله في تلك الحقبة ، وانما اكتفى بالعمل ضمن الحدود الادارية للاقليم لغرض التركيز على تحقيق المنجزات التي تصب في مصلحة الكورد بصورة خاصة ، كونه يرى بأن ذلك حق مشروع يستند على النظام السياسي في عراق ما بعد عام ٢٠٠٣ ، الذي بني على اساس ضمان حقوق المكونات ، التي لم تسطع اي شخصية سياسية كوردية اخرى ان تحقق ربع مما حققه للاقليم منذ عام ١٩٧٩ ولحد هذه اللحظة ، وليس سبة او مثلبة ان يدافع كل منا عن حقوق المكوّن الذي ينتمي اليه ، على ان لا يتعارض ذلك قطعاً مع الاهداف والغايات السامية والمصلحة الوطنية العلياً ، التي يسعى الجميع لاجل الحفاظ عليها من خلال ترسيخ السلم والامن المجتمعيين ، والتي هي من الخطوط الحمراء الغير قابلة للمساومات السياسية ، والذي يرى بدوره لابد من ان يكون هنالك تظافر بالجهود لتمكين السيادة العراقية ، من خلال ايقاف تجاوزات حزب العمال الكوردستاني PKK وبقية الخروقات التركية .وبالتالي يرى الكثير ضرورة استغلال فرصة وجود السيد البرازاني في الحياة السياسية للعب دور مؤثر ومحوري لايمكن التفريط به في هذه المرحلة , لاجل اعادة بناء جسور الثقة بشكل العلاقات بين القوى السياسية في بغداد ، ولغرض تذليل عقبات الانسداد السياسي وبإجماع وطني قل نظيره .

 

انتهى ..

 

خارج النص / اعادة الثقة هي اولى خطوات الانتقال من البرزخ السياسي الحالي.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك