المقالات

القيادة الامينة..!


الشيخ محمد الربيعي ||

 

▪️نبارك لكم ذكرى عيد الله الاعظم عيد الغدير ، يوم تنصيب امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع ) ، اماما للمسلمين .

محل الشاهد :

 ▪️إنّ القيادة هي الأساس في الإسلام، ونحن نفهم من الآية الكريمة الّتي نزلت على رسول الله (ص) عندما قال الله له: {يا أيّها الرسولُ بلّغْ ما أُنزل إليكَ مِن ربّك وإنْ لَمْ تفعلْ فمَا بلَّغتَ رسالتَه واللَّهُ يعصمُكَ مِنَ الناسِ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدي القومَ الكافِرِين} (المائدة/67).

نفهم بأنّ الله جعل قضية القيادة وإهمالها تعادل عدم تبليغ الرسالة، فكأنّ الله عزّ وجل يقول لرسول الله (ص): إنك إذا تركت الدنيا من دون أن تنصّب للأمة قائداً في مستوى قضاياها، وفي المستوى الكبير من الإخلاص للقضايا، فكأنك لم تبلّغ الرسالة، لأنها قضية حركة الرسالة في الحياة.

 وعندما يراد للرسالة أن تستقيم على مستوى الفكر والواقع، لا بدّ من قيادة تحمي الطريق من الزلل والانحراف. وقد ورد في بعض الأحاديث: بُنيَ الإسلام على خمس: الصلاة والصوم والحج والزكاة والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية.

لماذا؟ لأن الولاية تمثّل القيادة الّتي يمكن أن تحفظ الفكر من الانحراف، والطريق من الزلل.

 لهذا لا بدّ للأمة في كل مرحلة من مراحل حياتها أن تبحث عن القيادة الأمينة.

▪️سؤال من هي القيادة الامينة

والقيادة الأمينة هي القيادة الّتي تحمل فكر الأُمة، بحيث لا معنى لأن تأتي قيادة لا تحمل الرسالة الّتي تحمل فكر الأُمة، أو لا تحمل الإيمان بالخط الّذي تتحرك من خلاله تلك الأمة.

لا بد إذاً من قيادةٍ واعية أمينة مخلصة تستطيع أن تثبت، وأن تكون حاسمة، وتستطيع أن تحمي للأمّة أهدافها على مستوى الفكر والواقع.

▪️ ولهذا قال الإمام علي (ع) وهو يحدد لنا من يقيم أمر الله: «لا يقيمُ أمرَ الله إلاّ مَن لا يُصانِعُ ولا يُضارِعُ ولا يتبعُ المطِامعَ»، أي من لا يجامل، لا يداهن، لا يذل، ولا يضعف، ولا يعتبر القيادة امتيازاً يزهو به، وإنمّا يعتبر القيادة مسؤولية يجب أن يكون في مستواها كما كان علي (ع).

كان (ع) يقول لابن عباس وهو يشير إلى نعله: «واللّهِ لَهيَ أحبُّ إليَّ من إمْرَتِكُم، إلاّ أن أقيمَ حقّاً، أو أدفعَ باطلاً»، إنّ القيادة مسؤولية وليست امتيازاً.

▪️إذاً لا بد للأمة من أن تواجه مسؤوليتها على أساس القيادة الواعية المؤمنة المخلصة الّتي تعرف للأمة ما يفيدها وينفعها في دنياها وآخرتها... وعندما تريد أن تقود أمةً معناه أنك تقودها لتبلغ بها أهدافها، دنيوية كانت أو أخروية.

▪️القيادة هي في مستوى مسيرة الأمة في الحياة.

وعلى هذا الأساس، فإننا نعتبر أن القيادة الحقّة إنمّا هي للفقهاء المجتهدين الذين يعرفون رسالة الله، والذين يعيشون المعاناة في حياة الأمة، ويفهمون قضاياها ومشاكلها في مجالاتها كافة.

وعي الأُمة للواقع

▪️لا بد لنا من أن نعمل بكل ما لدينا من طاقة في سبيل أن تكون الأُمة واعيةً لقضاياها ولرسالتها، وللساحة الّتي تتحرّك فيها، لأن الأوضاع الّتي نعيشها في هذه المرحلة من حياتنا الآن وفي المستقبل، تتحرك لتلبس الحق بالباطل، وتحاول أن تخاطب عقول الجماهير وعواطفها بكثير من الأفكار الّتي تلتقي مع نوازعها الذاتية، ولكنها لا تلتقي مع مصالحها وأهدافها الحقيقية.

والحمد لله على ولاية نسال الله الثبات وحسن العاقبة

اللهم احفظ الاسلام واهله

اللهم احفظ العراق و اهله

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك