المقالات

الثقافة بين التازيم والتكريم

1432 2022-04-16

قاسم الغراوي ||

 

يسعى الإنسان للتكامل والابداع من خلال الأنشطة التي تتلائم وقابلياته وتوجهاته بمجهوده الفردي او من خلال انضمامه للتجمعات والمنظمات او النقابات او المنتديات ليقدم فيها خلاصة جهده وابداعه وعادة مايتوج نشاطه وابداعه بتقييم من المعنيين عرفانا بما قدمه في الساحة التي يعمل بها ضمن اختصاصه.

بعد عام 2003 ومع دخول خدمات النت واستخدامات وسائل التواصل الاجتماعي في السوشل ميديا كانت هناك نشاطات متنوعة ونشر متنوع وكتاباتك متميزة وكتاباتك هابطة، ومع وجود اقلام رفدت الساحة الثقافية والادبية بما تستحق لكنها أبت الحضور بما لايتلائم وحجم العطاء فظلت في الظل تكتب وتنتج وتبدع وتضيف لثقافة المجتمع الشيء الكثير وهي مؤمنة بأن التاريخ القادم سينصفها حتمآ ومايصح الا الصحيح

وفي الجانب الاخر ترتقي السلم الكتابات الهابطة وتشق طريقها لستولي على انتباه القارىء في شارع الثقافة الا ماندر من الأشخاص الذين ينتقون كل ماهو قيم ومفيد للمستوى الثقافي الذين يتمتعون به ليميزوا بين الغث والسمين.

ومع تردي أذواق الغالبية من المجتمع وتباينها تجاه الثقافة وفهمها والعمل على ارساء قيمها بفعل الانتشار السريع للمستويات الهابطة من الكتابات وتوفر وسائل النشر واباحتها  وغياب دور وزارة الثقافة والإعلام هذه السنوات عن أداء دورها الرقابي وتقييم النصوص والمساعدة في نشرها واحتضان اعلام الادب والثقافة الذين يشكلون رافدا مهما في ثقافة المجتمع قبل أن تعم الفوضى الأدبية والثقافية لستولي على الشارع  لتكون طاردة لكل ماهو جميل ورائع، ورغم قناعتنا بانه (لايصح الا  ؛ الصحيح) ولكن..

المتابع لغالبية المهرجانات التي تقيمها المنظمات والتجمعات والنقابات والمنتديات والمراكز لتقييم وتكريم مبدعوا الثقافة والادب والإعلام نجد وللاسف غياب شخصيات مهمة لها حضور فاعل في الساحة الأدبية بل ولها أثر من خلال المؤلفات والكتابات والنصوص التي تستحق التقدير والتقييم والتكريم ، وصعود المنصة أشخاصاً ليس لهم علاقة بالادب والأدباء ولا بالشعر والشعراء ولا بالصحافة ولا بالإعلام ليتم تكريمهم بدروع وشهادات تقديرية وقلادات الابداع لجهودهم المميزة!!

انا اتحدث هنا  عن قامات الادب العراقي والاقلام الواعدة التي تركت بصمة والذين لازالوا يعانون من مشاكل كثيرة منها الامكانيات المادية في طبع كتاباتهم ومؤلفاتهم ونصوصهم واكتفوا بحياتهم الهادئة بعيدا عن الصخب وتسليط اضواء الإعلام لثقتهم بنفسهم والترفع عن التملق ومسح الأكتاف لاحتفاظهم بكرامتهم الإنسانية وصونها ادبياً، ومما يؤلم  ان يتم تكريم هؤلاء المبدعين من خارج البلاد لينالوا المراتب المتقدمة في المنافسة عن أجمل رواية او قصة اونص.

وبغياب الرقابة وانكفاء  وزارة الثقافة  والإعلام والتخلي عن مسؤوليتها تجاه المبدعين من الادباء والكتاب والشعراء ستصعد بل صعدت وبسرعة طبقة من المتملقين والمنافقين ساعدها غياب الذائقة الأدبية مع جود الفساد الاخلاقي والمهني ليكونوا عنواناً جديداً الا انها ستتهاوى حتماً وماتبقى الا الكواكب في سماء الادب والثقافة تضيء لنا سماء الابداع والرقي في مسيرة تاريخ الثقافة والادب والإعلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك