المقالات

بين الخُميني والسقيفة!

1594 2021-06-15

 

مازن البعيجي ||

 

عند الرجوع إلى كواليس وظروف السقيفة التي منها انطلقت اول رماح الأعداء على الإسلام وكانت تلك اللحظات بمثابة "صور الدم" التي كشفت قبح المجتمع في الجزيرة وتردي عقليته والسلوك وانحداره الفكري بعيدا عن منطق السماء!

ولعل حادثة ترك "الجثمان الطاهر" للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهو النبي المؤيد والمسدد والذي يفترض أن ينفجع به من كانوا معه حد الذهول والجزع وتوقف الجوانح وشلل الجوارح ، توقفها من هول الصدمة ومثل النبي جليل القدر يغادر الدنيا ملتحقا بربه الكريم . الموقف الذي كان يفترض أن يهز وجدان كل من عرفه البعيد وفضلا عن القريب!

مشهد يبعث على الخجل والاسف حيث صراخ بني هاشم وعائلة النبي يصك اسماعم المدينة بين مذهول وغير مصدق وبين منزوي لا يعرف ما يقول او كيف يتصرف ، وآخر يخشى على الرسالة وهي لازالت غصن طري! بل والقوم من بني هاشم وبعض الفقراء من مذاعير عشاق النبي متجمعين وعيونهم تسكب دما ، وكل ينظر بعين الدهشة على الحضور الذي خلا من الخط الأول من الزعامات والقامات والصحابة!!! الصحابة الذين شغلهم ما كان ينتظرونه وهو زوال النبي المعطل لأحلامهم والقفز على ميراثه الإسلامي الذي يعتبر أكبر احلام القوم التجارية!

المجتمع الذي لم يكن يؤمن بمثل النبي الأعظم والذي اثنت عليه آيات القرآن الكريم بشكل استثنائي عن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .

"حادثة" نستخلص منها خلو المجتمع من اليقين بنبوة المصطفى صل الله عليه وآله وسلم وعدم صدق أغلب من كانوا حوله! لذا أحتاج المجتمع بعد النبي كوكبة من أقمار آل محمد عليهم السلام ، كل معصوم قدم ذلك المجتمع خطوة حسب ما سمحت به الظروف ولكن أيضا لم يحصل المطلوب وتأثير السقيفة امتد بشكل مريع على طول حياة المعصومين عليهم السلام وتسببت تلك "المشؤومة" - السقيفة - بازاحة الكُمل من آل البيت عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها .

ومن ثم احيلت المهمة الى ولي العصر ارواحنا لتراب مقدمه الفداء ليخلق ذلك الحلم القرآني والمصداق الواعي والبصير ، ليبدأ شوط هدم قلاع وخرائط السقيفة وما اثرته في عموم المجتمع الإسلامي على يد أحد جنود ونواب الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه بعد أن تنفس لطفه على عبد الله وعبده روح الله الخُميني بثورة كانت ردا على السقيفة الأولى! بل وعلى كل سقيفة انشطرت منها . ليشارك الخُميني العظيم جده علي ابن ابي طالب عليه السلام تغيسل المصطفى وتجهيزه ويرفع عنه الوحشة .

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك