المقالات

سيادة الرئيس حافظ الاسد..!

1649 2021-04-26

 

ناجي امهز * ||

 

 انا ناجي امهز العوني السابق بعتذر من ضباطك

اليوم استيقظت على تغريدات وبوستات ومنشورات لاناس يقولون انهم من العونيين الذين كان لهم الفخر باخراج السوريين من لبنان، وعندما تفرست وجوههم وتصفحت اسمائهم، لم اجد الا نسبة خمسة بالمائة من الذين اعرفهم انهم كانوا عونيين، وحتى هؤلاء الخمسة بالمائة نصفهم كان خارج لبنان.

لكنه الزمن الرديء، الزمن الذي يفتك بالقيم ويزور الحقائق.

في 13 تشرين عام 1990 كنت (انصار) وغادرت المنصورية مع اخر من غادر، واذكر كيف هبطت انا وثلاثة اشخاص في وادي عميق حتى وصلنا الى معمل للاحجار(الخفان) حيث اشار احدهم بان نرتدي بعض ما وجدناه من ثياب للعمال، وبالفعل ارتدينا ما وجدناه، وتوزعنا وانا انتظرت حتى المغيب تقريبا، وكانت المنطقة تكتظ شيئا فشيئا بالجنود السوريين، فقررت ان اخرج وليحصل ما يحصل، وما ان وجدت نفسي على الطريق العام (جسر الباشا) حتى استوقفتني قوة مشتركة من الجيش السوري وبعض اللبنانيين، لست قادرا على وصف المشهد والضجيج، لكن عندما سالوني من انا، اعطيتهم هويتي (القديمة) فتركوني اكمل طريقي، واذكر جيدا  باني تتبعت صوت الاذان لاحدد كيف اتجه، لاني لم اكن اعرف بيروت ابدا.

في نهاية عام 1992 بعد عامين من سقوط بعبدا قررنا ان نستعيد نشاطنا بشعار عون راجع، وقد اتفقت انا وبعض الشباب العونية من عكار (شدرا) ان نلتقي بساحة النجمة بطرابلس، قرب موقف الكورة، وان نتوجه الى حي الامريكان ونكتب على حائطه عون راجع، (الامريكان وما ادراك ما الامريكان)، كنا نتوجه الى الموت بارجلنا ونحن نبتسم ونضحك وننكت على الطريق، وبالفعل وصلنا وكتبنا على برميل احد الحواجز عون راجع، وحصلت حملة اعتقالات في المنطقة، "الجميع يتكلم عنها حتى يومنا هذا".

في منتصف عام 1993 غادرت الشمال بمساعدة من حركة التوحيد الاسلامي، الى بيروت، وذات مساء، كنت جالسا ارتشف فنجان قهوة من بائعي "الفانات" على الرملة البيضاء اذا بشاب يجلس بقربي، ويسالني عن اسمي وكنيتي ومن اي منطقة ليس بالمباشر انما من خلال الحديث، وعندما اخبرته اني من بلاد جبيل واسمي ناجي امهز استيقظت لاجد نفسي بما يعرف بالبوريفاج، وفي ذاك العام اعتقل الكثير من العونية وكانه تمت معرفة اسماء الناشطين، ولا اعلم ان كان بعد اسبوع او اكثر افرج عني من خلال رجل اعمال يسكن قرب السبينس بواسطة عميد بالجيش السوري كان مسؤولا عن المنطقة، والذي قال لي حرفيا نحن نحترمكم انتم ابرياء، لكنكم لا تعرفون شيئا بالسياسة، واعطاني كتاب حافظ الأسد… مسيرة مناضل للكاتب لوسيان بيترلان.

هذا مختصر المختصر، والا استطيع ان اكتب لكم من كل مقطع مجلد يقطع القلب.

اكتبه لاخبركم اين نحنا الذين ناضلنا، واين الوافدين الجدد الذين تملكوا كل شيء وباعوا كل شي حتى التاريخ، والى اي مستوى وصل النفاق والكذب والخداع وحتى الخيانة في لبنان، فالذي يخون المناضلين الابطال الشرفاء ويبعهم بعملة وطنية او اجنبية هو مستعد ان يبيع الله ومخلوقاته.

لا يمكنكم ان تتصوروا،  حجم الدمار النفسي والمعنوي، الذي احدثته هذه التجربة الفاشلة هذه الاكذوبة على كيان لبنان ووحدته، فمن بعد اليوم مؤمن بالدفاع عن لبنان، من بعد اليوم قادر ان يصدق ان هناك علماني واحد في لبنان، وقد شاهدنا كيف من عاش يتكلم عن العلمانية تحول بليلة وضحاها الى طائفي متعصب، لانه عندما انتهى دور العلمانية انتقل الى دور الطائفية.

صدقوني عندما اتذكر النضال والاوجاع ووجوه غابت، واشاهد الوجوه الصفراء التي تعتلي اليوم المنابر باسم المناضلين اشعر بالغثيان والقيء.

هل عرفتم لماذا كان عنوان مقالي اعتذر من حذاء حافظ الاسد، لانه طالما بقيت هذه الطبقة الفارغة والمليئة بالكذب، على المنابر، صدقوني سيأتي يوم نعتذر حتى من حذاء الفرنسي ونطالبه بالانتداب، ....؟

ما فعلوه هؤلاء، بلبنان لا يوصف، حتى المسيحيين سياتي يوم ويعتذرون جميعهم من القوات اللبنانية، لانه بينما كان التيار يطرد ويفصل المناضلين ويستبدلهم بالمتمولين، كانت القوات تطرق الابواب لكل قواتي لتعيده الى صفوفها، انظروا اين اصبحت القوات واين اصبح التيار، حتى المتمولين الذين حولهم التيار الى وزراء ونواب انقلبوا عليه.

ليس هكذا تبنى الاحزاب ومن يريد السلطة والقوة والمجد عليه، ان يحافظ على المناضلين برموش عيونه، ويحولهم الى ايقونات ينسج حولهم الروايات، لانه بهم يستمر ويحكم ويتحكم، هكذا فعلت الثورة الفرنسية والامريكية، حتى حزب  ا ل ل ه، هكذا فعل مع المقاومين، فاصبح اكبر من الجغرافيا،  اما من دون تاريخ المناضلين فاي حركة او تيار مصيره الى مزابل التاريخ وحتى وهو في مزابل التاريخ سياتي من يبول عليه.

 

·        لبنان ـ بيروت                     

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك