المقالات

المستمسك المفقود..!

2395 2021-04-12

 

حمزة مصطفى ||

 

آخر ماينبغي علينا كعراقيين الإحتفاظ به كمستمسك يضاف الى الخمسة الخالدات هو بطاقة لقاح كورونا. لست بصدد إنتقاد الإجراء الذي أقدمت عليه وزارة الصحة, فلقد تكون على حق طالما يتخوف الناس من اللقاح. لست أريد تشتيت الفكرة بما لهذا الإجراء أو عليه بقدر ما أريد الإشارة الى تعدد المستمسكات التي يتعين على أي مواطن عراقي إبرازها هنا أو هناك لكي يثبت إنه عراقي. بعد التغيير عام  2003 سقط النظام والدولة معا. وما أن أفقنا من هول المفاجأة حتى تجزأت الهوية التي يفترض إنها وطنية الى شكلين من العراقيين (عراقيو الداخل, عراقيو الخارج),  وقد تناولت تلك الإشكالية في مقال سابق هنا في "الصباح".  

وما أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الوردي حتى تجزأ عراقيو الداخل وعراقيو الخارج الى مع أوضد. وبينما إحتدم  الجدل والنقاش على المستوى الفكري والسياسي حتى تجزأوا  طبقا لمجموعة من الهويات الفرعية (القومية والدين والمذهب  والطائفة والعشيرة). تقريبا إختفى بعد سنوات هذا التقسيم الذي يفترض إنه كان جائرا. لكن ما الذي جعل هذا التقسيم يختفي؟ الإجابة بحد ذاتها مصيبة "كشرة". فالعراقيون بداخلهم وخارجهم إتفقوا على سلسلة من التقسيمات الأكثر خطورة على حياة ومستقبل أي شعب أو أمة.

فنحن اليوم مختلفون على النشيد الوطني.. لماذا؟ بسبب فقدان هوية المواطنة. ولنفس السبب نختلف على العلم وعلى العيد الوطني. عند هذا الإختلاف عاد كل العراقيين بمختلف هوياتهم التي يفترض أن تكون فرعية الى الإختباء خلف تلك  الهويات. بمعنى أكثر وضوحا صار عراقي  الخارج أكثر قربا من عراقي الداخل على حساب القوميات الأخرى نزولا عند باقي الإنتماءات. الجامع الوحيد المتبقي  لنا هو سلسلة المستمسكات التي يتعين علينا إثبات هويتنا الوطنية عند إبرازها في الحواجز والسيطرات والدوائر والمطارات والمنافذ الحدودية. ورثنا المستمسكات الأربع من حقبة ماقبل 2003, ثم أضيفت لها مستمسكات أخرى كان آخرها بطاقة اللقاح التي التي يتعين إبرازها بدء من المول والمطعم  الى المطار.

قبل هذا المستمسك الجديد الذي أضيف الى الأربع الخالدات (الجنسية وشهادة  الجنسية أو"الموحدة" وبطاقة السكن والبطاقةالتموينة) هي بطاقة التحديث البايومتري. من يتعين علينا لومه جراء هذا التشتت الهوياتي .. الدولة أم  المواطن أم .. سلمان  المنكوب؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك