المقالات

أُنظر فقط الى مَن لا ينظر لصورتك..!

1167 2021-03-08

 

مازن البعيجي ||

 

في حديثِ وصيةِ النبي "صلى الله عليه وآله" لأبي ذر:

(يا أبا ذر انَّ اللهَ لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم يا أبا ذر، انّ التقوى ها هنا وأشار بيده إلى صدره)أمالي الطوسي 149 ج،2

مَن ينظر إلى قلبك ومَن يعرف قدر ما أنت عليه من الاستقامة، غير ذلك الذي يجهلُ او يتجاهل ماانت عليه من طهارة وعفة وتقوى! ويبقى اعتمادهُ مقياس المظهر والمادة الصّرفة، وتلك التي طالما توهّم فيها أهل القياس! وماأكثر التجارب الكثيرة والمكلفة حينما اخذ المظهر والشكل أوالمال والجاه معيارًا للشخصية السوية وهذا ماأثبت فشله، فظواهر الانسان المتمثلة بالجاه والجمال والقوة البدنية تلك مقاييس المادة التي لاترقى الى إثبات القيمة الذاتية الحقيقية.لان الله تعالى جعل المعيار الذي يسمو بالانسان مهما كان ضعفه ومظهره التقوى إذ قال عزوجل:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات ١٣

وهذا خير شاهد يثبت بدوره أن قيمة الجسد من قيمة ماورائيات ذلك الجسد الذي قد يكون على غير مانعتقده من خلال الحكم على  الظاهر!

ومن هنا نشاهد إخفاء الكثير ممن هم عند الله تعالى المطّلع  يشكلون أرقاما كبيرة لتواضعهم وتقواهم ولتعلقهم بالله سبحانه وتعالى وقد يكونوا في بعض الأحيان بنصف جسد او بوجه مشوه أو غير ذلك! لأنه جلّ في علاه ينظر إلى طهارة القلب ورقيّ الروح والتي فقط بهما تتجلى كل الفضائل، وكل شيء يحمل ذلك الجسد أو ما يلحق به من وَهْم سينتهي ويفني ويتحول بلحظة الى قباحة وحطام عاجلا ام آجلا

أن اكرمكم عند الله اتقاكم! وليس اجملكم أو أقواكم أو اكثركم مالا واولادا ونساءا ومناصبا وعقارات وغير ذلك مما لا يمكنه النزول معك في القبر أو يرافقك برحلة البرزخ أو النشور!!!

فإذا كان الأمر على هذا النحو، فمالنا لا نتخذ منه سبحانه وهو الناظر لنا من علياء عرش القداسة! لماذا لا نتخذه منظر لارواحنا منه نستمد كل جمال وألق للروح التي لا منجي لها إلا جمال ما اراد لها من نعمة التقوى والتعلق بأسباب نوره المؤنس .

رُوي عن عليّ "عليه السّلام" قال :

(أقلُّ الناس قيمة أقلّهم علما ، اذ قيمة كلّ امرئ ما يُحسِنه ، وكفى بالعلم شرفا انّه يدّعيه من لا يُحسنه و يفرح إذا نُسِب إليه ،وكفى بالجهل ضِعة، انّه يتبرّأ منه من هو فيه ، و يغضبُ إذا نُسبَ إليه )) .

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك