المقالات

أمةُ الحَشْد وسلاحُ التظاهُر السلمي..!

1243 2021-02-05

 

مازن البعيجي ||

 

اتخطَّر ما قالَهُ الشاعرُ الشهيد رحيم المالكي في وقتٍ كنّا نَهُبُّ جميعًا على الزعيق بقلبٍ واحد وأجسادٍ وفئآت مختلفة ، حتى صرنا ننام على الزعيق متفرقين! قال الشاعر الشعبي:

(ما يرهملها خياط.. مسمومة الجروح

  جتك مثل طوفان يلحگها يا نوح)!

إنّهُ واقع الحال الذي نعيشهُ اليوم وسط طعنات وخيانات ، وفسادُ مؤسسات ، مع تنازلِ الكثير من بني الجلدة المنهومين بقشور الدنيا ، المتسابقين على سرابها!! وبعد فقدان المصداقية واليأس من إثبات الثقة بالمؤسسات الفاعلة في البلد والتي يلي أمرها اصحاب قرارات مصير الأمة ، فقد أصبح تدخّل السفارة أمرًا مألوفًا لتجعل من قرارات الحكومة خاضعة لأرادة الأجنبي ولأجل مصلحته ، وكما يبدو أنَّ من المصلحة أن لا تكون هناك قوّةُ مواجهة خارج مزاج السفارة، في الوقت الذي لم يَعُد خافيًا على ذي خبرة ،أنّ ما يجري في العراق إنما بسبب العملاء وفساد السياسيين الذين لم يتَّقوُا الله في شعبهم ولم يَرعَوا له حرمة!

ومن هذا المنطلق، تفرّدت الحكومة بقراراتٍ كارثية أثارت الجدل في الأوساط الشعبية، سواء على المستوى الأمني الذي أدى إلى نقلِ وتغيير مواقع ، وإقصاء قيادات لها الخبرة في محاربة داعش وكشف مخطّطاتها ، مما يؤكد التمهيد  للعودة لهذا التنظيم الإجرامي -داعش- البغيض .حتى صرنا نرى العودة للتفجيرات والأعتداء على قطعات الحشد الشعبي في عدة قواطع مع سقوط عدد من الشهداء في معارك متعددة! أما القرارات

على المستوى الأقتصادي الذي يكشف مخطّطا يستهدف إفقار أبناء البلد كما كان من بيع الكهرباء لصالح المستثمرين مما يهدّد مشروع الطاقة وإرباك الحياة ليخلق بيئة شعبية لاهمَّ لها سوى إيجاد البدائل والبحث عن الراحة ليكون بعد ذلك بعيدًا عن ما يخطّط له الأستكبار والسفارة بتنفيذ من الحكومة بكل جسارة وجدارة!!!

وهذا في الواقع، يستدعي الجهات  الأمنية بما تبقى من أمانة وإخلاص لدى البعض، بدعم أمة الحشد بتنظيم حالها سلميا ، والوقوف معها بجماهيرها المخلصة ومواجهة ما تقوم به الحكومة من تخبٍط مقصود،  الهدف منه ضياع جهود وتضحيات الحشد ، إضافة الى إضعاف قدراته العسكرية فضلا عن استهداف حلّهِ ومن ثم تسليم البلد عبر مخططات ستنتهي بعودة مثل داعش وبقاء الأمريكان رغمًا على الجميع!

وكما يبدو : إذا استمرت الحكومة في تجاهل حريّة الشعب ومصادرة قراراته ، فقد يقود ذلك في نهاية المطاف الى تحقيق مآرب الشيطان الأكبر وعملاء الداخل في تسريح الحشد الشعبي والذي هو في الواقع صمام أمان والجبهة الوحيدة التي تحرص على البلد والشعب ، فعندما لم يجد الحشد من يقف معه بوجه قرارات الحكومة الخطيرة ، وليس هناك من يتصدى لها، فالمستقبل إذن خطير ولم يُنبِئ بخير ، وعليه:

لابد من تحشيد قوى شعبية من شأنها الضغط على الحكومة ولو بنحو التأكيد على وجود الثقل الذي لم ولن يتنازل عنه الشعب وهو (الحشد الشعبي) ولابد من إلتفاف  جماهيري واسع حوله بتنظيم تظاهرات إحتجاجية سلمية تمنع مثل هذه القرارات الحكومية غير المدروسة فضلا عن كونها مجحفة ، ضمن حرب اقتصادية أقل مااستهدفت استقطاع رواتب شريحة الفقراء من المتقاعدين وهذا اقلّ إجراء يستهتر بحقوق الناس  وسوف تكون نتائجها كارثية مستقبلًا إن لم تجد من يقف لها بحزم!!!

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾ [النساء: 168].

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك