المقالات

ثقافة حيازة السلاح واستخدامه تهدد الداخل الامريكي


 

د.محمد العبادي ||

 

لا أبالغ إن قلت ان الشعب الأمريكي من أكثر الشعوب حيازة للسلاح بسبب القوانين التي تجيز حيازته واستخدامه .

القانون الأمريكي قد أقر حيازة السلاح ضمن وثيقة تتألف من عشرة مواد سميت (وثيقة الحقوق ) والتي صدرت سنة ١٧٩١م ، وقد انبثق منها التعديل الثاني الذي ينص على ( ان حق الناس في امتلاك وحمل الاسلحة  يجب أن لايمس) . هذا القانون تم  إقراره وتثبيته من قبل المحكمة الأمريكية العليا في سنة ٢٠١٠م.

في القوانين الأمريكية تستلزم عمليات بيع السلاح تحري مكتب التحقيقيات الفدرالي عن سوابق المشتري الجنائية وصحته العقلية و النفسية وعمره ، غير ان ذلك لم يحصل وأصبحت محلات بيع السلاح بعشرات الألوف حيث أن عدد متاجر بيع السلاح في امريكا يتجاوز(٣٦) ألف متجر ، أما بائعوا السلاح فيبلغ (١٣٠) ألف تقريبا وذلك وفقا لما ذكرته مجلة ( بيزنس إنسايدر).

بعض التقديرات تقول ان نسبة عدد السلاح في الولايات يفوق نسبة عدد السكان بثلاثة اضعاف فبحسب التقديرات يبلغ تعداد الولايات المتحدة حوالي (٣٢٠) مليون نسمة بينما عدد قطع السلاح عند الشعب الأمريكي حوالي مليار قطعة سلاح طبقا لما ذكره المفكر الاقتصادي الدكتور طلال أبو غزالة .

ان هذا العدد الضخم من السلاح يعني أن الديمقراطية الأمريكية قد دججت الشعب بالسلاح ، وأن الحرية تزحف على مساحة الطمأنينة عند الناس، لاسيما اذا أخذنا بنظر الاعتبار أن استخدام السلاح في الظروف الطبيعية قد حصد آلاف الأبرياء؛ حيث نشرت الواشنطن بوست احصاءات بعدد قتلى العنف أذ يقتل في كل عام (٣٣٥٠٠) فردا . فمابالك وظروف الشحن النفسي الذي عمله ترامب وفريقه .

ان ثقافة حيازة السلاح قد انتشرت عند الشعب الأمريكي بشكل ملحوظ وخاصة بعد ظهور جائحة كورونا ، وهو ما يؤشر إلى وجود قلق عند المجتمع الأمريكي والذي يضم خليط من الأجناس.

لكن ما اعطى دفعة قوية إلى زيادة القلق والتوتر هو ظهور الخطاب العنصري عند الرئيس ترامب المنتهية ولايته ، ووجود ملايين الأفراد يؤيدون خطابه خاصة تلك الجماعات اليمينية المتطرفة التي تؤيده بقوة ؛ الأمر الذي يعني أن هذه الجماعات التي تستميت في الدفاع عن ترامب وتعتبره هو الرئيس الحقيقي ( من الممكن ) أن تخوض حربا أهلية ضد الديمقراطيين وغيرهم .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك