المقالات

الإعلامُ المُزيَّفُ والمُضلِّلُ

1617 2021-01-12

 

أ.د. عليّ الدّلفيّ ||

 

إنَّ السّيطرةَ على العقلِ الجمعيّ (Ia masse) أو علىٰ الرّأي العامّ باتتْ في أساسِ كلِّ الإعلامِ الفضائيّ والرّقميّ الخليجيّ أو المدعومِ خليجيًّا؛ وهو قَدْ أصبحَ أكثرَ أهمّيّةٍ في المجتمعاتِ العربيّةِ المؤدلجةِ حيث الطّاعةُ بالسّوطِ!

لَقَدْ سيطرَ أمراءُ النّفطِ وتجّارُ الحروبِ علىٰ وسائلِ الإعلامِ وفرضوا نظريةَ (فنِّ الكذبِ في الإعلامِ) مِنْ أجلِ إخفاءِ الحقيقةِ وترويجِ الأكاذيبِ لأهدافٍ دَنِيْئَةٍ؛ فَقَدْ بدتْ وسائلُ الإعلامِ العربيّ الفضائيّ والتّواصلِ الاجتماعيّ العربيّ الرّقميّ كأهمِّ حاملٍ للدّعايةِ السّياسيّةِ والمذهبيّةِ على السّواءِ؛ وقد نجحتْ إلى حدٍ بعيدٍ؛ في إمرارِ أفكارٍ سياسيّةٍ؛ أو مذهبيّةٍ؛ وحجبِ أفكارٍ أخرى. وهي إذْ تكتسبُ أكثرَ فأكثرَ مجالاتٍ أوسعَ من الحريّةِ وفضاءاتٍ أرحبَ من حرّيةِ التّعبيرِ؛ إلّا أنَّ ثَمّةَ من لا يَرى فيها أكثرَ مِنْ مطيّةٍ لأمراءِ النّفطِ وتجّارِ الحروبِ والسّياسيّينَ الطّائفيّينَ والشّخصيّاتِ (العميلةِ) الفاعلةِ عربيًّا التي تقرّرُ ما تراهُ عِبْرَ هذهِ الوسائلِ بحيث تتحوّلُ إلى حاملٍ للخطابِ السّياسيّ الطّائفيّ ومدافعٍ عنهُ حتّى ولو لم تجاهرْ بالأمرِ؛ وهذهِ الوسائلُ واعيةٌ وداعمةٌ لهذهِ الدّعايةِ! وهي من تخلقُ الحدثَ أو تعطيهُ بُعدَهُ الأوسعَ في أوساطِ الرّأي العامِّ العالميّ عمومًا؛ والعربيّ خصوصًا؛ وفي داخلِ المُجتمعاتِ المؤدلجةِ وغيرها؛ فيصبحُ صاحبُ القرارِ مضطرًا إلىٰ الخصوعِ لسطوةِ الإعلامِ والسّيرِ في رِكبهِ؛ ولعلَّ تجربةَ قنواتِ: (العربيّة؛ والعربيّة الحدث؛ والحرة الأمريكيّة)؛ وقنوات الفتنة: الشّرقيّة؛ ودجلة؛ والرّافدين؛ والتّغيير؛ والفلوجة... إلى آخرهِ. كانتْ لافتةً في العراقِ مُنْذُ سقوطِ النّظامِ السّاقطِ وإلىٰ يومنا هذا!

فَقَدْ كانَ لهذهِ القنواتِ الدّورِ الرّئيسِ في تأجيجِ الفتنةِ والطّائفيّةِ وتهشيمِ أُسسِ المُجتمعِ العراقيّ؛ وقد لعبتْ دورًا في صناعتها للرّأي العامِّ؛ أسهمَ في تحطيمِ أواصرِ المُجتمعِ العراقيّ وتسليطِ الضّوءِ علىٰ الجوانبِ السّلبيّةِ حصرًا في محافظاتِ الوسطِ والجنوبِ العراقيّ.

وإنَّ حملات (البروباغندا) التي قادتها هذهِ القنواتُ؛ ووسائلُ الإعلامِ الرقميّ المؤدلج؛ مارستْ رأيًا عامًّا مقبولًا لدى (الأغلبيّة!!) وَقَدْ تمَّ توظيفُ ذلكَ لمصالحِ الدّولِ الخليجيّةِ ومن يدعمها من أجلِ الضّغطِ علىٰ العراقِ سياسيًّا وتوجيههِ بحسبِ مصالح تلكَ الدّولِ!

ومن مصاديقِ ذلكَ ما تقومُ بهِ هذهِ القنواتِ؛ وبالأخصِّ قناة (الحرّة الأمريكيّة) المُدارة إماراتيًّا؛ يوميًّا؛ بشأنِ المجتمعِ العراقيّ وتفصيلاتهِ؛ وكيف وجّهتْ إعلامَها؛ وأدارتْ بأصابعها الاتهام نحو ثقافةِ مجتمعنا وفكرهِ وتقاليده من أجلِ تحطيمِ أسسِ المجتمعِ وتفكيكِهِ... وهذهِ بمثابةِ (بروباغندا) اتقنتْ أدواتها هذهِ القنواتُ المؤدلجةُ سياسيًّا وطائفيًّا؛ وبطبيعةِ الحالِ ستستمرُّ؛ ولذا واجبٌ على مجتمعنا أنْ يعيَ حجمَ الدّسائسِ والتّضليلِ الذي تمارسهُ هذهِ القنواتُ من أجلِ خدمةِ مشاريعَ خطيرةٍ ضدَّ العراقِ وسيادتهِ ونظامهِ السّياسيّ.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك