المقالات

الخلاصات الميدانية لاستشهاد المجاهد الأممي قاسم سليماني

1365 2021-01-10

 

 السيد سامي خضرا ||

 

منذ  اللحظات الأولى للاغتيال الآثم علَّمَنا أنَّ المُصاب جَلَل والخسارة عظيمة ولكننا في آن علَّمَتْنا التجارب أنّ طريق المجاهدين والأولياء الذين هم قدوة أهل الفداء والعطاء منتصرٌ دوماً ومهما كانت النتائج.

وهذا ما يجبر الخواطر عند حلول المخاطر.

فالمشاهد التي تَلَت أيام الإغتيال كانت مُذْهلة حيث كانت ردود الفعل غاية في التعبير والوجدان وتنضح بالكرامة والعزة والعنفوان لكثير من الناس من شامنا إلى أقصى يَمَنِنا إلى سائر عالمنا المستضعف وبعض الردود المُحِبَّة قد لا نجِد لها تفسيراً!

فالتفاعل والعاطفة وتعابير الحب والمَمْنونية وذِكر أفضال هذا الشهيد صاحب الشخصية المُؤثِّرة والتي كان عطاؤها مَخْفيا بمُجْمله، فإذا به يظهر فجأةً بكلّ عظمته وميِّزاته واستثنائيته.

والذي جذَّر الحَدَث في الوجدان أنّ الناس اعتادوا على شخصيات سياسية أو عسكرية أو قيادات وزعامات ليست من الصنف الذي يرَونه في الشهيد قاسم سليماني.

فإعلامنا وتربيتنا وثقافتنا المستوردة كانت تُقدِّم لنا حصراً شخصيات جُلُّها غربي أو من غير بيئتنا لأنه ممنوع علينا أن نطَّلع أو نتعرف أو نقتديَ بشخصيَّاتنا التاريخية المُميَّزة!

بينما شخصية الشهيد قاسم سليماني وبالرغم من دورها وموقعها وتأثيرها الإقليمي وأكثر إلاَّ أنها بقِيت بعيدة عن الأضواء والشهرة لتعمل بهدوء ودأب ومثابرة وإخلاص وتواضع وتُرابية ودون أطماع ومصالح شخصية.

هذه الشخصية التي تعمل وتعطي بدقة وبلا حساب مُتخطيَّة الحواجز الإقليمية والحدودية والمذهبية لتربط بين المحاور والأقطار والشعوب.

فاستطاعت أن تُوحِّد مُقاوَمات أنهكهَا التفكك والتشرذم فَمَنَحها أملاً وحقق لها انتصارات:

منها ما مضى ومنها ما ظهرت بوادره، كما أعطى صورة للأجيال الفتِيَّة والشباب والمسؤولين كيف تكون العطاءات والتضحيات.      

وتسارعت الأحداث بعد الإغتيال وعلى أكثر من صعيد ودخلنا مرحلة جديدة وظهرت جملة مواقف وتطورات ميدانية نُلخِّصها بالتالي:

بات المحور المقاوم واضح التوجُّه ومُتلاحِماً ومُتناغماً أكثر من أي وقت مضى.

وفي المقابل فإنَّ المحور المُعادي وكما عبَّر عنه أكثر من مسؤول معاد بات مُرتبكاً بل مُتخبِّطاً في المواقف والتخمينات والتوقُّعات.

كما ومنذ أيام التشييع المهيبة حصل تلاحمٌ غير مسبوق داخل الشعب الإيراني من جهة، وهو والشعوب الأخرى المُتعاطفة من جهة ثانية.

فالإغتيال خَلَقَ تعاطفاً وكَشْفاً لأهمية التَّجاوُر الجغرافي والتداخل الديموغرافي لشعوب أقطار المنطقة.

كما انكشف كلّ التضليل الذي كانت تُمارسه الحكومة الأميركية لتصوير حرصها على الشعب الإيراني وأنها تُدافع عنه من أجل أسباب إنسانية وديمقراطية فسقط كل ذلك من خلال الحضور الشعبي غير المسبوق والإستثنائي والذي يُعدُّ أكثر من استفتاء بل هو تجديد للثورة ومبايعة مُتجدِّدة فاجأت القريب والبعيد.

وأما على الساحة العراقية وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي قامت بها سابقاً الحكومة الأميركية لتقسيم وتفريق الشعب العراقي إلاَّ أنَّ التلاحم الحاصل الذي ظهر بعد جريمة الإغتيال كان غاية ما يطلبه الحريصون على الساحة العراقية الداخلية.

ولا نستطيع إغفال ما أُصيب بها طغاة الحجاز والإمارات الذين ما زالوا يتخبّطون بين الحيرة والخوف ولم يدخلوا دائرة الأمان حتى الآن لا بالخضوع ولا بالإغراء ولا بالأموال ولا بالإنصياع ولا بالخيانة ولا بالتَّزلف ولا بالتطبيع…

بل يقف هؤلاء على حافة الهاوية عند حفرة المجهول المؤدي إلى وادي الظلام حيث لا يعرفون مصير ليلهم بعد نهارهم أو مصير ساعتهم بعد ساعتهم!

هذه جملة من الخلاصات الميدانية التي تولَّدت ببركة استشهاد المجاهد الأممي قاسم سليماني ورفاقه.

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك