المقالات

شكرا لمن لبّى وحضر ..!

1323 2021-01-05

 

مازن البعيجي ||

 

-تعرف قيمة تلك الليلة وذلك اليوم من ترقب كل دوائر الاستخبارات والغرف السوداء والقواعد التي فيها شُعب متخصصة في قراءة الوضع العراقي في عموم الخليج العبري! وكذلك ما تم تأسيسهُ في داخل العراق من شماله الى جنوبه من خلال بؤرٍ تراقب وتعمل بأوامر السفارة الأمريكية التي تحتل قلب بغداد بأعداد من العاملين يزيد عن خمسة آلآف جاسوس ، ناهيك عن ما جندتهم من عملاء ومتطوعين واحزاب وجدت في مسايرة الأحتلال هدف تحفاظ به على مكتسباتها الشخصية وغيرها .

-كل هذا وماخفي كان أعظم ، فأنها تراقب "يوم ذكرى الشهداء القادة" في العراق يوما بعد يوم على وجه الخصوص ومالذي سيحدث!!!

-والسبب : هو ما بُذل على العراق من جهود تلك الدوائر حيث شحذت حركة الإعلام بكل أدواته للتخريب والعبث بنية الأفساد الثقافي وجعله أداة رخيصة بيد شذاذ بقايا البعث، ومن انفرط عقد أسرته ليجد العمل مع السفارة عوضاً عما يفتقد!

-كل ذلك من اجل جرف شيعة العراق والانعطاف بهم عن المسار وخاصة شريحة الشباب المهمشة والمهملة من قبل الحكومة ومن بيده زمام السلطة من أحزاب وكتل فاسدة مما أودت الحال بالشباب ان جعلتهم تحت ضغط الحاجات الطبيعية الملحة ، وهذا مالايخفى على عاقل أن للسفارة اليد الطولى ومن تدبير الاحتلال الذي يعرف جيدا عملية إيصال اهل الفساد لقمرة القيادة ،ومن خلالهم يتحكم بمثل ما تحكم به أيام التظاهرات والتي ظاهرها مطلب حق مشروع وباطنها هدف مشبوه على مستوى الفعل والتنفيذ!!!

-الغرض من ذلك كله ، نقض عرى العهد العقائدي الفطري لشيعة العراق من الجنوب والوسط . وتشويه صورة القيم النبيلة للمجتمع ، سيما فئة الشباب

- وكل ما ذكر ، هو محاولة ضرب كل اواصر القوة بين "الشعب الشيعي العراقي وإيران العمق العقائدي الاستراتيجي" الخطير على الأستكبار والعملاء!!!

-ولعل استمرار الجهود المبذولة من قبل أمريكا لبث الفوضى وحلحلة الأوضاع ، وتأجيج العواطف في اغلب المحافظات العراقية جاءت بعد اغتيال القادة الشهداء ظنا منها وبعد تخطيط خبيث مع عملاء الداخل من أنها تقضي على فكرة الأنتماء العقائدي لشيعة العراق والعبث بعقول الشباب وزعزعة منظومة القيم الراسخة عندهم .

- فكانت الصدمة مروعة ومذهلة ليلة المطار ونهار ساحة التحرير  والملايين تتوشح السواد وترفع الأعلام ورايات النصر والمقاومة ترفرف في سماء بغداد العاصمة معلنة الولاء والوفاء في ذكرى مرور عام على عروج القادة العظام الى السماء ، فكانت كما البيعة الغديرية في ليلة ويوم مما وجّهت صفعة ولكمة قاسية إن لم تكن صعقة أربكت عقول وشلت حركة!! 

هي - الذكرى - تستقدم شباب الجنوب والوسط ومن جميع مناطق العراق بأعمار راهنت عليها السفارة وبذلت الكثير وجزمت ان شريحة الشباب ممتعض مستاء وهو لا ينتمي للحشد ولا لإيران!  وقد ثبت العكس وخاب من افترى ، ومن راهن قطعا قد شاهد والعالم بأسره عمق المشهد المهيب لكل شرائح الشعب العراقي يتقدمهم الشباب وقد جعلوا على عصابات رؤوسهم صور القادة الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وكذلك صور مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة والقائد الخامنئي في مشهد يغيض الكفار حقاً ( وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) التوبة ١٢٠ .

-حقا كان يوماً من أيام الله يوم التحدي وإحباط المخططات الخطيرة لتقول تلك الجماهير النقية كلمتها التي هي  فوق ما يفعله الشذاذ ممن يحكمون ويفسدون ويعبثون بموارد قوتهم وقوت عيالهم فقد قالوا ويقولون نحن مع القادة ، مع الحق،  مع الإيمان العملي والنزاهه والدفاع الحقيقي عن نهج محمد وآل محمد 'عليهم السلام "عراقياً كان ذلك القائد أم ايرانياً" ،فلقد اثبت القائد الإيراني والعراقي على حد سواء ولاؤه وتفانيه للدين والعقيدة لدرجة الفناء فأي دليل أعظم أيها المتخذلون؟!

-رسالة ضخمة حملت في طياتها آيات الوفاء والتحدي أيدها الله تعالى وسيعلم اعداء الله أي شباب يستهدفون بعد اليوم!

- فشكرا شعب العقيدة وتربية الحسين عليه السلام على ذلك المظهر المهدوي الحسيني الحشدي ..وهكذا تفعل الدماء الطاهرة فلها الغلبة والنصر مهما اجتهد اعداء الله لطمس آثارها.

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك