المقالات

وهم الحيادية..!

1177 2020-12-13

 

🖊 ماجد الشويلي ||

 

في لقائه الصحفي الذي أجراه رئيس الوزراء السابق الدكتور عادل عبد المهدي مع (مجلة حوار الفكر)  مؤخراً .

قال في معرض إجابته على سؤال تقدم به الصحفي  جاء فيه ؛

 إن علاقتكم قوية جداً مع الصين ، اذ أسستم مذكرة تفاهم ، كذلك علاقتكم مع إيران نفس الحالة.

فكان جواب السيد عبد المهدي ؛ ((أن أمريكا فسرت هذا التوجه عدم انضباط من العراق في علاقاته الخارجية)).

مايعني بالضرورة دون أية رتوش أو تنميقات مصطلحاتية ، أوليٍّ لعنق المفردات ، أن أمريكا لن ترضَ بحال من الأحوال أن يكون العراق بلداً حيادياً  ، مهما كانت خلفيات الحكومة التي تتولى السلطة فيه.

والاسباب والدوافع ليست عصية عن التشخيص أو الفهم   حتى نجد انفسنا ملزمين بالتدليل عليها ، فأمريكا التي تقوم سياستها من اليوم الاول لتأسيسها كدولة عظمى ، تسعى لفرض هيمنتها على العالم واحتكار مقدراته.

 وهذا الأمر يمثل نزعة عقائدية ونفسية، تملكت رواد التأسيس الأوائل من الذين قاموا على تشييدها

يقول بريجينسكي في كتابه (رقعة الشطرنج الكبرى) ؛ ((إن الهيمنة قديمة قدم العالم غير أن التفوق الأمريكي على الصعيد العالمي يتميز بصيرورته الجامحة وأبعاده الكونية وسبل تحققها عملياً))

إن (الابعاد الكونية) هنا تعني الأيدلوجية التي يعتقدون بها بأن السماء منحتهم حق الهيمنة على العالم، وفقاً لمبدأ (الاصطفاء الطبيعي أو الدارونية الجديدة)

فلا يعقل أن تتخلى عن العراق الذي احتلته بشق الأنفس ليكون عضداً لإيران في مواجهة الكيان الصهيوني وضرب مصالحها في المنطقة .

ورغم أن كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد عام 2003 حاولت وضع العراق في  حيز التوفيق بين مصالح الجمهورية الاسلامية ومصالح أمريكا، انطلاقاً من مقتضيات مصالح العراق الستراتيجية.

إلا أن الضغوطات الأمريكية والإملاءات المستمرة على  بعض الساسة العراقيين منعت من ذلك.

بل إن الواقع السياسي ومجمل التداعيات الاقتصادية والأمنية والعسكرية تمنع العراق من تبوء الحيادية (هذه تركيبة العراق وهذا شأنه)

و مهما طال الزمن تبقى محاولات تحييد العراق أكثر تكلفة من تحديد وجهته حتى وإن كانت تبعاً لمصلحته،والتي تجلت مؤخراً بشكل واضح لالبس فيه،

في محاولة رئيس الوزراء  السابق عادل عبد المهدي التوجه شرقاً ، فدفع ثمن ذلك بتنحيته في طرفة عين .

رغم أن المنحى الذي انتهجه هو منحى معتدل ، غلب فيه مصلحة العراق وجعلها أولويته   ورغم أن التوجه نحو الصين لادخل له في صراع المحاور العسكري والأمني.

إلا أن ذلك كله لم يرق للأمريكان  ولايعتبرونه حياداً ، مالم يرتم العراق بأحضانهم بالكامل (وهنا مربض الفرس)

وفعلا أن العراق رقم صعب لايقبل القسمة على اثنين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك