المقالات

إيران قضت على القطبية الواحدة


 

سميرة الموسوي ||

 

       الدول الكبرى قلما تتأثر بصورة مباشرة وعميقة بتعاملات القطب الدولي الواحد ،ونعني هنا أمريكا وأذرعها من الاتباع الذين يذوبون بدون الاستظلال بظلها .

       هذه الدول الكبرى وإن كانت تضمر نيات ضد أمريكا لكنها لا تفضل الدخول معها في صراع شديد قد يؤدي إلى مواجهة مصيرية وخيمة العواقب .

         ولذلك فهي _ الدول الكبرى _ بطريقة متفق عليها بلا إتفاقية تسير بحياتها ولا سيما الإقتصادية على المغالبة اليسيرة ولكن بطرق إبتكارية غاية في الحذر والاتساع مثل الصين وروسيا وغيرها من الدول الكبرى أو المحسوبة عليها ، إلا أن الدول الأخرى التي تمثل 80 بالمئة من دول العالم غير قادرة على المواجهة أو المنافسة أو حتى الممانعة في حدها الابسط .

       وبناء على ذلك ،فإن  القطبية الواحدة وأذنابها لا تسمح بتكاتف الدول المنتهكة والمستغلة وليس لها ملاذا تلوذ به .

     وليس لنا هنا أن ننكر بأن الصين لوحدها أو الصين وروسيا وكوريا يشكلون أسلاكا شائكة في طريق القطبية الأمريكية الواحدة حتى إن أمريكا أصابها الوهن وأهتزت هيبتها في زمن الرئيس ترامب وإدارته بعد الخطوات السياسية والاقتصادية التي إتخذها بمعزل عن شركائه الأوروبيين وكذلك عن أذرعه الخنوعة الغنية دافعة التكاليف .

      نقول أن سعي أمريكا لتكون القطب العالمي الأوحد لم يجابه يوما كل هذا الصدود والتصدع إلا حين ظهر عملاق له خصائصه البالغة التأثير ومن حيثيات لا حصر لها ، وهذا العملاق غير المتوقع هو إيران الإسلامية ،فهذه الدولة التي خرجت قبل بضع سنين من حرب ضروس ،دخلت بسبب مبادئها الثابتة ومنهجها غير القابل للمساومة في عمليات ( كسر عظم ) مع الدول الخليجية الغنية

    هذه الدولة تهيأت لها قيادات غير مسبوقة في جميع المجالات المحورية كما برزت فيها قيادات سياسية ودينية مسددة النظرة ، وصائبة القرار الناجع .

       ولذلك لم تسمح لها مبادؤها ولا منهجها أن تقبل بالهيمنة ولا بإنتهاك حقوق الانسان ، ولا بالظلم ، وبالتالي فمن الطبيعي أن تتناقض مسيرتها مع أمريكا ، وفي الوقت الذي ظنت فيه أمريكا أن هذه الدولة  سوف تعلن براءتها من مبادئها لمجرد فرض حصار عليها برز المارد الايراني بحجم الايمان ،وبحجم منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية ،وعندئذ تسامى أكثر  العلم الايراني وتعالت مرتكزات القوة الايرانية لتنال نيلا غير مسبوق من غرور القطبية ، وكان هذا الموقف الايراني العالمي المدوي قد حرك لدى الدول المنتهكة والمستغلة حراكات الرفض لقوى الهيمنة ،وبالتالي وجدت بعض الدول الكبرى من إيران موقفا كان عليها هي أن تتخذه ،ولذلك فقد سعت سعيا حثيثا إلى إيران وتعاضدت معها حتى شكلوا ( كسارة ) أجنحة القطبية ليبدأ عصر جديد بملامح خارطة جديدة للعالم لا تسمح بإنتهاك الانسان ،وإن القطب الواحد هو ليس دولة وإنما هو الانسانية الجامعة لمنهج إمام المتقين .

    إيران تقلع مخالب التوحش ، وتقود العالم بأشرعة منهجها .

 

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك