المقالات

فرنسا مابين صفقة القرن والاساءة للرسول (ص) 

1623 2020-11-02

  🖊ماجد الشويلي ||   مرة أخرى تسعى فرنسا جاهدة ليكون لها قصب السبق بالتزلف للكيان الصهيوني الغاصب ، وأتمام صفقة القرن لتدشين مائة عام جديدة من التهويد السياسي والاقتصادي والأمني للمنطقة . ففرنسا التي شاطرت بريطانيا بتقطيع أوصال المنطقة والهيمنة على مقدراتها ونهب خيراتها في اتفاقية سايكس بيكو؛   هي التي مكنت اسرائيل بعد ذلك من فرض هيمنتها الأمنية والعسكرية على المنطقة، حين بنت لها مفاعل ديمونا ومنحتها القدرة على صنع القنبلة النووية . فرغم أن أمريكا تعد أكبر الداعمين لاسرائيل،  إلا أنها أحجمت عن منحها هذه التقنية ، في حين دعمتها فرنسا بكل قوة . وتشير بعض الوثائق السرية المسربة ، والمعلومات الامنية ، الى أن أحد أهم اسباب اغتيال الرئيس الامريكي (جون كينيدي) سنة 1963 يعود لاصراره على منع انتشار الاسلحة النووية ، وتشديدة على أهمية التاكد من سلمية البرنامج النووي الاسرائيلي.  ألمهم أن فرنسا اليوم تحاول العودة لمسرح الاحداث  من جديد ؛ لتساهم في تصفية القضية الفلسطينية جنباً الى جنب مع الكيان الصهيوني عبر مايسمى (بالدبلماسية الروحية) ! وهي العمل  على إنها الصراع في المنطقة لصالح اسرائيل واستيلائها على القدس .   فرنسا تعتقد ان الصراع مع أسرائيل في حقيقته هو صراع ديني لابد أن يحسم عقائدياً . ولذا انخرطت بشكل مبكر بمشروع مايسمى ب(أبراهام) وبنحو تدريجي. فقد أعلن الرئيس الفرنسي الحَنِق على الاسلام والمسلمين (ماكرون)أمام المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ((ان بلاده ستعتمد في تشريعاتها تعريفاً لمعاداة السامية يتضمن الصهيونية )) ومن هنا بدأ الرئيس المتصهين وفي ظل تأثيرات زوجته (بريجيت ماري كلاود) الروتشيلدية بالاساءة للاسلام والمسلمين والتنمر عليهم . وبدأت معها إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الاسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) في فرنسا. فمشروع (أبراهام) الذي يقوم على أساس إلغاء الديانات الثلاثة ونزع قدسية كتبها السماوية ، يصطدم بعقبة كؤود اسمها (الاسلام) .  ذلك الدين الحي والغض الطري الذي تمكن من البقاء ومواكبة العصر   يشكل تهديدا وجوديا للايدلوجيات الغربية ، بأطروحاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية المنافية للفطرة الانسانية السليمة والتي تدفعت البشرية اثماناً باهضة جرائها.  والقرآن هو الوثيقة الوحيدة من بين الكتب السماوية التي تؤيد معاجز أنبياء اليهود والنصارى وكراماتهم واحوالهم دون أن يمسها التحريف والتزييف . ولأجل أن يكون الطريق معبداً أمام انجاز مشروع (أبراهام) ، لابد من إزاحة الدين الاسلامي بقرآنه الكريم  .!! وهذا الامر لن يتأتىٰ لهم ولا لغيرهم مالم يتم نزع قدسية الرسول الاعظم (ص) من نفوس أتباعه ، وتبديد هالته التي باتت تهيمن على أتباع الديانات الاخرى،  وإن لم يؤمنوا به كنبي مرسل ، والشواهد كثيرة على هذا الامر. أبرزها هو الانتشار الواضح والمضطرد للدين الاسلامي في عموم أوربا وفرنسا على وجه التحديد. فبدأت هذه الحملات البائسة اليائسة بالاساءة للرسول الاعظم (ص) برفقة جهود مضنية لدفع المزيد من الدول العربية للاسراع بالانخراط في صفقة القرن والتطبيع مع اسرائيل  تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل. حتى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبقية المؤسسات المالية الدولية.  قد وضعوا في أجنداتهم التمويلية مشروع (أبراهام) تحت مسمى تحقيق السلام وانهاء الصراع في المنطقة والعالم . إذن فان جذور الاساءة لنبي الاسلام الاكرم (ص)  في فرنسا ، تأتي في سياق مشروع صهيوني خبيث ، يستهدف مسخ الدين والقضاء على المثل والقيم الانسانية بفطرتها النقية . هذه هي ابعاد الاساءة للرسول(ص) ، وهي جزء من مشروع صفقة القرن ، وفرنسا متورطة بهذا المشروع الخبيث ، سواء أكان ذلك على وقع الضغوطات التي تتعرض اليها من اللوبيات الصيونية ، أم استجابة لمصالحها التوسعية في المنطقة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك