المقالات

العيش الحيواني .

1182 2020-10-01

 

مازن البعيجي ||

 

أشكالية العيش في هذه الدنيا يحددها القرآن الكريم ودستور الخلائق حينما يصف هذه النشأة هي العمل في الدنيا وتخزين من الأعمال الصالحة المقبولة وغداً الحساب ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) المائدة ٩ .

( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٢٥ .

ومن الخلود تعرف أن هذه الدنيا ليست للخلود والبقاء الدائم بل هي محطة سريعة جداً مهما طال فيها العمر سينتهي بالموت السريري وعجز الأعضاء عن تنفيذ ما يرغب به الأنسان الشره الغير مؤمن والذي لم يوصل نفسهُ للقناعة التي معها تستقر روحه وجوانحه والجوارح.

ولذلك الكلام موجه للعقلاء ومن أستخدموا أداة العقل وأعتمد على أستنتاجها الأيجابي ، فمثلاً لم يكلف الإنسان العاجز عن حمل السلاح بخوض المعارك التي تحتاج جسد وكذلك فاقد البصر أو الكفيف ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ) الفتح ١٧ .

ولكن تبقى وسيلة العقل لمن عنده عقل سوي صالحة للعمل ولم تنحى كما تنحت الأعضاء التي تعين الجسد ، ومن هنا قد يكفينا لتدبر الحياة والعيش فيها أن نستخدم نعمة العقل وأستخدام الأوامر الإلهية في معرفة سبيل العيش الكريم وليس الحيواني الذي يشبه البهائم التي ترعى من الصباح للمساء وتشتر دون أن تقدم شيء عدى زيادة في الوزن المستفيد منه القصاب ومن يأكل اللحم!

ومن هنا كان القرآن ملتفت الى البعض ممن نحى عقله أو منحه لغيره أو أوقفه لأجل قضية منحرفة شاذة وعطل نتاج العقل النعمة الكبيرة القرآن يجنب الحيوان من أن يوصفه به ويتعدى الى وصف أكثر بشاعة من الحيوان ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) الفرقان ٤٤ .

يصفهم يسمعون ويعقلون ومع ذلك عند عدم الأنتفاع به هو حيواني العيش لالا بل اضل سبيلا!

وهذا ما ينطبق على الكثير الذين يريدون الحياة دون منغصات وأبتلاءات وأختبارات مع أصل ثابت في الدنيا هو صراع الحق والباطل وكل ما يترتب على هذه المعركة بل وحدة وقوة أدواتها الخطرة والتي تحول الإنسان من فاعل إيجابي الى سلبي كالجماد الذي لا نفع فيه ولا فائدة!

ومن هنا عبر عن المقاومين والمدافعين والباذلين من اجل الحق ارواحهم بالأحياء حتى بعد الممات وعبر عن السلبيين ومن ارتضوا العيش الحيواني البهيمي بالاموات وأوصاف اخرى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران ١٦٩ .

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك