المقالات

عدم فهم النظرية شتت نتائجها ..  

1360 2020-07-04

مازن البعيجي ||

 

من المؤكد أن البعث نجح في كبح إنتشار نظرية "ولاية الفقيه" التي خضعت يبدو كما هي بعض كلمات السيد محمد باقر الصدر قدس سره ، إلى تجاذبات منها "فقهيه" بالظاهر ومنها قضايا تتصل بالبعد الأمني والحزب الحاكم ، بل قد لو دققت تشم رائحة تعاون الإثنين عليها لمنع نضوجها في "الوسط العراقي" الديني والشعبي والذي تهيمن عليه مؤسسات ذات نفوذ واضح يكفي أن تستشعر وجوده مستمراً لليوم!!!

وهذين البعدين في الظاهر هما القراءة المنطقية لعدم التأثير الذي تأثر به الشعب العراقي حين عرضت عليه وبعكسه إيران حين مارسها على الأرض كتطبيق من خلاله قضى على حقبة الشاه وعمالته لأمريكا والغرب .

وهذا السببين يمكن تسليط الضوء عليهم بإيجاز سريع لنفهم عدم التفاعل وركوب المنهج الفكري والثقافة الخمينية اليوم كما أراد هو المؤسس الإيراني روح الله الخميني العظيم وكما أراد المرجع والفيلسوف العراقي محمد باقر الصدر قدس سره الشريف ، والقضية حسب قرائتي على الشكل التالي :

اولا : الجانب الأمني والذي يمثلهُ في العراق البعث وسلطة صدام على أجهزة الدولة ومنها المخابرات والأمن بكل صنوفه وهو يتلقى التعليمات من المؤسسات الدولية التي يعمل لها ومعها أمريكا وأمريكا تراقب الوضوع الإيراني الذي بدأ يتأزم بسبب الخميني الذي لم تستطع اسكاته وتحريكهُ الشارع الإيراني عبر تسجيله الصورتي الذي تتناقله الأسر والشباب والجامعات وفئات كثيرة من الشعب الإيراني عبر الكاسيت اي شريط المسجل للصوت القديم حتى سميت الثورة ( ثورة الكاسيت ) وافضى هذا التضييق إلى منع تدريسها بالشكل الذي يسمح لها بالأنتشار سواء في الوسط الحوزوي او في عموم الشعب العراقي حتى يتأثر بها الكثير!!!!

ثانيا : وجد تيار معارض فقهي وغيره لهذه النظرية اما قصوراً او تقصيراً او لأهداف ودوافع فقط الله وحده يعلمها!

هي الأخرى كان لها الموقف المؤثر في تغريب هذه النظرية وإبعاد حثها عن المجتمع العراقي سواء بقلة الطلبة الدارسين لها او بسبب الإشاعة في أنها لا تصلح للمجتمع العراقي ، ليكون هناك حراك وكلام وتهم وتفسيرات مغلوطة كأنها وجهت لمن يقف مع الخميني ذاته ليكون جوابهُ في حوار طويل إذا ماذا تريدون؟! أي بمعنى إذا ولاية الفقيه التي تحقق حاكمية الإسلام لا تريدوها او تشكلوا عليها لسبب او لآخر إذا ما هو مرادكم؟!

والجواب على ذلك يدخلنا في أمور كثيرة جداً تدمي القلب لا مجال ولا مصلحة عظيمة الان لذكرها ، لكن للبحث عن أسباب تعلق القليل من العراقيين بهذه التجربة التي كل يوم يثبت لنا الوقت والواقع هي الأفضل والأكثر قيادة للأسلام المحمدي الأصيل الحسيني ذي المنهج والفكر الخميني الصرف!!!

وهنا أشير واقول النهج الخميني الذي لم تبدل العمل به حتى إيران بعد استقرارها كدولة لها سيادة وحضور دولي وغيره ، لم تفرط به او تغادره لعلمها ان قوة ما فيه ونضج الاطاريح الدقيقة فيه لم تسمح لمغادرته إلى غير ان وجد ذلك الغير بمثل كماله؟!

من هنا حصل الإستغراب يوم أرادها محمد باقر الصدر وايضا من ارادها السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره ولعل للأسباب ذاتها ، فما كان من الشعب العراقي إلا استغرابها بل ونكرانها في كثير من الأحيان الأمر الذي يخبرنا كم عانت تلك الولاية وهي تحاول فتح العقول التي أعلنت اقفال منطقها للقبول بدولة يرأسها فقيه واحد قد يعم سلطانه ليكون الأوحد في المنطقة ( مالنا وهذه المصيبة ) كأنه لسان الحال!!!

 

( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك