المقالات

لو قابلت المسؤول يوماً ..  

1948 2020-06-30

مازن البعيجي ||

 

المسؤول هو ذلك الإنسان الذي قبل أن يكون منفذاً لمشروع ما أتفق عليه العقلاء عبر لوائح خاصة تقوم على تنظيم وتسهيل تلك المهمة والمسؤولية! والمسؤولية مراتب وانوع هناك مثلاً مسؤول عن اسرة وزوجة وأولاد او عن عشيرة وهكذا ، لكن كل المسؤول عن أمة عليه الوفاء بتلك المسؤولية والسير فيها وفق ما يحفظ لها كيانها من الخطر ايناً كان ذلك الخطر نوعه وشكلهُ!!!

ولكن هناك مشاكل كثيرة منها قاتلة ومنها يمكن تداركهُ لاحقاً ، فالقاتل هو ان ينحرف الإنسان عن العقيدة الحقة وعن الدستور الذي يكفل له السعادة ليست في الدنيا بل في الآخرة ونشأة ما بعد الموت هناك يوم الجزاء والحساب!!!

وهذه من أخطر أنواع المسؤولية حيث بها تتم عملية صناعة إنسان منتج إيجابي او اهمالهُ ليكون قنبلة موقوته ممكن ان تنفجر في غير أوانها وفي مكان قد تكون ضحاياه كثر!

من هنا اقول :

لو قابلت المسؤول وسوف احدد مسؤول المناطق الجنوبية في العراق والفرات الأوسط واخاطب روح المسؤولية التي اعرفها وليس الصفقات التي جائت بالنطيحة والمتردية وهذا نتاجها منذ أكثر من ١٦ عاماً عجاف!!!

لماذا أهملت تربية الروح لتلك المناطق الروح المعذبة في سالف عهدها وهي مشروع من نحر وسجن وذل ومصادرة وبؤس روح كانت تتمنى أن يمرها الموت لحظة يخلصها مما تعانيه! وفكرت وفتحت آفاق الثقافة والفكر وهما اللبة الأولى للأنسان المنتج والنافع وبنيت صروح المدارس والرياض والمعاهد والجامعات وأسست المعامل والمصانع وورش الثقافة وما يزخر به العالم اليوم من صناعة ورعاية العقول واحتضانها حتى تقف على أقدامها من كل عواصف الرياح الفكرية والثقافية والعقائدية!!!

لكنك لم تفعل ، لماذا؟ لأنك جاهل وغير مدرك وغير واعي وجائت بك الصدف والقوانين الوضعية الطارئة والغير قادرة على شيء مما يفرضهُ العقل والمنطق لمثل شعب عانى من البعث الويلات!!!

بل لأنك لا تحمل دين قط! بل لا تعرف من الدين الحقيقي إلا أسمهُ او رسمهُ ولو كنت أيها المسؤول ذا دين وورع وتعرف معى ان تكون قائد او مسؤول لفنيت عمرك الوظيفي لحظة لحظة تجلس على أبواب صالات الولادة تنتظر الولادات الصغار تأخذها من ذويها لتبدأ معها مشوار إعدادها لدولة الحق والعدل المهدوية بحسب وظيفة كل موجود عاقل مسلم شيعي وهذا منطق الشريعة والتكليف واصل وجودنا الذي من أجله نأكل ونشرب ونمنح الطاقة ليستمر الجسد بإنتاج الفرد المقاوم ليخوض غمار الدفاع عن دين الله الذي ادخرتهُ للعقيدة التي أسعى لتثبيتها!

لكنك لا دين لك ولا ورع ولا تعرف الله جل جلاله وسرعان ما سقط برقع التمثيل عنك انك من اهل التقوى والورع وانك ابن نشأة دين او اوصل تقوى ، ولو كنت غير ذلك لما تركت الجنوب يوم كان يطفو على شطآن أموال وميزانيات بيد الشريف لخلقت لكل واحد ممن هم اليوم ثوار ضدنا مناخ يعرف به الحياة ، سواء من اكمال دراسة ووفرة عيش ومستوى دراسي معهُ العقل يركب سفن المعرفة بدل سفن البطالة والعوز والفقر والأسى والاحراج من الاهل او الزوجة او الحاجة إلى الزواج الذي أصبح في زمن المسؤول الفاسد ضرب من الخيال لتترك أمة أيها المسؤول وانت تجوب موكبك السيار الذي ضرب المعتقد وكل منظمة أخلاقه والادبيات وفن التواضع ومدارات الناس والبحث عن حاجاتها وبدلاً لترفد الدين بشخص مدافعاً عنهُ بسوء عرضك للدين خلقت عدواً يعرف كيف يهزمك ويؤثر فيك لأنه أدرى بشعاب مكة منك!!!

من هنا اطالبك أيها المسؤول الضار لله تبارك وتعالى ولشرعه أن تتنحى فالمدن الجنوبية أصبحت مزارع للتخريب ولتصدير أبنائها ضحاياك جنود لتعطيل ذلك المشروع الإلهي الذي كنت ممن لا يقول به جهلاً او عمداً فخسرت وخسرتنا وللموت الذي منه هربنا ارجعتنا وأهلنا!!!

 

( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك