المقالات

التحول المنهجي في خطاب المرجعية

2518 2020-01-06

ماجد الشويلي

 

 

المتتبع والمراقب لخطابات وبيانات المرجعية الدينية

منذ اليوم الأول لسقوط الطاغية صدام واحتلال العراق إلى ماقبل بيانها الأخير بتأبين الشهيدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج المهندس (رض) يجد أن تلك الخطابات والبيانات كانت تسير في وتيرة ثابتة جوهرها هو محاولة إرساء دعامات دولة عصرية تنعم بالاستقرار والرفاهية تُسحب بموجبها ذرائع أعداء العراق من الأميركان وأذنابهم في المنطقة الرامية لسلب المكون الأكبر استحقاقه الديمقراطي والطبيعي في الحكم تحت ذرائع شتى منها التبعية السياسية لإيران .

وقد بذلت المرجعية الدينية لأجل تحقيق ذلك جهودًا كبيرة وتحملت أعباءً شتى حتى بدا وكأنها تضع إيران وأميركا على قدم المساواة وتتهمهما معًا بمحاولة تحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بينهما رغم الفارق الكبير والواضح بين الدور التخريبي والاجرامي لأميركا وبين الدور المشرف لإيران في الدفاع عن العراق وأهله وهويته ومقدساته. وإذا بالمرجعية الدينية بعد جريمتي استهداف أبطال الحشد في اللواءين ٤٥ و٤٦ وصانعي النصر على الإرهاب الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس قد غيرت معطيات خطابها وكسرت المعادلة التي حكمت مفرداته وصياغاته طيلة الفترة التي أعقبت احتلال العراق في ٢٠٠٣ حتى ساعة إذاعة بيان تأبين الشهيدين الكبيرين (رض)

فما الذي حصل حتى تغيرت اللهجة وعمدت المرجعية الدينية لتضمين بيانها الاخير اعترافًا رسميًا بدور الجمهورية الاسلامية في صناعة النصر من خلال توصيفها للحاج الشهيد سليماني بصانع النصر ومقطعًا مهمًا من دعاء الامام علي (ع) في مواجهةًالعدو .والأهم من ذلك هو اصرار المرجعية الدينية على ضرورة ان يتم تشييع الجثامين الطاهرة في النجف الاشرف وتتم الصلاة عليهما من قبل ممثل المرجعية الدينية بحضور مهيب من علماء النجف وممثلي بقية مراجع الدين البارزين في الحوزة العلمية وبحسب اعتقادي وقراءتي للمشهد برمته مع ماتحيط به من تداعيات ومعطيات فان المرجعية الدينية قد ادركت بعد ان استفرغت الوسع في لتجنيب العراق شرور امريكا كما اسلفنا بان اميركا لن تتخلَ عن طباعها الغادرة وانها ترفض ان ينال اتباع اهل البيت في هذا البلد استحقاقهم الطبيعي في الحكم وفقًا لاي رؤية  حتى وان كانت وفقًا لمعايير الدولة المدنية العصرية التي حاولت المرجعية ان تعبد لها الطريق وتمكن من تحقيقها لانها تعلم بان القرار الاميركي قائم على اساس اقصاء الاسلاميين من اتباع اهل البيت عن سدة الحكم في هذا البلد اعتقادًا منها بان حكمهم يشكل خطرًا على مشاريعهم (الاميركان) وحلفائهم في المنطقة سواء كانوا هؤلاء الشيعة علمانيين أو اسلاميين ويتم هذا بتحريض وتمويل من حكام السعودية والامارات على الغالب لذا فانني اعتقد بان موقف الحوزة العلمية في النجف الاشرف اليوم يمثل تحولا مهمًا في تحديد طبيعة التعاطي مع الوجود الاميركي بل وفي منهجية التعاطي مع ملفات المنطقة برمتها وهو ضمنًا تصويبًا لرؤية الجمهورية الاسلامية ومعاضدةً لها في تصديها للغطرسة الاميركية في المنطقة والعالم.

 وبهذا فان النجف الاشرف تكون قد وضعت حدًا للانقسام الشيعي حول التعاطي مع الولايات المتحدةًومنظومتها المناوئة للعراق واستقرار المنطقة وهي بذلك ايضًا تعزز من موقف السياسيين الرافضين للتواجد الاميركي وموقف الحشد الشعبي الذي استعدته الولايات المتحدة وتعدت عليه بعدوان سافر في اكثر من مرة لقد اسهم هذا الموقف كذلك في تعزيز وتمتين عرى العلاقة بين ايران والعراق بل وتعزيز العلاقة بين العراق ودول محور المقاومة نظرًا لاهمية العراق في معادلة الصراع مع قوى الاستكبار  وتأثير المرجعية الدينية على مواقفه الشعبية والرسمية ولقد دفع موقف المرجعية الدينية الاخير بالشيعة لان يتصدروا قيادة المقاومة للغطرسة الاميركية على المستوى العالمي لانهاء هيمنتها على المنطقة والعالم بشكل نهائي ان شاء الله

 فاتباع اهل البيت في المنطقة لم يكن امامهم من تحدٍ يمنعهم من هزيمة الاستكبار العالمي الا وحدة الموقف عندهم وها هو ذا يتحقق بإذنه تعالى...

 اننا بعد بعد شهادة الحاج قاسم سليماني والحاج المهندس وبعد الانجاز الكبير الذي حققه اتباع اهل البيت ومن معهم من شرفاء هذا البلد في مجلس النواب بقرارهم الجريء القاضي بانهاء تواجد القوات الاميركية وانهاء التعامل معها بشكل نهائي ننهي صفحة التعدي على اتباع اهل البيت واتهامهم بالتواطئ مع الامريكان لإحتلال العراق ونمحى فرية مجيئهم للحكم على ظهر الدبابة ليحل محلها من يريد البقاء  في الحكم باستقباله  وابتهاجه بالدبابة (المحتل).

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك