المقالات

قبلة على يدي استاذ خضير..!


عزيز الإبراهيمي

 

كانت مدرسة قريتنا مبنية من الصرايف وهي تشكيلة من القصب وحصائره او ما يسمى (البواري) لم تكن مسيجة بل كانت الصفوف متراصة على شكل حرف L وكان التميز يلاحظ للإدارة حيث انها بنيت من اللبن(طابوق الطين)
لا توجد في الصف كهرباء بل لا يوجد له باب ايضا واغلب الظن ان الكلاب كانت تتناوب معنا لأشغال الصفوف في الفترة المسائية، بنيت تلك الصفوف على ضفاف نهر صغير (گرمة) مملوء بالمياه وشبح الغرق يلاحق التلاميذ دائما.
كانت الحرب العراقية الإيرانية لا زالت قائمة واغلب معلمينا من النساء ما عدا مدير المدرسة الذي كنّا دائما نشعر ان المعلمات يتذمرن من التزامه ويخافن سطوته في نفس الوقت
كنّا جميعا نخاف منه ونخشاه وكان مهيوبا بحيث تفاجئت قبل سنين عند رؤيته اقصر مني فمخيلتي تصوره بقامة فارعة عظيم الوجه بعيد مابين المنكبين ولعل ذلك للهيبة والاحترام التي غرست ايّام الطفولة. لم يقتصر دوره في ضبط إيقاع المدرسة بل كان يحضر بشكل متكرر الى دوواين القرية التي تجله ايما إجلال ويحث الفلاحين بضرورة تشجيع ابناءهم وعدم السماح بالتسرب مطلقا ويحملهم مسؤولية ذلك.
قبيل نهاية الحرب سحبت مواليد المدير لخدمة الاحتياط واستبدل بآخر مختلف تماما من حيث الأداء والحرص، فأخذنا نلاحظ ظاهرة تأخر المعلمات للحضور بعد ان يدق الجرس وكذلك أصبحنا نندهش من زيارة المعلمات لبعضهن اثناء الحصة والحديث عن الطبخ ولف الدولمة (الأكلة الغريبة على ابناء القرى) وتراجع مستوانا بشكل ملفت واستمر هذا الحال لأشهر. لازلت اتذكر احد الايام حيث خرجت من الصف اركض ولَم اكن انظر امامي حتى تفاجئت بساق عظيمة ويدين تقتلعني من الارض وعيون جاحظة وصوت أجش يصرخ في وجهي ..(ليش درجاتك نازلة للثمانينات)؟!
لم يكن استاذ خضير الذي عاد للإدارة بعد خدمة الاحتياط بحاجة الى سماع إجابتي، لكني شعرت ان في عينيه لوم كبير وحرقة عظيمة على تراجع مستوى التلاميذ خصوصا امثالي حيث دائما ما كان يقول انك ستصبح طبيبا في المستقبل.
ذكرك الله بكل خير يا استاذ خضير العزيز
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو العباس
2019-12-13
عاشت ايدك استاذ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك