المقالات

الشيعة فوبيــا  ...... (5)       


                    أكرم الحكيم

قبل مواصلة هذا البحث نود الإشارة إلى ظاهرة نلحظها في كتابات نقرأها في بعض المواقع الأليكترونية الشخصية والعامة ...,تلك الكتابات تسعى للإيحاء بخطأ وسلبية أغلب المواقف السياسية لشيعة العراق ...موقف الشيعة كان خاطئا بالدفاع عن الدولة العثمانية وموقفهم كان خاطئا تجاه الإحتلال البريطاني للعراق ..وموقفهم كان خاطئا من المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم ..وموقفهم كان ولايزال خاطئا من الإجتياح العسكري الإمريكي للعراق..وموقفهم خاطئا في دعم النظام الحاكم في سوريا الشقيقة...بل وموقفهم كان ولايزال خاطئا لمطالبتهم بحقوقهم المدنية والسياسية والثقافية (كما ذهب اليه السياسي العراقي المؤلف لكتاب القسوة والصمت ..في النص الذي أشرنا إليه في الحلقة السابقة)..وموقفهم الآن خاطئا لعلاقتهم الإيجابية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعاطفهم مع المقاومة الللبنانية والحوثيين .. الخ ...ولايكتفون أولئك الكتاب بتلك النظرة السوداوية للمواقف الشيعية ..بل ويحمّلونها مسؤولية إنتشار ظاهرة الشيعة فوبيا

أولا ليست كل المواقف التي يتّخذها السياسيين الشيعة العراقيين تجاه الأحداث هي معبّرة عن الموقف الشيعي العراقي , وثانيا يمكن إعتبار موقف المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والمتصدّية للشأن السياسي العام ..’معبّرة عن الخط العام لمواقف الشيعة العراقيين..وثالثا ..أغلب تلك المواقف المشار اليها , كانت بشكل عام صحيحة ..مثلا في الموقف العام من الإحتلال البريطاني قبل حوالي قرن من الزمان , كان الموقف صحيحا لإنسجامه مع ثوابت العقيدة الإسلامية الرافضة للعدوان والإحتلال الأجنبي ..وإنسجامه مع الموقف الوطني العام ,وهو نفس الموقف الذي تتّخذه كل شعوب العالم عندما تتعرّض لغزو خارجي ومن يريد فليقرأ تاريخ الشعوب والدول المعاصرة ..وبعد كل تجارب الشعوب مع القوى الإستعمارية الكبرى , لاأعتقد بوجود سذاجة سياسية تعتقد بأن العرض البريطاني لشيعة العراق (إن ’وجد مثل ذلك العرض المزعوم )قبل حوالي قرن ..أو الإتجاه الإمريكي في عام 2003 لتسليم السلطة في العراق للشيعة ..كان عرضا صادقا بالمستوى الإستراتيجي ,بل هو سياسة مرحلية تسعى لتوظيف نقمة بعض المكوّنات على حكوماتها الظالمة وعلى الإضطهاد التاريخي لهم من قبل الخلافة العثمانية الظالمة والمنحرفة أو الحكومات الدكتاتورية التي حكمت العراق وآخرها النظام البعثي المجرم (والذي جاءت به ودعمته اعقود نفس تلك الدوائر الدولية التي تدّعي توجّهها لرفع الحيف عن شيعة العراق..),توظيف تلك النقمة الشعبية لخدمة خططها وسياساتها المرحلية ..لغاية تمكّنها من بناء ركائز نفوذ جديدة بعد سقوط العميل السابق . بشكل عام تميل القوى الكبرى الى سياسة إعتماد بعض الأقليات المناطقية أو العشائرية وحتى الحزبية والدينيةفي بناء النظام السياسي الموالي لها والدائر في فلك نفوذها,لأن حكم الأقليات يميل عادة إلى تعويض ضيق قاعدته الشعبية بالسعي للحصول على الدعم الخارجي ..وهذا ماتريده بالضبط القوى الكبرى المهيّمنة ..وكما هو معلوم شيعة العراق أغلبية شعبية في وطنهم وليسوا من الأقليات ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك