المقالات

الشيعة فوبيا ..... (3)   


                  أكرم الحكيم

 

الخوف والتخويف من التشيّع والشيعة (الشيعة فوبيا ) ..ظاهرة ليس بالجديدة , وهي وبالرغم من جذورها العقائدية والتاريخية ..إلاّ أنها في الغالب محكومة بنوايا وأهداف سياسية ..وربما كانت الثورة الشعبية في الجارة إيران (1979) ,الحدث الأكثر تأثيرا في إنطلاقة الموجة الظالمة المعاصرة من ظاهرة " الشيعة فوبيا " ضد شيعة المنطقة العربية عموما وشيعة العراق بشكل خاص  ...خاصة وكان لقيادتها الدينية الشيعية الدور المحوري في إنتصارها ..

تصوروا القيادة السعودية (السنية الوهابية ) والقيادة الإيرانية ( الشيعية) في أواخر ستينات القرن الماضي ...كانتا حجر الزاوية في إنبثاق ما ’سمّي في حينه بالحلف الإسلامي (المطلوب إمريكيا آنذاك ) ومنظمة العالم الإسلامي ..أتذكر في موسم حج 1973 شاهدت بعيني صور شاه إيران مرفوعة في مكة المكرمة على واجهة مقرّات الحجاج الإيرانيين ... ولم يكن أحدا يعترض ولو بكلمة واحدة على الظاهرة ...ولكن وبمجرد سقوط الشاه في ثورة 1979 ووصول قيادة جديدة إلى الحكم في طهران ...تعلمون ماذا سمعنا وقرأنا في بعض وسائل الإعلام المموّلة سعوديا في الثمانينات تعليقا على رفع بعض مقرات الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة لصور السيد الخميني رضوان الله عليه  ...قرأنا مايلي : " المجوس يرفعون صور أصنامهم في مكة المكرمة " ... مالفرق الذي حصل بين نهاية ستينات القرن الماضي والثمانينات ...خروج إيران من دائرة النفوذ الإمريكي ووصول قيادة وطنية إيرانية مستقلة إلى الحكم .. مثل هذا المثال عشرات الأمثلة المشابهة ..وآخرها موقف القيادة السعودية ( التي طالما طرحت نفسها بوصفها المدافعة عن السنّة العرب )..موقفها من الثورات الشعبية في مصر وتونس ضد الحكام المرتبطين بإمريكا ..وكما نعلم الشعب المصري والتونسي في غالبيته الساحقة ’سنّية المذهب والحركات التي وصلت للسلطة بعد الثورات ..حركات إسلامية ’سنّية ...

هل يبقى شك لدى البعض في إن الشعارات المذهبية المرفوعة في واجهة صراعات اليوم

في العر اق والمنطقة ليس أكثر من أدوات تأجيج وتعبئة وتضليل في الصراعات السياسية القائمة ...

حذّر البعض من المد الشيعي والتمدد الإيراني الشيعي على مناطق الأمن القومي العربي ...وحذّر آخرون من الهلال الشيعي ...والهيمنة الشيعية في العراق التي ’تهدّد أمن المنطقة العربية وأمن الخليج بشكل خاص ...

عندما نبحث ونحلّل دوافع وأهداف الصراعات السياسية القائمة في العراق والمنطقة ..سوف لانجد صعوبة في إكتشاف جوهر تلك الصراعات السياسية بإمتياز ..

للأسف تتصرف شخصيات  وقوى شيعية أحيانا وكأنها تقدم خدمة مجانية للدوائر الأمنية والسياسية الدولية والإقليمية التي تريد إقناع شعوب المنطقة بمذهبية الصراعات القائمة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك