المقالات

الوحدة الاسلامية..... امل الشعوب وهدف ألامه 

1856 2018-11-29

ليث كريم


بعد قرون من الانقسام الاسلامي من المستفيد , والى اي مدى تستطيع دول الاستكبار العزف على الوتر الطائفي , والإيقاع بين المسلمين , وهل ثمن الخلاف حول التفسير الديني لبعض المفاهيم يساوي التخلف والضياع الذي تعيشه ألامه ام يساوي عدد القتلى وكميه الدماء التي سقطت وتسقط كل يوم , وهل تستطيع الوحدة الاسلامية التغلب على المشروع ألاستكباري .
تعد الوحدة بين المسلمين من اهم الكنوز الاسلامية , بحيث كانت ولازالت الاساس الصلب لكل ما هو منجز في الحضارة الاسلامية وأساس كل ما نتغنى به اليوم من تاريخ الاسلامي , لكن نفاذ استخبارات الدول المبغضه للمسلمين من خلال بعض الثغرات التاريخيه , وابتداعهم لعدد من السيناريوهات في التاريخ الاسلامي مستغلين تأخر مرحله تدوين التاريخ الاسلامي , كانت بذور الانقسام تكبر , ومع الوقت اصبح الانقسام الاسلامي - الاسلامي على اوجه , ومع تنامي دور بعض القبائل المعاقة فكريا في شبه الجزيرة العربية واعتناقهم لبعض المبادئ المزروعة استخباراتيا في بداية القرن التاسع عشر , انتقل الخلاف بين الطوائف الى مرحله الاقتتال بين و ما ترتب علية من ضباع للقيم و المبادئ والانجازات السابقه , وضياع للطاقات الاسلامية , ومقتل الالاف من المسلمين تحت عناوين لحروب طائفيه كان الخاسر الاكبر فيها هو الاسلام والمسلمون , فكان لابد من التصدي لهذا المشروع الذي اخذ يفتك بالمسلمين ودينهم لقرون عديدة , فكانت دعوه الامام الخميني (قدس سره) اول دعوه صريحة ذات بعد علمي و نهج عملي لمواجهه المشروع لاستكباري ومع الوقت التف حول الامام الخميني عدد كبير من المفكرين , مما رجح كفه مشروعهم المقاوم على اصحاب المشروع الاخر , فما كان لدول الاستكبار الا ان تتخلى عن الاقنعة والحروب بالوكالة , ومنذ نهاية القرن العشرين اصبح الصراع علنيا بين مشروع الامام الخميني للوحدة الاسلامية , وأصحاب المشروع ألاستكباري , واسقط القناع القبلي الذي كانت تديره استخبارات الدول المعاديه بالنيابة .
ويمزج مشروع الامام الخميني للوحدة الاسلامية بين مجموعه من المبادئ والقيم الاسلامية المستوحاة من القران الكريم , وعدد من مبادئ علم الاجتماع الحديث , و ابرزها تجاوز نقاط الاخلاف بين الطوائف والتركيز على نقاط الالتقاء , بالإضافة الى تناسي احقاد وعداوات الجاهليه والتركيز على العدو المشترك للامه , العمل على هذا المشروع بدا في ثمانينيات القرن الماضي و اخذت ثماره تحصد في ايران ولبنان وسوريا وحتى في العراق , فالوحدة الاسلامية في لبنان كانت من بين اهم الاسباب التي ادت الى نهاية الحرب الاهلية في لبنان في 1990 , ثم الانتصار على الكيان الصهيوني في تموز 2006 , كذلك الانتصار السوري الاخير على العصابات الطائفية , واليوم الوحدة الاسلامية ترسم بالروع الصور من خلال تلاحم الشعب الايراني بوجه العقوبات المفروضة .
الوحدة الاسلامية في العراق بدأت بعد 2003 بدعوى من شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) بتمثيل جميع الطوائف والمكونات في الحكومة العراقيه , لكن استشهاده حال دون تنفيذ بالسرعة المطلوبة , فاستشهاده (قدس سره ) ترك فجوه تسللت منها الاستخبارات الامريكية فاختلق الصراعات بين الطوائف العراقية , ولم تعطي الفرصه لأهل العقل , و اصرت على تغيب مفهوم الوحدة بين المسلمين , وتوجيه بعض المرتزقة لتحويل مسار المسلمين من اولوية الدين الاسلامي الى اولوية الطائفة الاسلامية , وما كان من نتائجها افتعال حربا بين الاخوة سقط فيها201 الف عراقي لا لسبب إلا لاختلاف طائفة القاتل عن طائفة المقتول , وخسائر ماديه الدوله العراقيه بلغت ما يقارب ال1100 مليون دولار , ودمار هائل للبنيه التحتية .
واقعا يجب تفعيل الوحدة الاسلامية في العراق على مستويات عليا , وان تتعدى الوعظ الديني بحيث تتبنى الدوله ذالك المشروع , وان يعمم ذلك المفهوم على المناهج التعليمية , لمواجه الهجمة الطائفيه الشرسة عبر الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي , كذالك يجب على وزارات التعليم الثقافة والشباب القيام بمسؤولياتها وتعميم مفهوم الوحدة الاسلامية , ولأننا وبلطف الله وفتوى المرجعية وأراده الحشد الشعبي تجاوزنا المرحله الطائفيه السابقه فيجب استثمار انتصار بعض المبادئ , وتغير ثقافة المجتمع نحو الوحدة , اما اذا استمر العراقيون ينظرون الى الامور نظرتهم السابقه , واخذ الفريق الذي يعتقد انه انتصر يفعل كما فعل الفريق الذي يعتقد انه انهزم فالكارثة اتيه حتما .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك