المقالات

ارث شهيد المحراب..ليس حزبا ؟

1719 2018-10-11

سجاد العسكري

ان امكانية بروز النهضة الفكرية في اي مجتمع , اذا ما توفرت لها الظروف وعوامل لتتفاعل في الظهور والبروز , ولعل من اهم تلك العوامل هو الانسان , الذي يستطيع من خلال العمل المعرفي تقديم فكرا انسانيا اسلاميا ذو عطاء علمي مفحم بالاراء النيرة ؛ ليشكل تيارا اسلاميا يندفع نحو الحياة ,ليصبح الواقع الجديد للحركة السياسية , وهو ليس مجرد دين يحدد علاقة الانسان بخالقه فحسب , بل يحدد علاقة الانسان بالانسان , وكذلك يشمل نظاما يتحدى به الانظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي سادت ومازالت في العالم , ويمكن ان يكون بدل السياستين العالميتين , فابقاء المسلمين تحت سيطرة القوى الكبرى , والتي تهيمن على الفكر والثقافة ... بالاضافة الى الهيمنة السياسية والعسكرية ماهي الا لزرع اليأس في امكانية تطبيق الفكر الاسلامي .
فالانسان القائد – القيادة الرشيدة- له الدور الاكبر في توجيه المجتمع , والاقدر على تعبئة الطاقات وتوجيهها الى الفضيلة والخير والبناء ..., فلا يمكن ان نكتفي بقيادة تدير المجتمع بامكاناته المادية والمعنوية , بل يجب ان تضيف امكانيات جديدة ؟! فشهيد المحراب "قدس" لم يكن قائدا تقليديا , بل كان قائدا ومعلما , وفقيها عالما , وسياسيا محنك , وعارفا بادارة السياسة ودهاليزها, بالاضافة انه الانسان الاب والاخ ؛ لذا استطاع ان يفجر طاقات الامة ومخزونها الفكري والثقافي والتعبوي , وكيف لا ومعلمه وملهمه فيلسوف العصر محمدباقر الصدر "قدس" و مفجر الثورة الاسلامية روح الله الامام الخميني"قدس" .
ان الاسلوب والنهج السياسي الذي انتهجه شهيد المحراب هو سياسة الاستمرارية والاتصال والتواصل , وهي بهذا المعنى سياسة ليست تقليديا في جوهرها , فهي ترسخ الافكار وتتبنى حركة الواقع وتوجيهه بالوجهة التي تنسجم مع الواقع الوطني الراهن , وتؤثرعليه فهي سياسة تحتوي وتستوعب الاحداث السياسية المتسارعة , ويمكنها مواجهة الاحداث ببنية مرتكزة فكريا وعقائديا على ثوابتنا الدينية والوطنية , والابتعاد عن عقلية التحزب والاختلاف التي تعمق القطيعة والانفصال..., فمن نهج شهيد المحراب نستطيع ان نصف ان هذا الارث الفكري الاسلامي الاصيل ليس حزبا ؟ بل هو حالة افرزتها متطلبات العمل السياسي الكبرى والمرتبطة بوقائع مجتمعية واسس عقائدية , واخذت بالعمل والانفتاح على المجتمع لذا فهي اعم من كونها حزبا ؛لأن الحزب تنظيم يسعى الى بلوغ السلطة ؟ اما ارث شهيد المحراب كحالة اجتماعية جماهيرية ميدانية تحتضن الشرائح المختلفة وتعمل على اساس المشتركات الوطنية . 
فمؤسسة المجلس الاعلى الجامعة لأشكال متعددة من العمل التنظيمي والجماهيري ,والتثقيفي ...ماهي الا ارث الشهيد محمد باقر الحكيم الذي سعى لبناء دولة قابلة للحياة بعيدا عن المكاسب السياسية المرحلية , بل هو مدرسة كبيرة ذات مخرجات متنوعة تفضي كلها في النهاية الى الهدف الاوسع وهو بناء الوطن والانسان العراقي على اسس متوازنة , والذي يمكن وصفه بانه بيت العراقيين الجامع , ولابد ان نعرف ان القيادة الرسالية هي قيادة القلوب وليست الابدان , وهي قيادة الرضا وليست التسلط , وهي قيادة التسليم وليست قيادة الارهاب , فقد رسخ شهيد المحراب ملامح القيادة في سلوكه قولا وفعلا لينتج مؤسسة بأسم المجلس الاعلى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك