المقالات

الجهاد الكفائي، وتاريخ يكتب || محمد الشذر

1451 2016-10-22

محمد الشذر السيستاني، رجل كبير السن، لا يقوى على حمل طفل صغير، يعيش في احدى دهاليز النجف، لم يقف على اعتاب سلطان، لا يملك بيتا، غير 70 مترا يسكنها، مؤجرة من سيد امين جواد شبر مالك البيت.
تدخل السيستاني في كثير من نقاط الفصل، ليكون خياره القاطع، في مرحلة التاريخ العراقي، ليكون الشخصية الاولى في العراق، والتي يحسب حسابها، حتى باتت تدرس قراراته، اذ تؤثر على القرار العراقي، والامريكي في العراق.
سقوط كبريات مدن العراق وفي وقت حرج جدا، اذ لم يشافى العراق من جراحه بعد، وخروقات الارهاب الداخلية التي تنهشة، وركاكة القوى الامنية، والترسانة العسكرية، والانشقاقات الداخلية، ادخل المواطن العراقي في رعب تام، بأن المناطق الاخرى ستسقط بيد التنظيم الارهابي، او ان العراق سيقسم لا محال، الى شمال كردي، وغرب وشمال غربي وجزء من الوسط سلفي متعصب، و ووسط وجنوب شيعي.
التخبط السياسي لم يكد يهدأ، والحرب الاعلامية بين السياسيين في اوجها، فكل اتخذ المناطق التي انهارت بيد التنظيم اللااسلامي، ذريعة لاسقاط خصمه، ليتصيد بالماء العكر، وليكون هو البطل القومي الذي سيعيد للبلد مهابته؛ في ما لو آلت اليه مقاليد الحكم، وما هي الا ابواق اعلامية ليس لها الا مئارب شخصية وفئوية.
وسط هذا الضياع السياسي، فؤجئ الجميع ومن على منبر الجمعة، من كربلاء الحسين"ع" بأن القرار الحكيم، والفيصل هو هناك في النجف الاشرف، ليعلن عن فتوى الجهاد الكفائي، لتكون فتوى تاريخية، ثورية، لاعادة المناطق المغتصبة الى ارض الوطن، وبعقيدة الشهادة الدينية، من المرجع الاعلى للطائفة الشيعية في العالم.
انطلق سيل المتطوعين، من كل حدب وصوب، لتلبية النداء الديني والعقائدي، ليسطر اروع الملاحم في التضحية والفداء، تاركين خلفهم محبيهم، فالشباب بعمر الورود، وفتيان، وشيب، روو هذه الارض بدمائهم، والنجف هو القائد لكل مرحلة حرجة، لتكون كلمة من هناك كفيلة بقلب مجريات الامور.
الحشد الشعبي، والجيش الذي كان منكسرا قبل فتوى الجهاد الكفائي، راحوا يحررون المناطق تلو الاخرى، رغم خساسة التنظيم الداعشي في الاساليب القتالية القذرة، والمساندة الامريكية الوقحة والتي تضرب طائراته الجيش والحشد، تحت ذرائع الخطأ على ارض المعركة، لم تثنهم عن عزيمتهم، وها هم يقدمون التضحيات، لتعود اراضي الوطن سريعا، بعد حضن الاغتصاب.
اثرت هذه الانتصارات على المستوى الاقليمي، لتقلب المعادلة، فالدول المتنازعة العظمى، بعضها يريد ابقاء داعش من اجل الهيمنة، واقصاء خصومه، وتنفيذ مأربه، كما تفعل امريكا وحلفائها، واخراها يريد التدخل ليقضي عليها ليبني لنفسه قواعد قوى في المنطقة، تمكنه من مجابهة خصمه، كما تفعل روسيا وحلفائها.
الموصل تعاد، والفيصل هناك على ارض النجف، ليزدحم التاريخ بقرارتها النافذة البصيرة، فمن الانتخابات، والدستور، وديمقراطية الاقتراع، والسلم الاجتماعي، واطفاء حرب النجف، الى الموصل، حكاية لو توغلنا بتفاصيلها، لتاه الحبر عن ورقه فيما يروي وعجز، وسنرتقب ما بعد داعش، لننتظر القرار من هناك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك