المقالات

السكايب والرجال لا تنفع في السياسة الخارجية/ عمار جبار الكعبي

1272 2016-10-16

عمار جبار الكعبي

السياسة هي فن الممكن ، كيف تحقق اكبر قدر ممكن من المكاسب ، مع اقل قدر من الخسائر ، او بمعنى اخر اقل التنازلات الممكنة للطرف الاخر ، سواء اكان دولة ، او منظمة او شركات ، وهذا هو ما يحكم السياسة الخارجية الدولية ، فهي بنيت على المصالح ، اذ لا يوجد عدو دائم او صديق دائم ، وانما توجد مصالح دائمة ، وهذا قانون ثابت ، ومخالفوه اما يمرون بمرحلة تخبط ، او يحاولون إثبات ذاتهم على أساس مصالح بلدهم ، وفي كلتا الحالتين فهو يعتبر تشوه للسياسة الخارجية بكل ما للكلمة من معنى 

بعد ان نجى عنق السلطان من مقصلة الانقلاب ، اتجه نحو جيشه ليقلم اضفاره ويعيد هيكلته ، ليشكله وفق نظرية الولاء الشخصي ، او الولاء للسلطان الأوحد ، وهذا تطلب ان يجري عمليات كبيرة جداً على مستوى قيادات الجيش التركي البارزة ، وصلت حد البتر وزرع أطراف بغير مكانها ، مما جعل مؤسسته العسكرية تعاني كثيراً ، وستحتاج الى سنين عديدة من اجل استعادة الثقة ، بعدما كانت المؤسسة الاولى ، والسلطة الأعلى وصاحبة الكلمة العليا في تركيا ، وخصوصاً بعد الاذلال الذي تعرض له جنودها بعد فشل الانقلاب ، واعتداء بلطجية العدالة والتنمية على افراد الجيش العزل ، وقتل عدد كبير منهم ، والتمثيل بجثثهم ، وهم ابعد من اي وقت مضى عن خوض اي حرب او نزاع مسلح ، اي كان شكله وحجمه وموقعه 

العراق يمتلك اكبر سلاح ردع ضد التجاوزات التركية ، واذا ما استخدمه فسيكون ضربة كبيرة للاتراك وسلطانهم ، السلاح الاقتصادي ، حيث يبلغ حجم الصادرات التركية الى العراق اكثر من ١٢ مليار دولار سنوياً ، وهذا السلاح ذاق طعمه السلطان سابقاً ، وكان شديد المرارة ، فعاد منكساً راْسه الى روسيا ، بعدما جرب حظه مع الأقطاب في مغامرته الرعناء ، والظروف الاستثنائية التي تمر بها تركيا تزيد من فاعلية هذه الورقة اذا ما قررت الحكومة العراقية استخدامها ، او التلويح بها 

نحن لسنا نداً لك ، وسنحرر ارضنا بعزيمة الرجال وليس بالسكايب ! ، انه رد مقبول ولكنه سيفتح باب حرب التصريحات ، وسيعطيه المجال للانتقاص من بلدنا ، محاولاً الهروب من شبح انقلابه ، ليوحد صفوف جيشه خلفه بعد ان فقد ثقتهم وكرامتهم في آن واحد ، كان على رئيس وزرائنا ان يلوح بشيء اخر ، اذا ما أراد ان يكون تلويحه ابعد وأعمق واكبر تأثيراً ، لان أمثال اردوغان لا يفهم بلغة اللسان ، والكلمات البليغة ، اذ لو لوح له ببضاعةً إيرانية بِِيده ، سيكون ذلك ابسط وأسهل وأعمق تأثيراً ، مما يتناسب مع مستوى ادراكه ، وهذا لن يجعلنا نرفع صورة الحشد لنعلمه بوجوده ، لانه لو كان يعلم بذلك لما تجرأ !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك