المقالات

عاشوراء وبدعة التأسي والإقتداء...!||وليد كريم الناصري

1574 2016-10-07

وليد كريم الناصري

إن ما يجعل التصحيح المعرفي أصعب، أن تجد الجاهل أوثق بجهله من العالم بعلمه، وهذا ما يجعلك أمام مسؤوليتين أحدهما أصعب من الأخرى، مسؤوليتك إتجاه تصحيح المسار المنحرف، ومسؤوليتك إتجاه تحجيم الجهل في المجتمع، إن لم تستطع القضاء عليه، وأقل ما في ذلك تحتاج الى المقبولية وقوة الدليل والمعجزة، ولأن زمن المعجزة ولى مع الانبياء، بقي قوة الدليل والمقبولية، وهذا ما يمتلكه (الخُطباء) ولكن أغلبهم ركز على شخصيات عاشوراء، وزهد بالثورة وكيفية التعامل معها.

شغلني سبر أُغوار بعض المصطلحات، التي يتدولها المجتمع، ومنها ( الإقتداء والتأسي) لما لهما إرتباط وثيق بثورة الحسين، وكيفية التعامل معها من قبل جُهال المسلمين، حتى صارت البدعة والخرافات تعلق على شماعة التأسي والاقتداء! وراح رهط من المجتمع يهرول على النار والزجاج! ومنهم من يفترش الجمر محراباً للصلاة! ومنهم من يخرج أصوات كألكلاب! ومنهم من يضرب نفسه بالخف! تعبيراً عن التأسي بأهل البيت والإقتداء بهم، في كيفية إحتواء فاجعة الحسين بكربلاء.

مشكلة حقيقة، لدى بعض أتباع أهل البيت، تنشأ من سوء فهم المصطلحين فمنهم من يجمعهما على طاولة واحدة بنفس التعريف، ومنهم من لا يفهم كيفية توضيفهما، وسنورد خلال المقال تعريفاً وتوضيح لكليهم

الإقتداء: أعم من التأسي، وهو تعامل معنوي بما يصدر عن الفرد من( جَمائل)، أي تعامل مع التصرفات لا مع الشخص، وأختص بالإقتداء الرسول محمد بقوله تعالى (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) ولأن الرسول أفضل من عامة الانبياء فهو لا يقتدي بأشخاصهم بل بما صدر عنهم، ومثالها أن يتحمل الرسول مسؤولية الرسالة، كما تحمل إبراهيم عندما أُمر بذبح إسماعيل، أو ألقي بالنار، وهذا لا يعني أن يذبح الرسول ولده، أو يلقي نفسه بالنار.

التأسي:- وينشأ في حالة محددة، ويحدد بوقت معين، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَومَ الْآخِرَ)، فهنا الرجاء لله هو من حدد مناسبة التأسي، وهي تعامل مع الأشخاص ومع ما صدر منهم، ويخطأ من يجعلهما مبرر لفتوى الإيجاز بإختلاق البدعة، ومثاله من أصابته مصيبة بفقد ولده أو عزيز عليه، فليتأسى بصبر الحسين على ذلك، ولا يعني أن يقدم بقية ولده للذبح، أو يحرمهم الماء، بحجة ما جرى على الحسين.

 

 نفهم من ذلك بأن المصطلحين، هما إستدراج أنفسنا للقدوة أو الإسوة، وليس إستدعاءهم إلينا بأفعال أبسط ما يقال عنها "البدعة"، الحسين لا يريد جسد ملطخ بالدماء، بقدر ما يريد مُصلٍ مبلل بماء الوضوء كل وقت، ولا يريد طعاماً بإسمه يملأ أكراش الأغنياء، بقدر ما يشبع بطون الفقراء، فلابد أن يقاس التأسي والإقتداء بما كان يفعله أهل البيت، وليس في إستنتاج بدعة لا مبرر لها، وتضر بالمذهب ولا تنفعه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك