المقالات

تحكيم العقول في ولاية زوج البتول ||عمار جبار الكعبي 

2121 2016-09-19

عمار جبار الكعبي 

اكمل رسول الله ( ص ) حجة الوداع ، وعاد وهو حزين على مصير الامة من بعده ، وبينما هو يسير متأملاً ، جاءه النداء الالهي مخاطباً ، بِسْم الله الرحمن الرحيم " اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً " صدق الله العلي العظيم ، فأبتهج الرسول (ص) بهذا النداء ، وجمع المسلمين عند غدير خم وابلغ امر ربه ، وبلغ رسالته 

أوقف المسلمين ونادى فيهم قائلاً ، يا ايها الناس ألست اولى بالمؤمنين من انفسهم ، فقالوا بلى يا رسول الله ، فكررها عليهم ثلاثاً ، ثم قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وهو رافع يد الامير حتى بان بياض ابطيهما 

اذ لاهمية هذا البلاغ ،  تغير حتى الخطاب الالهي مع الرسول الكريم ، حين خاطبه تعالى شأنه " يا ايها النبي بلغ ما انزل إليك من ربك فأن لم تبلغ فما بلغت رسالته " ، حتى قرن الله تعالى ابلاغ الرسالة بهذا الامر ، الذي كان مساوياً او يزيد على جهد الرسالة التي دامت ل_( ٢٥ ) عاماً ، لاهميته وضروريته في تحديد مسار الرسالة بعد رسول الله (ص) ، فنوع الخطاب ولهجته تبين خطورة البلاغ ، اذ لم يوجه الله تعالى الى رسوله (ص) مثل هذا الخطاب طيلة الرسالة 

حتى عاد الحجيج الى المدينة ، اختلفت الاّراء ولا زالت مختلفة ، فكبرت في نفوس القوم ان تجتمع النبوة والإمامة في بيت واحد ، وارجع بعض المتفيهقين نقطة الاختلاف الى تعدد معاني كلمة ( المولى ) ، فمنهم من قال انها تعني ابن العم ، ورسول الله جمع المسلمين ليبلغهم ان علي (ع) هو ابن عمه ! ، وكأنهم لا يعلمون بهذه الحقيقة الصادمة ! ، وقد جمعهم رسول الله في هذا المكان البعيد ، والجو شديد الحرارة ، ليعلمهم ان الامير هو ابن عمه (ص) ، اما الرأي الثاني فذهب الى انها تعني الخادم ، وان رسول الله أراد ان يبلغهم ان الامير هو خادمكم من بعدي ! ، ليت شعري أين يذهب التعصب بالعقول ، والرأي الثالث ان المولى تعني السيد ، وهو ما ينطبق مع ما ذهب اليه رسول الله (ص) ، وهو مؤيد بقرائن عديدة ، كحديث الدار ، وحديث الكساء ، واية التطهير ، وغيرها الكثير الكثير من الأحاديث التي لا يسع المجال لذكرها . 

من لا يشكر نعمة الله ، فهو لا يستحقها ، وعندما يفقدها فهو امام أمرين لا ثالث لهم ، اما ان يشعر بفقد هذه النعمة ويحزن عليها امد الدهر حتى يأذن الله ، واما ان يحاول ان ينكر هذه النعمة ، ويضلل عليها ، ليخفي حقيقة موقفه ، ورده لامر الله ، ويفضل اختيار البشر على خيار الله تعالى ، ويفنون أعمارهم في محاولة إطفاء نور الله بأفواههم ، ولكن نور الله ساطع رغم الغيوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك